أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - عماد علي - العراق، حرب الطائفية و ليست حرب الطائفيين فقط














المزيد.....

العراق، حرب الطائفية و ليست حرب الطائفيين فقط


عماد علي

الحوار المتمدن-العدد: 4495 - 2014 / 6 / 27 - 15:57
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


ان ما يدعي به البعض بان ما يشهده العراق، انه حرب مجموعة قادة مختلفة الخلفية و الافكار و الايديولوجيا، طائفيين في العمل على الارض، فهو متوهم . العراق ليس بالدول الاوربية و لها سمات و مميزات و تاريخ و ترسبات تختلف كليا عن اية دولة يمكن ان تُبحث و تقارن معه . كلما اقراه هذه الايام من البحوث و التحليلات العديدة حول الاحداث في العراق بعد مجيء داعش، اراه مستندا على افكار و نظرات جاهزة معلبة كسبناها طوال التاريخ من الاملاءات التي فرضت علينا، بعيدا عن الواقعية و التحليل العلمي المستند على الدلائل و المثبتات و البراهين و ما موجود على الارض .
ان العراق تاسس في عام 1921، و من تمعن في تاريخه لم ينكر بان المكونات التي اصبحت ضمن دولة فرضت فوقيا من قبل الاستعمار البريطاني دون الاخذ برايهم، لم ينسجم و لم ينصهر و لم يحس اي فرد بالمواطنة الحقيقية بمعنى الكلمة، حتى الامس القريب، لم تسمع شيعيا و كورديا الا و هو يحس في داخله بانه مواطن درجة ثانية و ثالثة، ولم تر سنيا حتى سقوط الدكتاتورية الا و هو ينظر الى الاخرين بنظرة استعلاء و كانه سيدهم و عليهم مراعاته و تنفيذ اوامره . الوضع الاجتماعي الثقافي لم يكن مشابها و متناغما بين المكونات الثلاث على الارض، على الرغم من الافكار الخيالية التي ادعاها الايديولوجيون طوال هذه العقود، و كان الصراع قويا و ان كان مخفيا بفعل القوة القابضة عليه على الرغم من الحرية النسبية التي تمتع بها الشعب ابان الحكم الملكي . كانت الشيعة تتعاطف مع الكورد لاحساسهما بالمظلومية المشتركة و العكس صحيح ايضا طوال اكثر من ثمانين عاما من حكم السنة ، و بعد سقوط الدكتاتورية طفح الى السطح ماكان مغطاة بوسائل سياسية و سلطوية قسرية دون قناعة ذاتية. لم تنصهر المكونات في بوتقة المواطنة و الوطن الواحد في اية مرحلة، ان كنا صريحين في الكلام بعيدين عن الامنيات التي نريد ان يكون عليها العراق .
ان الصراعات المذهبية و العرقية قد تاصلت في نخاع الشعب بشكل لا يمكن انكاره، و هذا ليس وليد اليوم بل نتيجة حتمية لتراكم الترسبات التي طغت على اية نظرة اخرى .
كي نثبت قولنا هذا لابد ان نذكر الدلائل، من يتابع و يلاحظ الشعب العراقي و مكوناته و حصول المرشحين على الاصوات التابعة لمذهبهم و قوميتهم يتاكد من ادعائنا هذا، لا بل نلاحظ ان المتطرفين و المتعصبين من القوميين و المذهبيين، هم من يحصلون على اعلى نسبة من اصوات مكوناتهم ليس لحبهم لهم بقدر ما يعبرون عنهم بما يكنون من التعصب، ومنهم من يعبر عنه في العلن لهم . و في المقابل، من المعلوم ان من ادعى الوطنية و المواطنة و الانسانية في التفكير و المساواة و غير ذلك من النظرات الخيالية غير الواقعية التي لا تنسجم مع ما يفكر به الفرد العراقي، لقد خسروا المنافسة الانتخابية و من فاز بها هم المتعصبون، و هذا انعكاس صريح لما يفكر به النسبة الكبيرة من الشعب العراقي، هذا من جانب . من جانب اخر، لا يستطيع قائد ما ان يفرض سلطته على مجموع الشعب ان لم يؤمن به الشعب بذاته، فلا يُعقل في هذا ال الذي وقت نرى ان الحكومة ضعيفة الى هذا الحد و يمكن ان تفرض افكارها الطائفية و الشعب يكون براء منه، اهل القائد الطائفي ينفذ ما يريده هو و حلقته ام مجموع الشعب . ومن الدلائل القريبة الينا حول نظرتنا، بعد مجيء داعش، في الوقت سمعت الطائفة السنية ابشكل عام بما حصل، بتهجت الاكثرية على الرغم من كره وجوه المحررين و تشددهم، و في المقابل لبى المكون الاخر و هو يعتبر ان السلطة تابعة له، اي هي احدى الطائفتين فكرت بما يمكن ان تصد الارهاب،و لم نلحظ المكون الاخر يحرك ساكنا و كان الارهاب لا يهمه، لا بل انسجم معه او توائم معه الى حد كبير، نتيجة حقنه و صراعه مع المكون الاخر .
لذا لا يمكن ان نقول ان الحرب الجارية الان هي حرب مجموعة من الناس الطائفيين و ليس غيرهم من اكثرية الشعب، نعم حرب القادة الطائفيين بامتياز و لكن ليسوا بعيدن عن ما يتسم به مكونهم و ما ينون و يعبرون به في الخفاء و العلن .اي ليست الحرب الجارية في العراق فقط و انما تشهده المنطقة باكملها حرب طائفية نابعة من ما تؤمن به اكثرية شعوب المنطقة و ما تمتاز بها من هذه السمات و الانتماءات الفرعية بعيدا عن الانسانية و مميزاتها .



#عماد_علي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- نحن ضد التفرد في بغداد و نتفرد في كوردستان
- هل يعيد المالكي اخطاء الاسد
- الانتماء وما تفرضه المصلحة العليا
- مؤتمرتطبيق الفدرالية الحقيقية هو الحل
- من يحصد ما زرعته امريكا في العراق
- ما هي الاولوية في ايجاد منفذ للعملية السياسية في العراق
- هل تكون الفوضى العراقية خلاقة ؟
- دعو كركوك و المدن المستقطعة بسلام
- داعش نتاج العقليات السائدة
- ما الموقف المناسب لاقليم كوردستان في هذه المرحلة
- سيناريوهات ما بعد مجيء داعش
- ثورات الربيع العربي و الخريف العراقي
- كيف يمكن تفادي اطالة سفك الدماء في العراق
- الاستقواء بالخارج ام تنظيم البيت الداخلي
- ساندت امريكا المالكي و تحمله مسؤولية ماحصل ايضا !!!
- هل من حل لما يحصل في العراق الان
- لماذا النظرة الدونية للاخر
- المالكي و الداعش على دفتي الميزان
- هل من مصلحة الكورد ان يحاربوا الداعش
- امريكا لن تغامر مجددا في العراق


المزيد.....




- بتدوينة عن حال العالم العربي.. رغد صدام حسين: رؤية والدي سبق ...
- وزير الخارجية السعودي: الجهود الدولية لوقف إطلاق النار في غز ...
- صواريخ صدام ومسيرات إيران: ما الفرق بين هجمات 1991 و2024 ضد ...
- وزير الطاقة الإسرائيلي من دبي: أثبتت أحداث الأسابيع الماضية ...
- -بعضها مخيف للغاية-.. مسؤول أمريكي: أي تطور جديد بين إسرائيل ...
- السفارة الروسية في باريس: لم نتلق دعوة لحضور الاحتفال بذكرى ...
- أردوغان يحمل نتنياهو المسؤولية عن تصعيد التوتر في الشرق الأو ...
- سلطنة عمان.. مشاهد تحبس الأنفاس لإنقاذ عالقين وسط السيول وار ...
- -سي إن إن-: الولايات المتحدة قد تختلف مع إسرائيل إذا قررت ال ...
- مجلة -نيوزويك- تكشف عن مصير المحتمل لـ-عاصمة أوكرانيا الثاني ...


المزيد.....

- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين
- قصة اهل الكهف بين مصدرها الاصلي والقرآن والسردية الاسلامية / جدو جبريل
- شئ ما عن ألأخلاق / علي عبد الواحد محمد


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - عماد علي - العراق، حرب الطائفية و ليست حرب الطائفيين فقط