أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اليسار , التحرر , والقوى الانسانية في العالم - عماد علي - لماذا ينظمون الى الداعش ؟














المزيد.....

لماذا ينظمون الى الداعش ؟


عماد علي

الحوار المتمدن-العدد: 4504 - 2014 / 7 / 6 - 23:37
المحور: اليسار , التحرر , والقوى الانسانية في العالم
    


شاهدت فيديو لكوردي و هو يعترف بانه ذاهب من بغداد الى تركيا و من ثم سوريا لينظم الى الداش، قاطعا كل هذه الطريق دون ان ينظم اليهم بين ساعة و اخرى في موصل و هي مسافة ساعتين ثلاثة لا اكثر عن محل سكنه، و الادهى انه كان يفتخر و هو مرتاح البال مبستم الوجه، و كانه ذاهب الى الجنة الموعودة كما يدعون .
هذا عن الكوردي الذي يختلف عن العربي السني من حيث الثقافة و الوضع الاجتماعي المعيشي و السياسي، فما بالك بالعربي السني الذي يعتبر الداعش منقذا و معبرا له الى جنة الخلد او الى الحياة السعيدة على الارض فقط بصنع عدو الدين و الاسلام الوهمي من الاخر وكل يوم باسم،و لكن هو دون ان يدي ضحية اخلاقه و تربيته و عدو لنفسيته و هو مصنوع من التناقضات الحياتية التي تربى عليها .
ان الاسباب الثقافية و الاقتصادية و المعرفية هي الدافع الاول و الاخيرلانظمام الناس الى التنظيمات المتطرفة ومنها داعش، علاوة على ما تفترضه السياسة لتكل التنظيمات المختلقة اصلا من قبل المخابرات العالمية، انه يعتقد بشكل مطلق بانه يؤدي واجب ديني و دنيوي من جانب، و يخضع لدوافعه النفسية المضطربة من جهة اخرى، اي النرجسية و التربية على كره الاخر بخلق صفات مكروهة له، اي السنة للشيعة و الكوردي للعربي و العربي للكوردي و الشيعة للسنة، نتيجة ترسبات التربية القذرة التي كبر عليها، و جاء الوقت ليفرغ ما بحوزته من تراكمات ما ورثها و اكتسبها خلال سنين حياته و من العرف و التقاليد والعادات لكره الاخر و ضده و ما يبيح حتى قتل الاخر ولو باختلاق سبب غير موجود اصلا ، و نتيجة التربية الدينية المتطرفة التي خلقها اصحاب المصالح الحياتية التي تستخدم الدين و المذهب لاغراض ذاتية لا علاقة لها بنص الدين، كما يقول المعتدلون من المتدينين، و يقول المتشددون انه هو الدين بنصه و ذاته و كان انتشار الدين بهذا الشكل و الطريقة منذ انبثاقه في عصر محمد نبي الاسلام، افلا يوجد القتل و السبي و الغزو و النهب و الغنيمة اثناء الفتوحات الاسلامية، و كما يقول احد السادة نشر الدين دون وجدان و من اجل الاسلام و اهدافه . افلا يختلف الطرق الى الاسترشاد و هي منسوبة الى الشخصيات التي ادعتها، الم يجتهد العلماء في تفسيراتهم و كل حسب عقليته و فهمه لماهية القران و الاسلام، و ان لم يكن كذلك لما كنا نشاهد الشيعية و السنية و من ضمنهمالوهابية و الجعفرية و الاثني عشرية و المالكية و الحنفية و الشافعية و الحنبلية، و من ثم القادرية و النقشبندية و اليوم الداعشية و بالامس الظواهرية و بن لادنية و الى اخره من الطرق و الاساليب التي انتشرت وفق توجه صاحب الطريقة و عقليته و فهمه و تفسيره لماهية الاسلام، و هو بالاساس دين محمد الذي اختلف في سلوكه و تصرفاته و حتى كيفية نزول و نوعية آياته التي ادعى بانها منزلة عليه من السماء، من مدنية و مكية، و من حالة سلم الى الحرب، و من ما يخص شخصه و الناس بشكل عام، و من قبل وفاة زوجته خديجة و بعدها ، و حتى باختلاف عيش النبي في كل مرحلة و نظرته الى الحياة في حينه من سنة لاخرى .
اليوم، و بعد هذا الارث الكبير من ما ورثناه من العقود ما بعد نشر الاسلام، لازلنا نمر بفترات وفق المدعين له، علاوة على ما اختلطت به السياسة و المخابرات العالمية و الاقليمية. فمن الدراسات العديدة في هذا الشان يتبين لدينا ان المنظمين الى المنظمات المتطرفة ليسوا الا مختلين من الناحية النفسية الشخصية بذاتهم و من الذين عاشوا و هم يحسون بالنقص من عدة نواحي الاقتصادية والاجتماعية و النفسية . اننا اليوم لم نر داعشي شاب و الا من عائلة فقيرة ملتزمة، اللهم الا المغرر بهم من اوربا الذي يعيشون بين المتناقضات بين تربية و ما اكتسبوه من بلدانهم و تربيتهم و ما انتقلوا اليه من حياة جيدة لا يقدرون على التواصل و الاختلاط،، او من خدعوا من قبل ادعياء ممن يعملون على تنظيم هؤلاء لاغراض مادية فقط .
لهذا، ان من ينظم الى داعش اليوم، يرى فيها المنقذ لاحواله الشخصية و توجهاته العقلية السياسية، و محررا نفسه في حياته و موآساته اليومية التي يمر بها، و من ثم ايمانه بالحياة النعيم و الحوريات و العيش الرغيد في الجنة التي لا يلقيها هنا على الارض من جهة و من عقوبة عدم الجهاد و الحياة البائسة، و كذلك نرى من المتطرفين الشيعة على نفس المنوال، الم نر منهم من يجرح الاسرى من السنة و يدمل جرحه بالملح، هل هناك فرق بينه و بين الداعشي .
كان لدينا جار فقير الحال و له ابن وحيد،عندما تعرفت عليه كان الوالد هادئا و يظهر نفسه مؤمنا من الدرجة الاولى، و ابنه كان يحمل كل الصفات السيئة التي لم يتقبلها المجتمع، و بعد مدة تحول البيت الى ما يمكن ان اسميه جامع، و عرفت فيما بعد ان هذا الجار كان يحمل كل الصفات التي لا يرضى به الاسلام الذي ادعاه من السصرقة و الخدع و السلب و النهب من قبل، وبعد ان انقلبت الحال و تحولوا الى عائلة متدينة كما احبوا ان يسموا، اختلط ابنهم مع مجموعة بالاسلام السياسي، اي تحول في اخلاقياته و تصرفاته الظاهرية بشكل مطلق، و لم نجده الا و طوق بيتهم ليلا و اكتشف فيما بعد انه من الارهابيين و له اليد في قتل العدد من الضحايا في مدينة السليمانية، ومن بينهم شاب بعمر الورد في مرحلة الاعدادية و هو من عائلة ثرية، و كذلك هو مشارك في اخذ الاتاوى و الجزية من الاثرياء . بعد التمعن في حياة هذا الشاب و اهله توضح لدي ان العوامل الذاتية اضافة الى الدعاة المتطرفين، هي التي تدفع الى خرط مثل هذه النوعيات في التطرف، و ما نراه من المنظمين الى الداعش ليسوا الا امثال هذا الشاب المتغير في ليلة و ضحاها، و هم يبحثون عن الجنات على الارض و الاخرة، و يساعد الفكر و التطرف الاسلامي على ما يفعلونه في وضح النهار دون رحمة، و يفعلوا بالاخر الضد ما لاترضاه اية ذرة من الانسانية مهما كان، و ينعتونه بالناس الكافرة والمرتدة او الشيوعية و اليسارية و اليوم الشيعة الرافضية.



#عماد_علي (هاشتاغ)      


ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- هل نجد الشعرة الضائعة في العجين العراقي ؟
- هل تركيا هي من تنتصر في النهاية ؟
- المالكي بين ملذات الكرسي و نهاية عمره السياسي
- كركوك قضية شعب كوردستان و ليست جهة معينة
- المشكلة هي الانتماء الوطني
- الحق حق اينما كان
- الموقف الموحد اثلج قلوب الشعب الكوردستاني
- ممكن للعلماني ان ينقذ العراق ؟؟
- لماذا كل هذه التشنجات منذ الجلسة الاولى
- اختيار المالكي رئيسا للوزراء لصالح الكورد
- هل تطول حال العراق كثيرا
- ما يحصل لاقليم كوردستان
- لسانك حصانك ام ........ ايها العراقي
- اهداف اي محور تقع لصالح كوردستان
- العراق، حرب الطائفية و ليست حرب الطائفيين فقط
- نحن ضد التفرد في بغداد و نتفرد في كوردستان
- هل يعيد المالكي اخطاء الاسد
- الانتماء وما تفرضه المصلحة العليا
- مؤتمرتطبيق الفدرالية الحقيقية هو الحل
- من يحصد ما زرعته امريكا في العراق


المزيد.....




- نزع سلاح حزب الله.. قضية ساخنة تربك سياسة لبنان
- -على العالم أن يتدخل-.. منصات التواصل تتفاعل مع أطفال غزة ال ...
- بريطانيا وبداية تفكك الدعم الغربي لإسرائيل
- شاهد كيف يسخر مسلسل الرسوم المتحركة -ساوث بارك- من وزيرة الأ ...
- الناشطة الحقوقية نصيرة ديتور لفرانس24: -لن أسكت وسأواصل النض ...
- نتنياهو: إسرائيل تعتزم السيطرة على قطاع غزة بأكمله لكنها لا ...
- الإفراج عن حميدان التركي بعد 19 عاما قضاها في السجن بالولايا ...
- الجزائر ترد على رسالة لماكرون طالب فيها بمزيد من -الحزم- تجا ...
- علي صالح عبدي.. لحظة إنقاذ الطفل السوري من بئر عميق في ريف ا ...
- صفقة جديدة لتصدير الغاز الإسرائيلي إلى مصر بـ 35 مليار دولار ...


المزيد.....

- اليسار بين التراجع والصعود.. الأسباب والتحديات / رشيد غويلب
- قراءة ماركس لنمط الإنتاج الآسيوي وأشكال الملكية في الهند / زهير الخويلدي
- مشاركة الأحزاب الشيوعية في الحكومة: طريقة لخروج الرأسمالية م ... / دلير زنكنة
- عشتار الفصول:14000 قراءات في اللغة العربية والمسيحيون العرب ... / اسحق قومي
- الديمقراطية الغربية من الداخل / دلير زنكنة
- يسار 2023 .. مواجهة اليمين المتطرف والتضامن مع نضال الشعب ال ... / رشيد غويلب
- من الأوروشيوعية إلى المشاركة في الحكومات البرجوازية / دلير زنكنة
- تنازلات الراسمالية الأميركية للعمال و الفقراء بسبب وجود الإت ... / دلير زنكنة
- تنازلات الراسمالية الأميركية للعمال و الفقراء بسبب وجود الإت ... / دلير زنكنة
- عَمَّا يسمى -المنصة العالمية المناهضة للإمبريالية- و تموضعها ... / الحزب الشيوعي اليوناني


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اليسار , التحرر , والقوى الانسانية في العالم - عماد علي - لماذا ينظمون الى الداعش ؟