أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - فاطمة ناعوت - المتحرشون لم يفسدوا فرحتنا














المزيد.....

المتحرشون لم يفسدوا فرحتنا


فاطمة ناعوت

الحوار المتمدن-العدد: 4498 - 2014 / 6 / 30 - 08:42
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    


لا سامحهم اللهُ. أفسدوا فرحتنا بثاني خطوات خارطة الطريق، وفوز مصر بأول رئيس منتخَب انتخابًا حُرًّا، نقيًّا من ضغط عوز المال؛ وشراء الصوت بقنينة زيت وكيس سكر، ومن ضغط عوز المعرفة الدينية، وشراء الصوت بمكان في الجنة والنجاة من النار. تأكدتْ محاولة الإفساد "العمدي" للحظة فرح المصريين، بعدما تكشّف أن الفيديو المصوّر للفتاة الضحية التي جردها الذئابُ من ملابسها في ميدان التحرير يوم تنصيب الرئيس، قد بثّته قناةُ "رصد" الإخوانية التي تتحين الفرصَ لإفساد كل لحظات استحقاقاتنا الديمقراطية منذ ثورة 30 يونيو، وإلى أن تتم الخطوة الثالثة من خارطة الطريق باستقرار البرلمان القادم، بإذن الله. ولكن هذا لا يمنع أن التحرش بالنساء أوشك أن يكون ظاهرة موجعة في مصر، لو لم يتم التصدي المجتمعيّ والمؤسسي له بكل حسم، وفورًا.
ويبدو أن تغليظ العقوبة على المتحرش، وفقَ القانون الجديد، ليس كافيًا؛ لأن التطبيقَ الناجز والسريع للقانون هو الرادع، وليس صكّ القانون وحسب. ونرجو ألا تكون مجابهةُ الإرهاب، الذي يغزو مصرَ منذ عزل المعزول، سببًا في تراخي الدولة عن مجابهة التحرش بنفس القدر من الجدية والحزم. فالتحرشُ بالنساء إرهابٌ لا يقلُّ شراسةً وانحطاطًا عن الإرهاب المسلَّح، إن لم يزد. لأن الضحيةَ هنا امرأةٌ عزلاءُ لا حول لها ولا قوة. والمرأةُ ليست كائنًا منفردًا، بل هي منظومةٌ إنسانيةٌ كاملة، لها أبٌ وأمٌّ وأطفالٌ وزوجٌ وأشقاءُ وجيران وزملاء دراسة أو عمل، وربما تلاميذُ إن كانت معلّمة، ومرضى إن كانت طبيبة، وقرّاءٌ إن كانت كاتبة، وهلمّ جرا. لهذا فإن التحرّش الجسدي بامرأة وانتهاكَ خصوصيتها هو بمثابة انتهاكٌ للمجتمع كلّه بكل طوائفه. على أنني واثقة ثقة مطلقة بأن الدولة المصرية التي تصدّت لإرهاب الجماعة الدموية المسلّح، قادرةٌ على التصدي لذلك الإرهاب الجسدي الذي يضرب خاصرة مصر ويدمر أمنها الأسري ويشوه صورتها أمام العالم، نحن الشعب الكريم العنصرين الباني حضارة الإنسانية منذ فجر الضمير الأول.
لكن أولئك المتحرشين الحوشة بفعلتهم البغيضة، لن ينجحوا في وأد فرحتنا بكل المشاهد المتحضرة التي التقطتها عيوننا وسجلتها ذواكرنا منذ فوز المشير عبد الفتاح السيسي برئاسة مصر.
أذكر أولا المحادثة الراقية التي تمت بين الأستاذ "حمدين صباحي" والرئيس قائلا له: “سوف أُضيء المصابيحَ في طريقك مادمتَ قادرًا على صنع القرارات التي تتفق مع مبادئ الثورة.” تلك هي البادرة المتحضرة التي تليق بمثقف مناضل مثل حمدين صباحي، والتي ترسم للعالم الصورةَ الحقيقية لمصر الأنيقة الموحّدة، التي لا تعرفُ شقَّ الصف، ولا الصغاراتِ، مادام الهدفُ هو مصر وصالحها، وفقط.
وأذكر كذلك مشهد الرئيس السابق، المستشار المحترم "عدلي منصور" وهو يسلّم مقاليدَ حكم مصرَ وعرشَها، ويالها من أمانة هائلة، إلى الرئيس المنتخب الذي يليه، المشير عبد الفتاح السيسي، بحبّ وثقة حقيقيين، ويوصيه خيرًا بشعبها الطيب، والدموعُ تكادُ تطفر من عينيه لحظةَ الوصية ولحظة تقديم عزائه لأسر شهداء مصر بكل طوائفهم.
وأذكرُ في الأخير مشاهد المصريين التي كستِ الفرحةُ وجوهَهم بعدما اعتمرها الحزنُ والخوفُ على مصر سنواتٍ ثلاثًا، جرى فيها كلُّ ما جرى من ثوراتٍ وكفاحاتٍ وانتصاراتٍ وهزائمَ وويلاتٍ ودماء أُهرقَت على ترابها الطيب، وأرواحٍ طاهرة صعدت إلى السماء مقابل هذا اليوم الذي تبدأ فيه مصرُ تتنفس وتقف على مدارج البناء الأولى.
طوبى لك يا مصرُ بأبنائك الشرفاء، وغدًا يصفو وجهُك من كل الدنسين.



#فاطمة_ناعوت (هاشتاغ)      


ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- وجدي الحكيم، وحلم لم يكتمل
- الروث في مياه الشرب!
- أحمر باهت
- العذراء، وشمس الدين التبريزي
- المحاكمة داخل الكهف
- -فتحية العسال- وحصان عم محمد
- انتخبت بدمائها وطفلة تغني
- الخطاب الديني والتحرش، يا ريّس!!!!
- حكيم عيون
- بيان مهم من الكاتبة فاطمة ناعوت
- النور يعيد السيدة العجوز
- اليومَ إكليلُ الجميلة
- الصخرة والسراويل الساقطة
- نوبل السلام لأقباط مصر
- ليندا جورج سيدهم...... ثمنُها يفوقُ اللآليء
- السلام الوطني وحزب النور
- -نوال مصطفى- وأطفال السجينات
- هو ينفع منزلش؟
- انتخبوا.... لتعارضوا
- بشرة خير، ورقص المصريين


المزيد.....




- -الأعباء ثقيلة ولكننا لا ننحني إلا الله-.. السيسي يوجه خطابا ...
- ماما جابت بيبي..أحدث تردد قناة طيور الجنة بيبي على نايل سات ...
- مستعمر يدعس شابا من كفر الديك غرب سلفيت
- ما بعد 7 أكتوبر.. كيف تراجع نفوذ الإخوان عربيا؟
- اضبطها على جهاز الأن تردد قناة طيور الجنة بيبي الجديد على ال ...
- أضبط حالاً تردد قناة طيور الجنة بيبي على القمر نايل سات وعرب ...
- -إسرائيل- تدرس إعادة الوجود اليهودي الدائم في قبر يوسف بنابل ...
- إيهود باراك: يجب إعطاء الأولوية لإسقاط حكومة نتنياهو
- رصاص في المسجد واختطاف الإمام.. حادث يشعل المنصات اليمنية
- يا غنماتي.. تردد قناة طيور الجنة بيبي الجديد على القمر الصنا ...


المزيد.....

- السلطة والاستغلال السياسى للدين / سعيد العليمى
- نشأة الديانات الابراهيمية -قراءة عقلانية / د. لبيب سلطان
- شهداء الحرف والكلمة في الإسلام / المستنير الحازمي
- مأساة العرب: من حزب البعث العربي إلى حزب الله الإسلامي / حميد زناز
- العنف والحرية في الإسلام / محمد الهلالي وحنان قصبي
- هذه حياة لا تليق بالبشر .. تحرروا / محمد حسين يونس
- المرحومة نهى محمود سالم: لماذا خلعت الحجاب؟ لأنه لا يوجد جبر ... / سامي الذيب
- مقالة الفكر السياسي الإسلامي من عصر النهضة إلى ثورات الربيع ... / فارس إيغو
- الكراس كتاب ما بعد القرآن / محمد علي صاحبُ الكراس
- المسيحية بين الرومان والعرب / عيسى بن ضيف الله حداد


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - فاطمة ناعوت - المتحرشون لم يفسدوا فرحتنا