أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - حقوق الانسان - فاطمة ناعوت - الروث في مياه الشرب!














المزيد.....

الروث في مياه الشرب!


فاطمة ناعوت

الحوار المتمدن-العدد: 4497 - 2014 / 6 / 29 - 13:26
المحور: حقوق الانسان
    



المهندس إبراهيم محلب، رئيس مجلس وزراء مصر، مكتوبٌ عليك أيها الرجل المحترم، أن تحمل عبء تداعيات من سبقك من رؤوساء حكومات أخفقوا في احترام المواطن المصري.
الحكومة الراهنة، في تقديري، هي أول حكومة مصرية "يُعوّل عليها" منذ ثورة يناير 2011، تلك التي سُرقَت فاسترددناها منتصف2013، بعد عامين مريرين قاسى فيهما المصريون الويلات ودهسوا المحنَ في طريق عبورهم من الظلام إلى النور عبر نفق هائل الوعورة ظالم القسوة. خلال هذين العامين الكبيسين، تعاقبت حكوماتٌ وتبدلت حقائبُ وتواترت وجوه. على أنني كنت أعتبر كل أولئك الوزراء عابرين، أو بالأحرى جُسورًا تنقلنا من مرحلة "السيولة" والعبور، إلى خانة "الاستقرار" والبناء. لهذا لم أهتم كثيرًا برفع مظالم المواطنين، التي تصلني يوميًّا، إلى أولئك الوزراء السابقين؛ لأنني أدرك أنهم أطواق نجاة مؤقتة أنزلت من السفينة لتسيير أعمال شعب، حتى يتم ترميم ثقب السفينة، ومن ثم تستأنف رحلتها في خضمّ الأمواج الهائجة لتجد مستقرًّا لها. بعدئذ، تأتي حكومةٌ تشرع في ضبط الموازين المعوجّة منذ عقود. وها هي السفينة تقارب الرسوَّ على شاطئ الأمان، ليبدأ العملُ والبناء بعد برهة. فأرجئتُ حواراتي القلمية حتى تأتي الحكومة التي تزامن الانتخابات الرئاسية، أول حكومة في جمهورية مصر الثانية.

ونعلم أن الدرب الذي ينتظر الرئيسَ عبد الفتاح السيسي، وحكومةَ المهندس إبراهيم محلب، شاقٌّ وقاسٍ ووعر. لأن هذا النظام يحمل عبء ترهل وتضخم وأخطاء خمسة عقود سابقة، كان فيها المواطنُ المصريّ على آخر قائمة اهتمامات الحاكم والحكومات. لكن ثورتين عظيمتين أنجزهما هذا المواطن المحترم، كفيلتان بأن تضعانه على رأس الهرم الأكبر، ليشاهده كلُّ حاكم وكلُّ حكومة منذ الآن، فيتأملون أوجاعه ومحنه وصعوبات حياته وعسر يومه، ويشرعون فورًا في الحل.
أبدأ أولى المظالم من جنوب مصر. تحديدًا من قرية "السرقانا" مركز "القوصية" محافظة "أسيوط". يشربون الماء مخلوطًا "بالروث" الآدمي! وانتشرت على صفحات فيس بوك صور لماء الصنابير بلون المخلفات الآدمية البشعة، لكيلا أقول بلون "الطمي”. لأن الطميَ طاهرٌ وذكيٌّ ومبدعٌ؛ يُنبتُ الزهور المشرقات ذوات اللون والألق من بدنه القاتم؛ في معجزة الله اليومية، حين يرسم فرشاته ليرسم. لهذا وقع أهالي البلدة بين أنياب الفشل الكلوي وفيروس الكبد الوبائي، عدا الأورام الخطيرة. فباتوا يشيّعون كل أسبوع صريعًا إلى قبره؛ شهيدَ ماء الشرب المعجون بمخلفات الصرف الصحي، أو بالأحرى شهيدَ إهمال حكومات أخفقت في احترام مواطنيها، وحكّام لم يتعلموا كيف يحبون شعوبهم المرزوءة بهم. فعلى مدار سنوات، استغاث ألأهالي بالمسؤولين، ولا آذانَ تُصغي لمنكوب، والموتُ يحصد الأطفال والشيوخ زالشباب في غفلة عن عيون الدولة. تلك البلدة الطيبة التي اشتهرت بتعليم أبنائها الذين يحملون أرفع الدرجات العلمية يحتلون بها مراكزَ مرموقة في أوروبا وأمريكا والخليج، فيما يعمل بقية السكان بالزراعة والتجارة وغيرها من الوظائف الحكومية والحرف. خمسون كيلو مترًا تفصل القرية المنكوبة عن المحافظة، وستة كيلومترات تفضلها عن مركز القوصية، وتحتل مساحة عشرة آلاف متر2 آهلةَ بالسكان من أصل مائة ألف متر مربع تحدد معالم القرية.

أثقُ تمام الثقة أن هذه الكارثة سوف تنتهي في عهد حكومة المهندس محلب المحترمة. ذلك الرجل الوطني الشريف الذي كُتب عليه أن يُصلح ما أفسده سابقوه من رؤساء حكومات ووزراء جلسوا على كراسيهم في لحظة خطأ مطبعيّ لن يتكرر.



#فاطمة_ناعوت (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- أحمر باهت
- العذراء، وشمس الدين التبريزي
- المحاكمة داخل الكهف
- -فتحية العسال- وحصان عم محمد
- انتخبت بدمائها وطفلة تغني
- الخطاب الديني والتحرش، يا ريّس!!!!
- حكيم عيون
- بيان مهم من الكاتبة فاطمة ناعوت
- النور يعيد السيدة العجوز
- اليومَ إكليلُ الجميلة
- الصخرة والسراويل الساقطة
- نوبل السلام لأقباط مصر
- ليندا جورج سيدهم...... ثمنُها يفوقُ اللآليء
- السلام الوطني وحزب النور
- -نوال مصطفى- وأطفال السجينات
- هو ينفع منزلش؟
- انتخبوا.... لتعارضوا
- بشرة خير، ورقص المصريين
- العصافيرُ لا يملكها أحد
- لمن سأعطي صوتي (2)


المزيد.....




- الأمم المتحدة: 800 ألف نسمة بمدينة الفاشر السودانية في خطر ش ...
- -خطر شديد ومباشر-.. الأمم المتحدة تحذر من خطر ظهور -جبهة جدي ...
- إيران تصف الفيتو الأمريكي ضد عضوية فلسطين في الأمم المتحدة ب ...
- إسرائيل: 276 شاحنة محملة بإمدادات الإغاثة وصلت إلى قطاع غزة ...
- مفوضية اللاجئين تطالب قبرص بالالتزام بالقانون في تعاملها مع ...
- لإغاثة السكان.. الإمارات أول دولة تنجح في الوصول لخان يونس
- سفارة روسيا لدى برلين تكشف سبب عدم دعوتها لحضور ذكرى تحرير م ...
- حادثة اصفهان بين خيبة الأمل الاسرائيلية وتضخيم الاعلام الغرب ...
- ردود فعل غاضبة للفلسطينيين تجاه الفيتو الأمريكي ضد العضوية ...
- اليونيسف تعلن استشهاد أكثر من 14 ألف طفل فلسطيني في العدوان ...


المزيد.....

- مبدأ حق تقرير المصير والقانون الدولي / عبد الحسين شعبان
- حضور الإعلان العالمي لحقوق الانسان في الدساتير.. انحياز للقي ... / خليل إبراهيم كاظم الحمداني
- فلسفة حقوق الانسان بين الأصول التاريخية والأهمية المعاصرة / زهير الخويلدي
- المراة في الدساتير .. ثقافات مختلفة وضعيات متنوعة لحالة انسا ... / خليل إبراهيم كاظم الحمداني
- نجل الراحل يسار يروي قصة والده الدكتور محمد سلمان حسن في صرا ... / يسار محمد سلمان حسن
- الإستعراض الدوري الشامل بين مطرقة السياسة وسندان الحقوق .. ع ... / خليل إبراهيم كاظم الحمداني
- نطاق الشامل لحقوق الانسان / أشرف المجدول
- تضمين مفاهيم حقوق الإنسان في المناهج الدراسية / نزيهة التركى
- الكمائن الرمادية / مركز اريج لحقوق الانسان
- على هامش الدورة 38 الاعتيادية لمجلس حقوق الانسان .. قراءة في ... / خليل إبراهيم كاظم الحمداني


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - حقوق الانسان - فاطمة ناعوت - الروث في مياه الشرب!