أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - حقوق المراة ومساواتها الكاملة في كافة المجالات - فاطمة ناعوت - الخطاب الديني والتحرش، يا ريّس!!!!














المزيد.....

الخطاب الديني والتحرش، يا ريّس!!!!


فاطمة ناعوت

الحوار المتمدن-العدد: 4483 - 2014 / 6 / 15 - 01:40
المحور: حقوق المراة ومساواتها الكاملة في كافة المجالات
    


الخطاب الديني والتحرش، يا ريّس!!!!


السيد الرئيس عبد الفتاح السيسي،
تحيةً طيبة، وأرجو أن يتسع صدرُك لرسالتي.
بدايةً، كنتُ أنتوي أن يكون مقالي الأول في "نصف الدنيا" بعد تنصيبك رئيسًا لمصر، مقالَ فرح وتهنئة لنا بك، ولكَ بحبنا إياك، وإجماعنا الشعبي عليك في الانتخابات. بل كنتُ قد وضعتُ عنوان المقال بالأمس: “أجراسُ الفرح تُقرع، فأنصتوا". ولكن، كما ترى، محوتُ العنوانَ الجميل، واستبدلت به عنوانًا بغيضًا، ما كنتُ أحبُّ أن أبادرك به في أولى رسائلي إليك مع بداية عهدك، الطيب بإذن الله، ولا كان من خططي أن يكون أول الملفات التي أطالبك بفتحها هو الأكثر فظاظة وغلظة (التحرش)، من بين ملفات خطيرة ومصيرية مثل: التعليم، الفتنة الطائفية، الاقتصاد، وضع المرأة، حقوق المعوقين، وسواها من "أهوال" تنتظر منك حلولا جذرية وفورية ومبتكرة.
يؤلمني أن أجمع في عنوان مقالي بين نقائض: 1- "الخطاب الديني”، الذي من المفترض أن يكون الخطاب الأسمى الذي يرتقي بأرواحنا، لكنه للأسف يعمل عكس هذا في كثير من الأحيان. 2- "التحرش" أبغض ظاهرة تضرب خاصرة مصر وتُبكيها كل ليلة. 3- "الرئيس"، الذي اخترُته بفرح واقتناع، بعدما التقيتك ضمن أدباء مصر، فلمستُ فيك عقلا راجحًا، ووطنيًّا مخلصًا، ومقاتلا شرسًا للذود عن هوية مصر وعراقتها، فمنحتك صوتي وسط ملايين المصريين بكل اطمئنان وثقة في غد أجمل وأرقى على يديك. لكل ما سبق، أرجو أن تتقبل أسألتي ومخاوفي بصدر رحب.
محتمل جدًّا أن تكون واقعة ميدان التحرير مدبرةً من فلول المعزول لإفساد فرحتنا برئيس منتخب ورسم لوحة "بغيضة" على بهجة احتفالنا بك. لكن هذا لن يمنع أنها ظاهرة يجب أن تواجَه بحسم. كيف يتجرأ خسيسٌ على جسد امرأة لا يعرفها فيعريها أمام الناس وينتهكها دون خوف من عقاب؟ ثم كيف يجرؤ خسيسٌ آخر على تصوير امرأة عارية بموبيله وينشر الفيديو بدلا من أن يخلع قميصه ويغطيها به؟ لا يليق بنا أن نظهر أمام العالم كحشود من الهمج الشهوانيين الرعاع الحوشة، لا قداسة لدينا، ولا قيمة للمرأة ولا حرمة ولا أخلاق؟ ولكن ما السبب؟
السبب في تقديري هو الخطاب الديني "المعوج" الذي يجعل من المرأة وعاء لتفريغ شهوات الرجل. الخطاب الديني الذي يكثُر الحديث عن سبايا الغزوات ونكاح الجهاد وملكات اليمين وحور عين اللواتي ينتظرن الانتحاريَّ الذي يفجّر باص سياح أو يحرق كنيسة، والمرأة التي تزني إن تعطّرت، والتي تصبح أمةً مملوكةً إن خرجت من بيتها دون ظهير ذكري يحميها، والسيقان والنهود التي سينعم بها الرجل إن أطاع رجل الدين، والدعيّ (لا الداعية) ياسر برهامي الذي أفتى للزوج بترك زوجته تُغتصب ليفرّ بجلده ناجيًا بنفسه، فيذهب من فوره ليطلق المُغتصبَة، ويأتي بغيرها بورقة الضمان. والسخيف الآخر الذي قال لسيدة: “كم رجلا اعتلاكِ؟" فصارت الكلمةُ مضغة في أفواه العامة. ودليل كلامي، أن أعلى نسبة تحرش بالنساء في العالم موجودة في "أفغانستان" المسلمة التي تغطي المرأة من ( ساسها لراسها)، لماذا؟ بسبب الخطاب الديني المعوج ذاته.
عليك كرئيس مكافحة هذا اللون من "تحقير" المرأة، وقطع لسان كل رجل دين يزدري المرأة بكلام ركيك مقزز لا يليق إلا به وبآله وبنسائه هو، إن رضين بذلك.
لن أقول: "آمل" أن تنتهي تلك الظاهرة في عهدك، بل أُغلِظ القول بكل حدّة وغضب وأطالبك بمنع هذه الظاهرة البغيضة فورًا. غير مقبول أن يحدث هذا في مصر. فأنا لم أمنحك صوتي لكي تُهان امرأةٌ في عهدك.



#فاطمة_ناعوت (هاشتاغ)      


ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- حكيم عيون
- بيان مهم من الكاتبة فاطمة ناعوت
- النور يعيد السيدة العجوز
- اليومَ إكليلُ الجميلة
- الصخرة والسراويل الساقطة
- نوبل السلام لأقباط مصر
- ليندا جورج سيدهم...... ثمنُها يفوقُ اللآليء
- السلام الوطني وحزب النور
- -نوال مصطفى- وأطفال السجينات
- هو ينفع منزلش؟
- انتخبوا.... لتعارضوا
- بشرة خير، ورقص المصريين
- العصافيرُ لا يملكها أحد
- لمن سأعطي صوتي (2)
- المصريون بالخارج.... والمقاطعون
- رسالة إلى الرئيس عدلي
- ارفعْ مسدسَك عن أنفي، في يدي سوط نيتشه
- الطعااااام! أفسحوا الطرررريق
- صناعة القبح
- المرأةُ الجبروت


المزيد.....




- تأويلات العدالة: قراءة في مآلات التقاضي في قضايا العنف ضد ال ...
- موسيقى كناوة، عندما تكسر النساء القاعدة
- مقتل امرأة وإصابة آخرين جراء سلسلة غارات إسرائيلية على مناطق ...
- تواصل العصابات تجنيد الاطفال رغم الأساليب الجديدة للشرطة
- المرأة التي ترعى 98 طفلا من ذوي الإعاقة
- “رابط فعال” خطوات التسجيل في منحة المرأة الماكثة بالبيت 2025 ...
- سحر دليجاني المعارضة الإيرانية: الحرب على إيران ليست دفاعًا ...
- أهم تدخلات وزارة شؤون المرأة خلال العام الأول لتولي حكومة د ...
- النساء لا يتملّكن.. مصريات محرومات من حيازة الأراضي الزراعية ...
- فارسين أغابكيان.. أول امرأة تقود الدبلوماسية الفلسطينية


المزيد.....

- المرأة والفلسفة.. هل منعت المجتمعات الذكورية عبر تاريخها الن ... / رسلان جادالله عامر
- كتاب تطور المرأة السودانية وخصوصيتها / تاج السر عثمان
- كراهية النساء من الجذور إلى المواجهة: استكشاف شامل للسياقات، ... / خليل إبراهيم كاظم الحمداني
- الطابع الطبقي لمسألة المرأة وتطورها. مسؤولية الاحزاب الشيوعي ... / الحزب الشيوعي اليوناني
- الحركة النسوية الإسلامية: المناهج والتحديات / ريتا فرج
- واقع المرأة في إفريقيا جنوب الصحراء / ابراهيم محمد جبريل
- الساحرات، القابلات والممرضات: تاريخ المعالِجات / بربارة أيرينريش
- المرأة الإفريقية والآسيوية وتحديات العصر الرقمي / ابراهيم محمد جبريل
- بعد عقدين من التغيير.. المرأة أسيرة السلطة ألذكورية / حنان سالم
- قرنٌ على ميلاد النسوية في العراق: وكأننا في أول الطريق / بلسم مصطفى


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - حقوق المراة ومساواتها الكاملة في كافة المجالات - فاطمة ناعوت - الخطاب الديني والتحرش، يا ريّس!!!!