أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - حقوق المراة ومساواتها الكاملة في كافة المجالات - فاطمة ناعوت - -نوال مصطفى- وأطفال السجينات














المزيد.....

-نوال مصطفى- وأطفال السجينات


فاطمة ناعوت

الحوار المتمدن-العدد: 4469 - 2014 / 5 / 31 - 10:52
المحور: حقوق المراة ومساواتها الكاملة في كافة المجالات
    


قبل عشرين عامًا، دخلت الصحفيةُ الشابة السجنَ، لأول مرة في حياتها، لتُجري تحقيقًا لجريدة "الأخبار" حول أول واقعة إعدام لفتيات لبنانيات جلبهن مخدرات إلى مصر.
أنهتِ الصحفيةُ تحقيقها، وهمّت بالخروج مع مصور الجريدة. لكن استوقفها مشهدٌ غريب في ساحة السجن. مجموعة من الأطفال دون الثانية من أعمارهم. انزعجت. تُرى، لماذا تصحبُ امرأةٌ طفلها لزيارة في سجن النساء؟! هذا لا يليق! لا يجوزُ أن تحبس القضبانُ صغارَ العصافير، لأي سبب! هكذا همستِ الأمُّ التي تسكنها.
سألتْ. ومزّقتِ الإجابةُ قلبَها. الصغار ليسوا في زيارة عابرة، يعودون بعدها إلى دفء بيوتهم. بل يعيشون هنا، في السجن! ينامون على برودته، ويصحون على وحشته، ويتنفسون هواءه الفظّ، ويلعبون بأدواته الخشنة! أولئك الصغارُ مسجونون، دون جريرة ولا ذنب. إلا إن كانتِ الوازرةُ تزرُ وزرَ أخرى، على عكس ما قال اللهُ في كتابه! إنهم أطفالُ السجينات.
ولأنها تلميذةُ الإعلامي الكبير" مصطفى أمين"، صاحب مدرسة "الصحافة الإنسانية"، قررتْ أن تكون أُمًّا روحية لأولئك الأطفال، حتى تخرج أمهاتُهم البيولوجيات للنور والهواء النظيف بعد فترة العقوبة. إن كان لتلك الأمهات ذنبٌ، فلا ذنب لأطفالهن. كانت تؤمن أن مكوث الأطفال في العتمة، لابد سيُطفئ شمعةَ البراءة في أرواحهن، فيخرجون للحياة بقلوب مصدوعة، تملأها الثقوبُ والأدران التي ربما تغدو حقلا خصبًا لإغواء الجريمة.
قررت إنشاء "جمعية رعاية أطفال السجينات". لكن لابد من مقرّ لإشهار الجمعية. فما كان من رئيس مجلس إدارة دار "أخبار اليوم"، المثقف الرفيع "سعيد سنبل"، إلا أن جعل "مكتب" الصحفية بالجريدة مقرًّا الجمعية التي عمرها اليوم عشرون عامًا، وأصبح لها مقر فرعي وحضور قوي ونشاط هائل؛ اعتمد على محورين أساسيين: رعاية أطفال السجينات، ودراسة ملف كل سجينة لديها طفل، للوقوف على مدى تأهيلها النفسي والقانوني لرعاية طفلها. وخلال رحلتها الشاقة تلك، اكتشفت أن معظم الأمهات السجينات كنّ ضحايا الجهل وبطش المجتمع وقمع الرجل. بعضهن يُعاقَب على جريمة ارتكبها الأبُ أو الزوج أو الشقيق، بعدما أقنعها هذا المجرم أو ذاك أن النساء لا يُسجَنّ! فاعترفن على أنفسهن، بالزور، على جرائم ارتكبها رجلٌ، ليكنّ كبش فداء لمجرم.
هذه الصحفية العظيمة هي صاحبة صكّ مصطلح: “سجينات الفقر"، الذي تم تحويره فيما بعد إلى "الغريمات". وفي عام 2007، دفعت مبلغًا كان السبب في سجن إحدى السجينات، وأطقت سراحها، وكانت البادرةُ الأولى التي تكررت فيما بعد من جهات عديدة، وتعهد المشير السيسي بتبني هذا الملف الموجع.
أنفقت الجميلةُ عمرها ومالها وجهدها لتحمي صغارًا أبرياء ألقى بهم القدرُ خلف القضبان. والآن، لديها حُلمٌ، أرجو أن يتبناه كامل المجتمع المدني. وزارات الداخلية، والإعلام، والثقافة، والمثقفون، ورجال الأعمال، والجمعيات الأهلية، والحكومة والبرلمان. حلم إنشاء ورش تأهيل للسجينات اللواتي على وشك الخروج إلى النور، خلال عامين أو ثلاثة. ورش تأهيلية تعمل أولا على التأهيل النفسي: لمحو الشعور بالدونية والرفض المجتمعي الذي يتعاظم داخل كل سجينة مع تراكم الأيام والسنوات وراء الأسوار. وثانيًا التأهيل المهنى: لكي تمتلك السجينة، التي ستصبح حرّة بعد برهة، مهنة تقتات منها فلا تمد يدها لأحد.
كما أنادي بأن يُجعل تاريخ تأسيس الجمعية (15 يونيو 1990) عيدًا قوميًّا يحمل اسم: "عيد البراءة".
هي الروائية والصحفية الجميلة "نوال مصطفى"، التي أهديتُها الأسبوع الماضي قصيدة "العصافيرُ لا يملكها أحد"، المستوحَى عنوانها من عنوان أحد كتبها.

***
"الأمهاتُ الصغيراتْ/ اللواتي نسيْن الفرحَ/ ونساهنَّ/ مشغولاتٌ هذا الصباحْ/ بجمع الزهورِ الشحيحة/ التي بالكاد تنمو/ على ضفافِ الجدْبِ الموحش/
كي يجدلن/ إكليلاً أبيضَ/ لهامةِ السيدةِ الجميلة/ التي صنعتْ من قلبِها عُشًّا/ يحمي أحلامَ العصافيرْ/ ومزّقّتْ ذيلَ فستانِها/ لتنسجَ ضِماداتٍ للأجنحةِ التي تكسّرت/ على جدران العنبرْ/ ثم مدّت كفَّها المبسوطَ/ ليلتقطَ الطيرُ الجائعُ/ من راحتِها/ حبوبَ القمحِ/ وفتافيتِ السكّر. .”

***
* من قصيدة "العصافيرُ لا يملكها أحد" | فاطمة ناعوت



#فاطمة_ناعوت (هاشتاغ)      



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- هو ينفع منزلش؟
- انتخبوا.... لتعارضوا
- بشرة خير، ورقص المصريين
- العصافيرُ لا يملكها أحد
- لمن سأعطي صوتي (2)
- المصريون بالخارج.... والمقاطعون
- رسالة إلى الرئيس عدلي
- ارفعْ مسدسَك عن أنفي، في يدي سوط نيتشه
- الطعااااام! أفسحوا الطرررريق
- صناعة القبح
- المرأةُ الجبروت
- لقائي مع الطبيب عبد الفتاح السيسي
- المرشح الرئاسي كوكاكولا
- الرئيسُ لسانُ مصر
- موسوي عيسوى محمدي
- حركة النصف ساعة
- كيف نقيس أعمارنا؟
- شكرًا لكم أيها الزائفون
- المرأةُ العفريت
- مدحت صالح ربيعُ الأوبرا


المزيد.....




- من بيتك.. خطوات وشروط التسجيل في منحة المرأة الماكثة بالبيت ...
- منحة المرأة الماكثة في البيت 2025 الجزائر.. الشروط وطريقة ال ...
- ما هي طريقة التسجيل في منحة المرأة الماكثة بالبيت في الجزائر ...
- تأثيرات مذهلة لدموع النساء.. هذا ما يحدث حين تبكي المرأة
- هل بتعاني من سرعة القذف؟
- أول امرأة ترأس شبكة DW - انتخاب باربارا ماسينغ مديرة عامة جد ...
- اليوم العالمي للاجئين: سودانيات بين الاغتصاب والاستغلال في ل ...
- علماء يعيدون تشكيل وجه امرأة عمرها 10500 عام باستخدام الحمض ...
- كانت على عمق 30 مترًا.. هكذا تم إنقاذ امرأة فُقدت لأيام في و ...
- اعتذار متأخر لأمي: عن البؤس كيف يصير وصمة عار


المزيد.....

- المرأة والفلسفة.. هل منعت المجتمعات الذكورية عبر تاريخها الن ... / رسلان جادالله عامر
- كتاب تطور المرأة السودانية وخصوصيتها / تاج السر عثمان
- كراهية النساء من الجذور إلى المواجهة: استكشاف شامل للسياقات، ... / خليل إبراهيم كاظم الحمداني
- الطابع الطبقي لمسألة المرأة وتطورها. مسؤولية الاحزاب الشيوعي ... / الحزب الشيوعي اليوناني
- الحركة النسوية الإسلامية: المناهج والتحديات / ريتا فرج
- واقع المرأة في إفريقيا جنوب الصحراء / ابراهيم محمد جبريل
- الساحرات، القابلات والممرضات: تاريخ المعالِجات / بربارة أيرينريش
- المرأة الإفريقية والآسيوية وتحديات العصر الرقمي / ابراهيم محمد جبريل
- بعد عقدين من التغيير.. المرأة أسيرة السلطة ألذكورية / حنان سالم
- قرنٌ على ميلاد النسوية في العراق: وكأننا في أول الطريق / بلسم مصطفى


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - حقوق المراة ومساواتها الكاملة في كافة المجالات - فاطمة ناعوت - -نوال مصطفى- وأطفال السجينات