أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - سيرة ذاتية - فاطمة ناعوت - وجدي الحكيم، وحلم لم يكتمل














المزيد.....

وجدي الحكيم، وحلم لم يكتمل


فاطمة ناعوت

الحوار المتمدن-العدد: 4499 - 2014 / 7 / 1 - 08:40
المحور: سيرة ذاتية
    


ما أقسى هذا الشهر! فقدتُ فيه ثلاثة أساتذة، وزميلا. سعد هجرس، أستاذي المثقف التنويريّ المحترم، الذي انتصر للجمال والحق، وناصر الفقراءَ والمضطهدين طوال مشواره الصعب. زميلي عبد الله كمال، الذي أكنّ له إعزازًا خاصًا لمهنيته الصحفية وثباته على موقفه، وإن اختلفتُُُُُُُُُُُُُُُُُُُُُُُُُُُُُُُُُُُُُُُُُُُُُُُ معه، فأعطى درسًا للمتحولين الذين يلعقون أحذيةََ ذوي المناصب في يوم، ثم يركلونهم بالحذاء بعدما يفقدون مناصبهم في اليوم التالي. فتحية العسّال، أستاذتي العِصامية الراقية؛ التي علّمت نفسَها بنفسِها؛ ومن ثَم علّمت بنات مصر كيف يدهسن المستحيل بأحذيتهم ويسِرن عليه، ليُكملن مشوارهن دون خوف من هيمنة الذكر المصدوع. وفي الأخير، أستاذي الجميل، خزانة الأسرار الفنية الوثقى، التي فقدناها قبل أن تُُُُُُُُُُُُُُُُُُُُُُُُُُُُُُُُُُُُُُُُُُُُُُُُُُُُُُُُفرغ كنوزَها كاملةً؛ وجدي الحكيم.
قبل شهرين، هاتفني "وجدي الحكيم" ليخبرني بأن المثقفة الراقية د. "درية شرف الدين"، وزيرة الإعلام السابق، سألته تقديم برنامج جديد للتليفزيون المصري عنوانه: "أيام زمان"، يحكي كواليسَ الزمن الجميل، ويعلن غيرَ الُمعلَن من أنباء عمالقة الفن والأدب والإعلام. ثم سألني رأيي لأنه متردد! كان كريمًا متواضعًا لدرجة أن يقول لتلميذة مثلي إنه يثق في رأيي وينتظر تأيدي ودعمي!
حكى لي عن تخوفه من أن يقول المزايدون: “عُدنا لدولة العواجيز!” فأخبرته أن "العجوز" هو الخامل الذي لا يعمل، فكم من شباب عواجيزُ؛ لأنهم يستهلكون خير مصر ولا يقدمون شيئًا. أما المنتج النشط فهو أبو الشباب لأنه معطاء، مانح خير.
ثم قلتُ له: “الحقّ أنك لا تمتلكُ رفاهية الرفض يا أستاذ؟! إنما هو تكليفٌ منّا جميعًا، نحن الشغوفين بهذا العصر المستنير، لتحكي لنا، أنتَ الحكّاء الأعظم، كيف صنع أولئك الأماجدُ مجدَنا، علّنا نتعلمُ؛ فنستعيده.”
وذكّرته بمقولة حبيبتي "فيرجينيا وولف" في مذكراتها: “ما لم يُدوَّن، لم يحدث.” فالأحداثُ التي لا يكتبها التاريخُ، سوف يطويها النسيانُ مع تعاقب السنوات. لهذا نحتاج في عصور الانحطاط الفكري والفنيّ، كعصرنا هذا، إلى العودة إلى دفاتر أسلافنا لكي نتعلّم منهم كيف نعلو.
حكي لي في المكالمة أنه سيخبرنا عن الشاعر "أحمد رامي" ومتى وكيف كتب أغنية: "رقّ الحبيب" فوق كوبري أبو العلا، حينما فاجأته "أم كلثوم" باتصال هاتفي قائلةً: “عاوزة أشوفك يا رامي". فنزل من فوره، تتسارع خفقاتُ قلبه، حتى كاد يتوقف، فضربه سهمُ الشعر قائلا: “ولمّا قرب ميعاد حبيبي، ورحت أقابله". كنا سنعرف كيف كانت تتم زياراته لموسيقارنا العظيم محمد عبد الوهاب: يُفتح له باب المنزل، فيسارع عبد الوهاب بغلق باب مكتبه على نفسه، ولا يسمح للحكيم بالدخول، إلا بعد اجتياز "الاختبار”. وما الاختبار؟ أن ينطق كلمة: "ممنون"، دون اختلاط الميم بالنون، وعدم ظهور "الباء". فإن خرجت: "ببنون"، فذاك دليلٌ على إصابة ناطقها بالزكام، وعليه مغادرة المنزل فورًا، لأن الأستاذ (الموسوس) لا يصافح المزكومي. كنا سنعرف كيف طارد أم كلثوم 18 سنة ليفوز منها بلقاء إذاعي! لأنها كانت تقول: “لا اواجه الميكروفون إلا للغناء. أما الكلام فشأنكم، أنتم معشر الإعلاميين.”
هذا العظيم، وجدي الحكيم، كان سيُطلعنا على تسجيلات مصورة وصوتية من كنزه الشخصي، لأنه يدرك أنه كنزُ مصرَ والمصريين، من حقنا أن نتشاركه.
أتساءل إن كان التليفزيون المصري سوف ينجح في استعادة هذا الصندوق الذهبي الذي استقرّ في قلب هذا العملاق الذي رحل قبل أن يفي بوعده معنا؟!
ناموا ملء جفونكم أيها الأساتذة الكبار، وسوف نحمل مشاعلكم ونكمل طريقكم نحو النور.



#فاطمة_ناعوت (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الروث في مياه الشرب!
- أحمر باهت
- العذراء، وشمس الدين التبريزي
- المحاكمة داخل الكهف
- -فتحية العسال- وحصان عم محمد
- انتخبت بدمائها وطفلة تغني
- الخطاب الديني والتحرش، يا ريّس!!!!
- حكيم عيون
- بيان مهم من الكاتبة فاطمة ناعوت
- النور يعيد السيدة العجوز
- اليومَ إكليلُ الجميلة
- الصخرة والسراويل الساقطة
- نوبل السلام لأقباط مصر
- ليندا جورج سيدهم...... ثمنُها يفوقُ اللآليء
- السلام الوطني وحزب النور
- -نوال مصطفى- وأطفال السجينات
- هو ينفع منزلش؟
- انتخبوا.... لتعارضوا
- بشرة خير، ورقص المصريين
- العصافيرُ لا يملكها أحد


المزيد.....




- فيديو يُظهر ومضات في سماء أصفهان بالقرب من الموقع الذي ضربت ...
- شاهد كيف علق وزير خارجية أمريكا على الهجوم الإسرائيلي داخل إ ...
- شرطة باريس: رجل يحمل قنبلة يدوية أو سترة ناسفة يدخل القنصلية ...
- وزراء خارجية G7 يزعمون بعدم تورط أوكرانيا في هجوم كروكوس الإ ...
- بركان إندونيسيا يتسبب بحمم ملتهبة وصواعق برد وإجلاء السكان
- تاركًا خلفه القصور الملكية .. الأمير هاري أصبح الآن رسميًا م ...
- دراسة حديثة: لون العينين يكشف خفايا من شخصية الإنسان!
- مجموعة السبع تعارض-عملية عسكرية واسعة النطاق- في رفح
- روسيا.. ابتكار طلاء مقاوم للكائنات البحرية على جسم السفينة
- الولايات المتحدة.. استنساخ حيوانين مهددين بالانقراض باستخدام ...


المزيد.....

- سيرة القيد والقلم / نبهان خريشة
- سيرة الضوء... صفحات من حياة الشيخ خطاب صالح الضامن / خطاب عمران الضامن
- على أطلال جيلنا - وأيام كانت معهم / سعيد العليمى
- الجاسوسية بنكهة مغربية / جدو جبريل
- رواية سيدي قنصل بابل / نبيل نوري لگزار موحان
- الناس في صعيد مصر: ذكريات الطفولة / أيمن زهري
- يوميات الحرب والحب والخوف / حسين علي الحمداني
- ادمان السياسة - سيرة من القومية للماركسية للديمقراطية / جورج كتن
- بصراحة.. لا غير.. / وديع العبيدي
- تروبادورالثورة الدائمة بشير السباعى - تشماويون وتروتسكيون / سعيد العليمى


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - سيرة ذاتية - فاطمة ناعوت - وجدي الحكيم، وحلم لم يكتمل