أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - دراسات وابحاث في التاريخ والتراث واللغات - جواد كاظم غلوم - نهبُ وتخريب التراث الموصليّ














المزيد.....

نهبُ وتخريب التراث الموصليّ


جواد كاظم غلوم

الحوار المتمدن-العدد: 4497 - 2014 / 6 / 29 - 01:50
المحور: دراسات وابحاث في التاريخ والتراث واللغات
    


نهب وتخريب التراث الموصلي


قبل بضعة ايام قليلة سمعتُ بان هيئة التراث والآثار العراقيّة تتابع بقلق شديد عمليات منظّمة هدفها سرقة خزائن الموصل من المخطوطات النفيسة والكتب النادرة وتهريبها الى تركيا بالتعاون مع مجموعة من العناصر المتمرسة على سرقة الكنوز الاثرية واستغلال حالة الظروف الاستثنائية في هذه المدينة العريقة للعبث بإرثنا الحضاري وتفريغ بلادنا من الآثار في عمليات شيطانية خبيثة ذات اهداف متعددة منها تجريد العراق ومدنهِ من ايّ سمات حضارية وبنفس الوقت الاثراء من خلال بيع وتداول هذه النفائس خارج العراق
ومن بين الكتب المهرّبة نسخة مخطوطة من القرآن الكريم يعود تاريخها الى اواخر العصر العباسي وقد تمّ ترتيب هذه العملية بتغطية من بعض العناصر الارهابية المنتفعة التي سهلت تسريبها الى خارج الحدود
ومع ان الهيئة المذكورة اكدت على انها تتابع هذا الامر وتسعى لإعادتها الى رفوفها في مراكز الحفظ في الموصل لكني موقن بان اجراءً كهذا يصعب جدا تحقيقه نظرا للظروف الاستثنائية التي تعيشها ام الربيعين اضافة الى اننا قبلا فشلنا في استعادة الكثير من كنوزنا الثقافية وتراثنا العتيد مثلما ضاع التراث اليهودي العراقيّ ابان الاحتلال الاميركي للعراق ومن هذه المفقودات التي ضيّعها العراق كتاب توراة نادر يعود تاريخه للقرن السابع عشر ومصنوع من رقائق الفضّة وموشّى بماء الذهب ولم تنفع كل المحاولات من عودته الى رفوف الحفظ عندنا رغم ان هيئتنا الموقرة قد اقامت عدة دعاوى ضد اسرائيل لأجل اعادته ولكن دون جدوى
يحزّ في نفوسنا ان نرى نفائسنا وارثنا تتداوله ايدي السراق وسماسرة التاريخ وهي تعدّ بعشرات الآلاف من التحف التي لاتقدر بثمن تعود لعصور العراق الموغلة في القدم منذ عهد بابل وآشور وسومر حتى نهاية العصور العباسية وكأن الغافلين لم يدركوا ان هذه النفائس تفوق كثيرا احتياطي النفط في اعماق ارضنا وكان بالامكان استثمارها سياحيا لتكون رصيدا ثقافيا وسياحيا مدرّاً الكثير الكثير من الرخاء لابناء الرافدين من خلال توسيع السياحة واستغلال اموالها في التنمية والرقيّ في كل جانب من جوانب الحياة وتدوير عجلة النماء الاقتصادي في الصناعة والزراعة والاعمار
وتردنا الاخبار بان هناك عمليات تخريب للآثار باعتبارها تتنافى مع ماجاء به الاسلام وفق مايدّعون فقد سمعنا قبل ايام قليلة عن عمليات هدم لمثوى كاتبنا الكبير المبرّد صاحب كتاب " الكامل في اللغة والادب " والاطاحة بتمثال شاعرنا العباسي المجدّد الكبير ابي تمّام الذي كُلف ايام العباسيين بمسؤولية البريد في موصلنا الزاهية وتخريب مثال الموسيقار البارع الملاّ عثمان الموصليّ وعمليات اخرى لو تحقق صدقها لبكينا ألما وحسرة على ضياع مجد الحدباء ، ومن يدري فقد تصبح موصلنا الاثيرة العتيدة الغالية على قلوبنا خربة وحطاما مثل شقيقتها التوأم حلب الشهباء بسبب الفوضى الخلاّقة التي جاءت بها السيدة الباغية اميركا ، وماادراك ما أميركا حين تجرّ معها أذيالها السامة وفي يديها الآثمتين معاول الهدم والخراب لتُوحل مرابعنا وتدمّر مباهجنا وتطيح بمنائرنا الى الدرك الاسفل
سحقا ومقتا لك أيتها العاقّة اميركا ، لقد كانت الدنيا تتغزل ببغداد ودمشق وحلب والموصل الحدباء ، تتغنّى بالماس والزمرد واللؤلؤ والياقوت المعرِّش في رؤوسها والمزيّن قلاداتٍ في صدورها وأساور في اياديها وخوفي ان تكون تلك الجواهر فحما ورمادا ورفاتا اذا بقينا على هذا الحال السافل والوضع المائل
أعانكَ الله ياوادي الرافدين ، كيف تطيق مثل هذه البلوى التي لايمكن تحمّلها


جواد غلوم
[email protected]



#جواد_كاظم_غلوم (هاشتاغ)      


ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- ضياعُ ذاكرة المكان
- نعم انتخبوا السيد الرئيس المُقْعَد
- انقذوا مسرح الرشيد ، نقولها للمرّة الألف
- المعوّقون في أرض السّواد
- هل أوقفَ الربيعُ العربيّ زحفَه
- حاشيةٌ ومستشارون
- نوّاب البرلمان العراقيّ أمسِ واليوم
- ممنوعٌ الدخول
- قصةٌ قصيرة بعنوان (سيرةٌ لمحزون يُدعى جبر )
- لماذا نحفرُ في الماضي لنردمَ الحاضرَ والمستقبل
- الحبّ يصنعُ السلام
- قصيدةٌ بعنوان ( أيّها العمْر )
- CV لجسدٍ متعبٍ يبحثُ عن وظيفةٍ في مشفى
- مباذلُ السلطة المطلقة وصولجان السلطان
- أهزوجةٌ مصابةٌ باليأس
- شكرا لزيارتك ساعي البريد
- انطباعات عن الشعر الإيرانيّ الحديث
- الانسان الحرباء
- زيّنوا بغداد بالفنّ الغرافيتي
- قصيدة نثر - المالُ والمُجون -


المزيد.....




- إيران: استئناف المفاوضات النووية مع الترويكا الأوروبية الأسب ...
- أوسيك يستعيد لقب الوزن الثقيل بفوز ساحق على دوبوا في ويمبلي ...
- ألمانيا تحيي الذكرى الـ81 لمحاولة اغتيال هتلر والانقلاب الفا ...
- الصين.. إجلاء مئات الأشخاص في هونغ كونغ إثر إعصار -ويفا- وسط ...
- مطالبة بتحقيق كامل.. ألمانيا تنتقد توزيع المساعدات في غزة
- ألبانيزي: النازية كانت الشر الأعظم وإسرائيل تتعمد قتل الأطفا ...
- شكوك وقلق أميركي متصاعد إزاء -تصرفات- نتنياهو
- دلالات زيارة البرهان وإدريس للخرطوم وتدشين عودة الحكومة
- هل يغيّر ترامب سياسته مع تصاعد الانتقادات في أميركا ضد إسرائ ...
- فيديو منسوب لـ-تحرك عشائر سعودية إلى السويداء- في سوريا.. هذ ...


المزيد.....

- السيرة النبوية لابن كثير (دراسة نقدية) / رحيم فرحان صدام
- كتاب تاريخ النوبة الاقتصادي - الاجتماعي / تاج السر عثمان
- كتاب الواجبات عند الرواقي شيشرون / زهير الخويلدي
- كتاب لمحات من تاريخ مملكة الفونج الاجتماعي / تاج السر عثمان
- كتاب تاريخ سلطنة دارفور الاجتماعي / تاج السر عثمان
- برنارد شو بين الدعاية الإسلامية والحقائق التاريخية / رحيم فرحان صدام
- الانسان في فجر الحضارة / مالك ابوعليا
- مسألة أصل ثقافات العصر الحجري في شمال القسم الأوروبي من الات ... / مالك ابوعليا
- مسرح الطفل وفنتازيا التكوين المعرفي بين الخيال الاسترجاعي وا ... / أبو الحسن سلام
- تاريخ البشرية القديم / مالك ابوعليا


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - دراسات وابحاث في التاريخ والتراث واللغات - جواد كاظم غلوم - نهبُ وتخريب التراث الموصليّ