أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - حقوق الانسان - جواد كاظم غلوم - ممنوعٌ الدخول














المزيد.....

ممنوعٌ الدخول


جواد كاظم غلوم

الحوار المتمدن-العدد: 4403 - 2014 / 3 / 24 - 14:59
المحور: حقوق الانسان
    



انظروا مليّا مايحدث في مدينتي بغداد التي اعتبرت أسوأ مدينة للعيش في العالم وفق آخر احصاءات المنظمات الانسانية التي تعنى باحوال البشر ومنها منظمات الشفافية
اعتدّت بين فترة وأخرى ان ازور معالجي وصديقي الطبيب في عيادته بالحيّ القريب المجاور لمسكني والذي لا يبعد سوى ثلاثة كيلومترات عن مكان إقامتي ، وفي مدخل الحيّ الذي اقصده وقفت في طابور السيارات التي تنتظر دورها في الدخول عبر الحاجز الامني
وما ان وصلت الى مدخل الحاجز حتى طلبوا مني بطاقة السكن للتأكد من اقامتي ضمن سكان الحي حتى يمكن السماح لي بالدخول
أجبتهم بلطف اني لست من سكنة هذا الحيّ ولكني معتاد على زيارة الطبيب (....) بين حين وآخر لمراقبة اوضاعي الصحية لكنهم صرّحوا لي بان الدخول ممنوع نهائيا للغرباء ويقتصر حصريا على سكّان الحيّ فقط ، ويمكننا مساعدتك لو جئت بلا عربتك وتخضع للتفتيش وبرر كلامه بأنه مقيّد بتعليمات ولوائح وزارة الداخلية ولم تنفع توسّلاتي وإلحاحي كوني رجلا هرما لا اطيق المشي مسافات طويلة للوصول الى مبتغاي
ركنت سيارتي جانبا باحثا عن الضابط المسؤول الاول على السيطرة لعله يستجيب ويتفهم وضعي ويأذن لي بالدخول مع عربتي لكن محاولاتي باءت بالفشل وعدت خائبا الى بيتي
قلّبت الموضوع برأسي محاولا ايجاد مبرر لهذا التضييق على سكّان بغداد وحرمانهم من زيارة اهليهم وأقاربهم وأصدقائهم الموزعين في احياء بغدادنا الشاسعة وحاولت ان اقنع نفسي مرغما بان لهذه الاجراءات جدواها في ايقاف العمليات التخريبية التي يمارسها اذناب الارهاب او الحدّ منها على الاقل لمنع الغرباء والدخلاء من تنفيذ مخططاتهم الخبيثة ... ومن منا لايرضى ان تكون أحياؤنا هادئة وخالية من عبث الارهاب وزبانيتهِ المأجورين ؟؟!!
لم افلح في يقيني بان مثل تلك الاجراءات مُجدية في دحر اذناب الارهاب ودعاة التخريب بمثل هذه الاساليب البدائية غير السليمة بالقدر الذي تعمله القدرات الاستخبارية في شلّ حركة المجرمين والمخربين واصطيادهم
ألم يدرْ في خلَد مسؤولينا في وزارة الداخلية والدفاع ان مثل هذه الاجراءات ذات تاثير سلبي كبير على تكريس التجزئة والانقسام في مناطق العاصمة وتؤثر سلبا على نفس المواطن البغدادي وإشعاره بانه ممنوع من الدخول الى هذا الحيّ او ذاك ويحظر عليه ان يزور اهله ومعارفه او قضاء مصالحه في ارجاء بغداد الواسعة ؟!
ألا يكفي ان معظم احيائنا اصبحت مطوقة بجدران كونكريتية خانقة وكأننا نعيش في محلات اشبه بالمعتقلات ولايوجد سوى منفذ واحد للدخول وآخر للخروج حتى غدونا نزيلي سجون دون ان نجرم ؟؟ مع اهمال الجانب المخابراتي والضعف في اجهزة الاستخبارات والتي هي وحدها تستطيع ان ترصد الخروقات وتتصيد العابثين بأمن المناطق فيما لو تم تعزيزها بعناصر فعالة وكفوءة مخلصة وعيون تتربص بالمجرمين وتلاحق اذناب الشر والعابثين بأمن البلاد بدلا من تحميل المواطنين سكنة المناطق عبئا ثقيلا في منافذ الدخول والخروج ومنع البغداديين بهذا الشكل الذي نراه معيبا
فالعمل الاستخباري هو الذي يثبت جدواه دون ان يخدش حساسية الناس ودون ان يثير حفيظتهم ويعيق حرياتهم اثناء التنقّل والتجوال ونأمل ان يدرك المسؤولون المعنيون ان عمليات المنع والتعرّض لحرية الانسان المواطن في الحركة والتنقل لم تعد تجدي نفعا ولاتحقق النتائج الملموسة المُرْضية بل على العكس فانها تثير التذمّر وتفقد الثقة المتبادلة بين المواطن ورجال الامن والشرطة وتعيدنا الى حالة الخوف والرهبة من رجال الامن واجهزة الشرطة كما عرفناها في الحقب السالفة والحقبة الدكتاتورية على الاخص
يبدو اننا نعيش الان فصلا عنصريا كالذي عاشته الشعوب البدائية الافريقية في القرن المنصرم مثلما عاشته المانيا قبل ان يهدم جدار برلين السيء الصيت
عسى ان يدرك مسؤولونا الامنيون هذه الامور التي تثقل كاهل المواطنين كما لمسته ويلمسه غيري . أسأل الله الحافظ جلّ جلاله أن يحفّ العراق وأهله وحافظي امنه سلاما وأمنا وتنعم بغدادنا بالهدوء والاستقرار لنعيد مصداقية ذلك الشعار الاثير بصدق وعقلانية ونقول فعلا ان " الشرطة وقواتنا المسلحة في خدمة الشعب " فكثير من الانظمة قد عبثت بهذا الشعار حتى صار مثار سخرية وتندّر الجميع
انه المضحك المبكي بلاشكّ



#جواد_كاظم_غلوم (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- قصةٌ قصيرة بعنوان (سيرةٌ لمحزون يُدعى جبر )
- لماذا نحفرُ في الماضي لنردمَ الحاضرَ والمستقبل
- الحبّ يصنعُ السلام
- قصيدةٌ بعنوان ( أيّها العمْر )
- CV لجسدٍ متعبٍ يبحثُ عن وظيفةٍ في مشفى
- مباذلُ السلطة المطلقة وصولجان السلطان
- أهزوجةٌ مصابةٌ باليأس
- شكرا لزيارتك ساعي البريد
- انطباعات عن الشعر الإيرانيّ الحديث
- الانسان الحرباء
- زيّنوا بغداد بالفنّ الغرافيتي
- قصيدة نثر - المالُ والمُجون -
- هل الحورُ العين فائقات الجمال ؟!
- حلولٌ جنسيّة لرجالنا الفحول
- انحسارُ الثقافة في العراق
- معالم بغدادية ثقافية لاتنسى/ الجزء السادس
- كيف تفوز بالانتخابات النيابيّة ؟
- منظمات المجتمع المدني في العراق /مالها وماعليها
- قصيدة بعنوان - كأنّ السعْد أغمضَ ناظرَيه -
- معالم بغدادية فنية ثقافية لاتنسى/الجزء الخامس


المزيد.....




- الأمم المتحدة: 800 ألف نسمة بمدينة الفاشر السودانية في خطر ش ...
- -خطر شديد ومباشر-.. الأمم المتحدة تحذر من خطر ظهور -جبهة جدي ...
- إيران تصف الفيتو الأمريكي ضد عضوية فلسطين في الأمم المتحدة ب ...
- إسرائيل: 276 شاحنة محملة بإمدادات الإغاثة وصلت إلى قطاع غزة ...
- مفوضية اللاجئين تطالب قبرص بالالتزام بالقانون في تعاملها مع ...
- لإغاثة السكان.. الإمارات أول دولة تنجح في الوصول لخان يونس
- سفارة روسيا لدى برلين تكشف سبب عدم دعوتها لحضور ذكرى تحرير م ...
- حادثة اصفهان بين خيبة الأمل الاسرائيلية وتضخيم الاعلام الغرب ...
- ردود فعل غاضبة للفلسطينيين تجاه الفيتو الأمريكي ضد العضوية ...
- اليونيسف تعلن استشهاد أكثر من 14 ألف طفل فلسطيني في العدوان ...


المزيد.....

- مبدأ حق تقرير المصير والقانون الدولي / عبد الحسين شعبان
- حضور الإعلان العالمي لحقوق الانسان في الدساتير.. انحياز للقي ... / خليل إبراهيم كاظم الحمداني
- فلسفة حقوق الانسان بين الأصول التاريخية والأهمية المعاصرة / زهير الخويلدي
- المراة في الدساتير .. ثقافات مختلفة وضعيات متنوعة لحالة انسا ... / خليل إبراهيم كاظم الحمداني
- نجل الراحل يسار يروي قصة والده الدكتور محمد سلمان حسن في صرا ... / يسار محمد سلمان حسن
- الإستعراض الدوري الشامل بين مطرقة السياسة وسندان الحقوق .. ع ... / خليل إبراهيم كاظم الحمداني
- نطاق الشامل لحقوق الانسان / أشرف المجدول
- تضمين مفاهيم حقوق الإنسان في المناهج الدراسية / نزيهة التركى
- الكمائن الرمادية / مركز اريج لحقوق الانسان
- على هامش الدورة 38 الاعتيادية لمجلس حقوق الانسان .. قراءة في ... / خليل إبراهيم كاظم الحمداني


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - حقوق الانسان - جواد كاظم غلوم - ممنوعٌ الدخول