أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - المجتمع المدني - جواد كاظم غلوم - منظمات المجتمع المدني في العراق /مالها وماعليها














المزيد.....

منظمات المجتمع المدني في العراق /مالها وماعليها


جواد كاظم غلوم

الحوار المتمدن-العدد: 4282 - 2013 / 11 / 21 - 23:59
المحور: المجتمع المدني
    




بعد احتلال العراق عام /2003 ظهرت في وسطنا المجتمعي العراقي منظمات عدة سميت جزافا منظمات مجتمع مدني باعتبارها من نتائج الديمقراطية التي حطّت ركابها في بلادنا فصرنا نشاهد هنا وهناك في معظم مناطق العاصمة والمحافظات الاخرى جمعيات اتخذت مقرات لها في شقق مؤجرة وبيوت وسط المحلات والاحياء السكنية وربما حتى دكاكين في الشوارع وتعلّق لافتات كبيرة ربما تفوق كثيرا حجم مهماتها ومساعيها اذ تدّعي بعضها انها تعنى بالأرامل والاطفال الايتام والمعوقين والمعوزين وفاقدي البصر وذوي العاهات و... و.. حتى اصبح كل حيّ تنتشر فيه مثل هذه المنظمات التي أقل مايقال عنها انها نتاج مجتمع مدني متعثر نظرا لتعثر التوجه الديمقراطي في بلادنا باعتبارها وليدة قبل أوانها تماما كما نقول عنها انها خديج لم تنمُ بعد وتحتاج الى رعاية خاصة وعناية مشددة لتنمو وتزدهر
فالعراق لم يصل بعد الى ان يكون مجتمعا مدنيا حقيقيا فهذه المنظمات ترافق العملية الديمقراطية وكلما نضجت هذه الديمقراطية تنضج معها تلك المنظمات لكننا الان نرى العكس فقد عملت الاحزاب الماسكة للسلطة على تكوين منظمات تابعة لها وتموّل من قبلها مما افقدتها الاستقلالية والحيادية التي هي اساس وشرط هذه المنظمات التي غدت واجهات لتلك الاحزاب وهناك ماهو أمرّ واكثر ايلاما ان تكون مثل هذه المنظمات تابعة ومنقادة لجهات اجنبية تتحرك كقطع شطرنج وفق اهواء ورغبات اسيادها من خارج الحدود مثلما كانت المكاتب المهنية ماقبل 2003 التابعة للسلطات البعثية قبلا والتي كانت تتحكم بالنقابات المهنية واتحادات الطلبة والعمّال وغيرها من المنظمات الكارتونية التي ظلت تأتمر بتوجهات المكاتب المهنية
ومن خلال تتبعنا لانشطة تلك المنظمات نرى انها فقدت فعاليتها حيث لاعلاج للمرضى ولا اهتمام بذوي الحاجات مما يشفي الغليل ولا انتشال للمقعدين ولذوي العاهات او رفع مستوى دخل الفقراء والأرامل ومجهولي النسَب انما هناك منح مالية بسيطة وهدايا بخسة تقدم في اوقات متباعدة في بعض المناسبات لذرّ الرماد في العيون واستعراض بعض "الانجازات "البائسة بلا ادنى استحياء حيث ترد الى اسماعنا وجود حالات فساد مستشرية هائلة ماأنزل الله بها من سلطان في صفوف القائمين عليها لنهب الاموال التي تقدّم من الجهات المانحة في الداخل والخارج اذ تستحوذ تلك الفئة على نسبة كبيرة من الاموال وتوزع البقية القليلة على جهات لاتستحق ولاينال المستحقون سوى الفتات ، لكننا لاننكر ان هناك بعض المسؤولين في هذه المنظمات بذلوا جهودا استثنائية ودفعوا من جيوبهم الكثير من المال لترضية ذوي الحاجة الفعلية وتغطية ايجار مقرات عملهم غير انهم قطرة صافية في بحر عائم بالملح والشوائب والزبد الضار ويؤسفنا ان ان نقول ان هذه الشريحة النزيهة لايلتفت اليها مع انهم الاجدر بالرعاية والدعم من هؤلاء الطارئين على تلك المنظمات والذين انخرطوا في هذا المجال بهدف مطامع مالية وطلبا لنفوذ ومكانة لايستأهلونها اصلاً
وعلى الرغم من اهتمام الامانة العامة لمجلس الوزراء بتلك المنظمات المدنية من خلال دائرة المنظمات غير الحكومية ومراقبة اعمالها ونشاطاتها وتقديم الدعم اللازم لها لكنها مازالت دون مستوى الطموح فلازالت معظمها اسيرة بيد الاحزاب النافذة وتعمل على تسييسها وهناك منظمات اخرى هي ذيول لجهات اجنبية متخفية لتنفيذ اغراضها من خلالها . وتستخدم امبراطورية المال في شراء الذمم فلازال هناك من القائمين على المنظمات يمارس طقوس العبادة لوثنية المال ولاهمّ له سوى الاكتناز والثراء على حساب اوجاع الآخرين وليذهب المسحوقون الى الجحيم ويبدو ان غالبيتها تتظاهر بالرحمة والتعاطف والحنوّ والمساعدة لكنها في الغالب الاعمّ تهدف لملء الجيوب والاكتناز على حساب هموم الناس المسحوقين المعدمين والمبتلين بالأسقام والعاهات والعوق الدائم
ليت دائرة المنظمات غير الحكومية التابعة للامانة العامة لمجلس الوزراء تعمل على الاخذ بيد القائمين الحقيقيين على هذه المنظمات الانسانية والذين يعملون تطوّعيا وبمبادرات انسانية بحتة لو ارادت تطويرها والارتقاء بها واداء مهامها على الوجه الاكمل وتكون الساعد الايمن لها وهي المنظمات الضعيفة الواهنة قليلة الدعم قياسا بما لدى الاحزاب المهيمنة على السلطة من منظمات مجتمع مدني لاتؤدي غرضها بالشكل الصحيح وانما تخدم اجندات ومرامي احزابها التي تقدم لها المساعدة والدعم لحاجة في نفس يعقوب وليست حاجات الملأ العريض من المرضى والمعوزين وذوي الحاجات الحقيقية التي أُسست تلك التشكيلات المدنية من اجلهم حصرا



#جواد_كاظم_غلوم (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)

الكاتب-ة لايسمح بالتعليق على هذا الموضوع


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- قصيدة بعنوان - كأنّ السعْد أغمضَ ناظرَيه -
- معالم بغدادية فنية ثقافية لاتنسى/الجزء الخامس
- فذكّرْ إن نفعت الذكرى
- ليتنا لانشمُّ زناخة النفط
- ليتنا بلا زناخة النفط
- معالم ثقافية بغدادية لاتنسى/ الجزء الرابع/فرقة المسرح الفني ...
- معالم فنيّة بغدادية لاتنسى/ الجزء الثالث ( اسطوانات جقماقجي ...
- معالم ثقافيّة بغدادية لاتنسى/ الجزء الثاني (سينما غرناطة )
- عبقرية نطاسيّة عراقية في اليابان
- عندما تتأزمُ الشعوب
- غودو آتٍ لامحالة
- ثلاث قصائد : 1) حوادث مرورية ،2) صدْرٌ منشرح 3) كلماتٌ برفقة ...
- إنهم يشتمون الديمقراطية
- قصيدة بعنوان - غيضٌ من فيض -
- اغتيال العلمانية في تونس/ مَن الضحية بعد بلعيد والبراهمي ؟؟
- قصيدة بعنوان: لِمَن تحت قدميها الجنان
- تهميش النتاج الذهني وتهشيم العقل
- كرماء رمضان - بمناسبة حلول شهر الصوم -
- قصيدتان : 1)شاعرٌ ثقيل الظلّ والجيب ، 2) أغوار عميقةٌ
- قصيدة بعنوان - وقودُها العارُ والسفالة -


المزيد.....




- مسؤول في برنامج الأغذية: شمال غزة يتجه نحو المجاعة
- بعد حملة اعتقالات.. مظاهرات جامعة تكساس المؤيدة لفلسطين تستم ...
- طلاب يتظاهرون أمام جامعة السوربون بباريس ضد الحرب على غزة
- تعرف على أبرز مصادر تمويل الأونروا ومجالات إنفاقها في 2023
- مدون فرنسي: الغرب يسعى للحصول على رخصة لـ-تصدير المهاجرين-
- نادي الأسير الفلسطيني: الإفراج المحدود عن مجموعة من المعتقلي ...
- أمريكا.. اعتقال أستاذتين جامعيتين في احتجاجات مؤيدة للفلسطين ...
- التعاون الإسلامي ترحب بتقرير لجنة المراجعة المستقلة بشأن الأ ...
- العفو الدولية تطالب بتحقيقات دولية مستقلة حول المقابر الجما ...
- قصف موقع في غزة أثناء زيارة فريق من الأمم المتحدة


المزيد.....

- أية رسالة للتنشيط السوسيوثقافي في تكوين شخصية المرء -الأطفال ... / موافق محمد
- بيداغوجيا البُرْهانِ فِي فَضاءِ الثَوْرَةِ الرَقْمِيَّةِ / علي أسعد وطفة
- مأزق الحريات الأكاديمية في الجامعات العربية: مقاربة نقدية / علي أسعد وطفة
- العدوانية الإنسانية في سيكولوجيا فرويد / علي أسعد وطفة
- الاتصالات الخاصة بالراديو البحري باللغتين العربية والانكليزي ... / محمد عبد الكريم يوسف
- التونسيات واستفتاء 25 جويلية :2022 إلى المقاطعة لا مصلحة للن ... / حمه الهمامي
- تحليل الاستغلال بين العمل الشاق والتطفل الضار / زهير الخويلدي
- منظمات المجتمع المدني في سوريا بعد العام 2011 .. سياسة اللاس ... / رامي نصرالله
- من أجل السلام الدائم، عمونيال كانط / زهير الخويلدي
- فراعنة فى الدنمارك / محيى الدين غريب


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - المجتمع المدني - جواد كاظم غلوم - منظمات المجتمع المدني في العراق /مالها وماعليها