عبقرية نطاسيّة عراقية في اليابان

جواد كاظم غلوم

الحوار المتمدن-العدد: 4209 - 2013 / 9 / 8 - 18:51
المحور: الصحة والسلامة الجسدية والنفسية
    

كثيرا مايسعدنا ويحزننا بذات الوقت ونحن نرى بعضا من ابناء وطننا المتميزين يخطون خطوات متقدمة في مجال العلم والادب والفن ويحتفي بهم العالم المتمدن ليقدّموا خدماتهم وخلاصة جهدهم في حقول معرفتهم للبشرية جمعاء ونحن ابناء هذا الوطن لاينالنا من هذه الثمرات والانجازات العلمية أيّ شيء يبلسم جراحنا ويضمّد أوجاعنا ولانلمس اهتماما ورعاية من لدن هؤلاء لابناء جلدتهم من العراقيين الذين ملأت معاناتهم الارض وصعدت حتى وصلت الآفاق
فقد قرأت قبل فترة وجيزة ان عالما طبيبا من بلادي فاز بجائزة الطبيب المثالي في اليابان وقد اختارته احدى اعرق الجامعات هناك وهي جامعة (تسكوبا ) كأمهر طبيب ضمن اختصاصه بأمراض القلب ، هذا الطبيب المثابر الحاذق هو السيد / احمد الاعرجي الذي انجز ابحاثا متميزة في مجال جراحة القلب وقد اختير هذا النطاسيّ الدؤوب من بين عشرات الاطباء اليابانيين وغير اليابانيين تثمينا لابحاثه الجديدة المتعددة في مجال جراحة القلب وأسباب الموت المفاجئ اذ يعدّ السيد الاعرجي اول طبيب عراقي يمنح مثل هذه الجائزة الرفيعة في بلاد خطت خطوات متميزة في معالجة امراض القلب وإطالة امَد المرضى وأعمارهم ، وقد صنفت جمعية القلب اليابانية ان بحوث عالمنا العراقي تعتبر من بين عشرين بحثا متميزا في العالم كله في مجال ( كهروفسلجية القلب ) وقد سلطت وسائل الاعلام هناك الاضواء على تلك البحوث واعتبرت صحيفة /هوكايدو الواسعة الانتشار بان بحوث طبيبنا العراقي من اكثر الابحاث رصانة واهمية كما اهتمت جامعة يابانية اخرى ( أساهي كاوا )بهذه المنجزات واكدت بان تطورا ملموسا سيطرأ على جراحة القلب ومعالجة الموت المفاجئ وتعطيله أو تأجيل حدوثه على الاقل بسبب تلك البحوث التي صاغها نطاسينا العراقيّ احمد الاعرجي الذي القى محاضرات عديدة ومهمة للغاية لتسليط المزيد من الاضواء على مبتكراته الطبية
ونظرا لتوسع اصداء بحوثه الهامة وثراء قيمتها العلمية فقد دعته جمعية امراض القلب الفرنسية في مدينة (نيس ) كما قدّم الابحاث نفسها في بوسطن بالولايات المتحدة الاميركية
لم تكتفِ اليابان ببيان منجزاته بل حاولت استدراجه وإبقائه اذ عرضت عليه الجامعات اليابانية العمل في معاهدها الطبية التي تعنى بالقلب ولإلقاء المحاضرات ورحبت به لمواصلة بحوثه واكمال دراسة مابعد الدكتوراه ( bost) كما يطلق عليها في النظم الجامعية تقديرا لجهوده الكبيرة الملفتة للنظر
ومن خلال تتبعي لهذه الشخصية الهامة والتي اثارت فضولي عرفت بانه ينوي العودة الى بلاد الرافدين لخدمة ابناء وطنه المتعبين بعد ان ينتهي من دراسته لما بعد الدكتوراه مما اثلج صدري وخفف من عبء الحزن الذي حبس انفاسي
ترى كم سيخفف هؤلاء الاطباء المتميزون اسقام واوجاع اخوتهم العراقيين المليئة اجسادهم وأرواحهم بالأمراض لو عادوا الى ربوع بلادنا ليرفعوا من شأن مستوى خدماتهم الطبية كما كنا من قبل سنوات مضت وهل لنا في حاجة الى التذكير بان بريطانيا وحدها يتواجد بها اكثر من ثمانية آلاف طبيب عراقي وان قسما من هؤلاء اخصائيون بارعون في مجلات اختصاصاتهم الطبية وقد وضعوا جلّ براعتهم الطبية في خدمة البشرية لكننا لم نرَ منهم نحن العراقيين ايّ رعاية واهتمام فقد تركوا اجساد أهليهم عرضة للأسقام واهتموا بمعالجة الغير ايما اهتمام .. ياللمفارقة

#جواد_كاظم_غلوم (هاشتاغ)      

---

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين	حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل

كيفية إشراك-إيصال مواضيعكم أو مواضيع تهمكم  إلى اكبر عدد ممكن من القراء والقارئات