أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق - جواد كاظم غلوم - ليتنا لانشمُّ زناخة النفط














المزيد.....

ليتنا لانشمُّ زناخة النفط


جواد كاظم غلوم

الحوار المتمدن-العدد: 4258 - 2013 / 10 / 28 - 19:44
المحور: اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق
    




وهب الله ارض الرافدين كل نعيم الدنيا بدءا من الماء والارض الخضراء والعقول النيّرة التي شيدت حضارات موغلة في القدم ، علّمت العالم الرقيّ في التفكير ، ففي هذه البقعة برز الحرف المسماري فتعلم العالم الكتابة . وفي ارضها وثق القانون فارتقت المسلّة البابلية وتعلم الكون منها اسس تنظيم المعاملات بين الناس ورسم علاقة الفرد بالدولة وفُهِم َالعقابُ والثواب والجزاء وانظمة القوانين الوضعية التي دونت فيها المواد وادرك كل فرد مسؤولياته وعرف الحقوق والواجبات وسار على هديها يعمّر ويبني ويشيد ويفتح الطرق ويحتفل بمباهجه وينشر النور للبشرية التي بقيت ردحا طويلا في ظلام دامس لاتعرف سوى حياة الغاب ، بل وحتى الدول والممالك التي بلغت شأواً من التحضّر والإرتقاء كالروم والفرس كانت لغة السلاح والغزوات الدائمة هو ديدنها وخصامها الذي لايهدأ وانعكس ذلك النزاع والخصام على بلاد الرافدين التي خضعت طورا للاحتلال الفارسي وطورا اخر لهجمات الروم ولكن تلك الغزوات لم تفتّ من عضد اهل العراق وبقوا يشيدون ويعمرون حتى ان الغازي اخذ منهم الكثير من الاعراف والنظم الراقية في معظم مجالات الانشطة الانسانية كالهندسة والعمران والأدب والعقائد وخرجت من رحم ملحمة كلكامش - باعتبارها اول ملحمة في التاريخ- كل ملاحم الاغريق والرومان والفرس كالاوديسا والالياذة والشاهنامة . ومن بنود مسلة حمورابي انبثقت كل النظم القانونية التي رسّخها الانسان وهو يخطو في مدارج التحضر والتقدم الانساني ومن الحَرْف العراقي شاعت الكتابة واتسعت في اغلب ارجاء المعمورة
اسوق هذه المقدمة العاجلة واعجب كيف يؤول الحال المأساوي ببلد عريق مثل العراق وهو الذي تعلّم العالم منه أرقى النشاطات الانسانية ؛ فهل يعقل ان يأكل اهله ويقتات على ما يزرعه غيرهم ويكتسي مواطنوه من نسج آخرين كانوا الى وقت قريب شبه عراة . فما زال العراق غنيا بموارده في سطح الارض وباطنها عشبا دائما وذهَبا اسود وماء رقراقا ينساب في فراتيه فما الذي ينقصنا حتى نطلب الماء لنرتوي من البوادي ونشتري الغذاء من الجار ومن الابعدين ؟؟!
ليس لدينا شك بان السبب الرئيس لها الوضع الغريب الاطوار هو اننا غيّبنا العقل العراقي المبدع . فمنهم من هاجر بعيدا عن ربوعه قاصدا الاشتات القصيّة التي احتضنته وقدّمت له كلّ مايريد ليبدع ويثمر حتى في بلادٍ غير بلاده واتّكلنا على الضعفاء والطامعين ووضعنا الرجل غير المناسب في الاماكن ومفاصل الدولة التي تريد عملا خلاّقا مبدعا فأصبحت مراعي الرافدين الخضراء مليئة بالدمن والبعر بدلا من السنابل الصفر والثمار اليانعة واضحى النفط لانشمّ منه سوى الزناخة والروائح الكريهة والمطامع والبغضاء فصار نقمة علينا يتهافت عليه وحوش المال والبورصة والشركات التي تغذي ماكينات السلاح ومصانع العدو والصديق ، وامام هذه الحال وددتُ صادقا لو حرَمنا الله من هذه النعمة التي يسمونها الذهب الاسود عسى ان نكون مثل بعض الدول التي تتناوب على الفوز كل سنة لتكون في مصاف افضل الدول في العالم نزاهةً وتعليما ونظافةً وارتفاعا في مستوى دخل الفرد وتضاؤلا في نسبة الجرائم مع انها خالية من النفط والثروات الطبيعية وتعيش ظروفا مناخية قاسية واقصد هنا الدول الاسكندنافية باستثناء النرويج الغنية بالنفط والتي خطت خطوات يحسد عليها في تحقيق اعلى رفاهية لمواطنيها وللأجيال المقبلة التي لم تولد بعد حيث حفظ نصيبها من الموارد النفطية في ارصدة بنكية طويلة الامد حفاظا عليها ليتمتع بها الجيل اللاحق ، اما السويد والدانمارك وفنلندا (الشحيحة بالنفط ) فقد حققت ارقاما قياسية في النموّ والرخاء والضمان الاجتماعي لمواطنيها وتدني نسبة البطالة والتأمين الصحي العالي المستوى والكثير من الامتيازات التي يتمتع بها مواطنو هذه البلدان كما تشير الاحصائيات التي نطّلع عليها بين آنٍ وآخر
ولنا ايضا في اليابان الفقير بموارده النفطية مثلٌ اخر في الارتقاء بمواطنيه الى مستويات تحلم بها البشرية بسبب الادارة الخلاّقة والعقل الراجح في ادارة الدولة فالعقل هو الثروة الكبرى الذي يفوق النفط غنىً اذا صاحبه الاخلاص للوطن وتطهّر من براثن الطمع والأنانية وخطا خطوات وثّابة لذرى النماء والتدبير المحكم والخلْق الابداعي في مجالات الانتاج منزّها من السرقة والاختلاس وكان همّه الاساس الوطن وأهله وليس الجيب وملء الارصدة في البنوك
أكاد ادعو الله ان يحرمنا من النفط لنعيد انشطة عقولنا فالحاجة والعوز يولّدان الابداع ويطهّران الاذهان والأرواح ، لانريد النفط لو صار نقمة علينا ومحط انظار الطامعين أيّا كانوا سواء من اترابنا او من اغرابنا
فالعقل الراجح الباني اثمن كثيرا من النفط الفاني

جواد كاظم غلوم
[email protected]



#جواد_كاظم_غلوم (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)

الكاتب-ة لايسمح بالتعليق على هذا الموضوع


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- ليتنا بلا زناخة النفط
- معالم ثقافية بغدادية لاتنسى/ الجزء الرابع/فرقة المسرح الفني ...
- معالم فنيّة بغدادية لاتنسى/ الجزء الثالث ( اسطوانات جقماقجي ...
- معالم ثقافيّة بغدادية لاتنسى/ الجزء الثاني (سينما غرناطة )
- عبقرية نطاسيّة عراقية في اليابان
- عندما تتأزمُ الشعوب
- غودو آتٍ لامحالة
- ثلاث قصائد : 1) حوادث مرورية ،2) صدْرٌ منشرح 3) كلماتٌ برفقة ...
- إنهم يشتمون الديمقراطية
- قصيدة بعنوان - غيضٌ من فيض -
- اغتيال العلمانية في تونس/ مَن الضحية بعد بلعيد والبراهمي ؟؟
- قصيدة بعنوان: لِمَن تحت قدميها الجنان
- تهميش النتاج الذهني وتهشيم العقل
- كرماء رمضان - بمناسبة حلول شهر الصوم -
- قصيدتان : 1)شاعرٌ ثقيل الظلّ والجيب ، 2) أغوار عميقةٌ
- قصيدة بعنوان - وقودُها العارُ والسفالة -
- يفجّرون بيوت الله ليدخلوا جنّتَهُ
- وصايا لاتأخذوا بها
- السيّدة ذات الرداء الأحمر
- مواعظ ونصائح شيخ المايكروسوفت


المزيد.....




- ?? مباشر: عملية رفح العسكرية تلوح في الأفق والجيش ينتظر الضو ...
- أمريكا: إضفاء الشرعية على المستوطنات الإسرائيلية في الضفة ال ...
- الأردن ينتخب برلمانه الـ20 في سبتمبر.. وبرلماني سابق: الانتخ ...
- مسؤولة أميركية تكشف عن 3 أهداف أساسية في غزة
- تيك توك يتعهد بالطعن على الحظر الأمريكي ويصفه بـ -غير الدستو ...
- ما هو -الدوكسنغ- ؟ وكيف تحمي نفسك من مخاطره؟
- بالفيديو.. الشرطة الإسرائيلية تنقذ بن غفير من اعتداء جماهيري ...
- قلق دولي من خطر نووي.. روسيا تستخدم -الفيتو- ضد قرار أممي
- 8 طرق مميزة لشحن الهاتف الذكي بسرعة فائقة
- لا ترمها في القمامة.. فوائد -خفية- لقشر البيض


المزيد.....

- الحزب الشيوعي العراقي.. رسائل وملاحظات / صباح كنجي
- التقرير السياسي الصادر عن اجتماع اللجنة المركزية الاعتيادي ل ... / الحزب الشيوعي العراقي
- التقرير السياسي الصادر عن اجتماع اللجنة المركزية للحزب الشيو ... / الحزب الشيوعي العراقي
- المجتمع العراقي والدولة المركزية : الخيار الصعب والضرورة الت ... / ثامر عباس
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 11 - 11 العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 10 - 11- العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 9 - 11 - العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 7 - 11 / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 6 - 11 العراق في العهد ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 5 - 11 العهد الملكي 3 / كاظم حبيب


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق - جواد كاظم غلوم - ليتنا لانشمُّ زناخة النفط