أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - جواد كاظم غلوم - لماذا نحفرُ في الماضي لنردمَ الحاضرَ والمستقبل














المزيد.....

لماذا نحفرُ في الماضي لنردمَ الحاضرَ والمستقبل


جواد كاظم غلوم

الحوار المتمدن-العدد: 4388 - 2014 / 3 / 9 - 12:46
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


لماذا نحفرُ في الماضي لنردمَ الحاضر والمستقبل ؟


كم كان مصيبا ذلك الفيلسوف المفكّر الذي قال ان التأريخ لايرحم ؟!
من قال ان التاريخ عفا عليه الزمن وتم طمره في اخاديد عميقة ؟!
هاهو يظهر الان بكل قامته بطَلا يهابه الجميع ويذعن لكلامه السامعون وتمتدّ اليه الرقاب تذللاً وطاعةً ولم يسلم حتى الابطال والنخب البارزة في مجتمعنا من الرضوخ لأوامره والانصياع لجثثهِ التي نفخوا فيه الحياة وبُعثت فيه الروح فغدا يأمر وينهى ، يأمر بالمنكر وينهى عن المعروف يُبرز الباطل ويطمر الحقّ وينتقي العوَج مسارا ويبعد عن الطريق القويم ووصل الامر الى أعالي قومنا وصفوة مجتمعنا حتى بدأت مشايخنا تتفنن في فرش فتاويهم في اسواق النزاعات وينادون الملأ المتعب من الناس الذين غمرهم الجهل ويزعقون بملء افواههم للترويج على بضائعهم الفكرية الفاسدة ووصلت حدّ ارغام الناس على اقتنائها وارتضيناها خوفا من سيوفهم وطمعا في إرضائهم
الغريب انهم نسوا طريق حاضرهم المليء بالمطبّات والعثرات ليقوموا بتسويته وتسليكه للوصول الى مستقبل مزهر ولم يعملوا على ردم الهِوى السحيقة بل أمسكوا بمعاولهم وبدأوا بنبش الماضي واظهار العِظام الهشّة النخِرة لتقديسها وعبادة الرفات الملوّث بكل عفَنهِ ورائحتهِ التي تزكم الانوف
وتتردد على مسامعي بين فينة واخرى مقولة فيها الكثير من الصواب مفادها " انْ تخاصَمَ الماضي مع الحاضر المعاش فان الخاسر الوحيد هو المستقبل " وليس بعيدا عنا كم خسرنا نحن في هذا الظرف العصيب الذي نعيشه من الموارد البشرية والمادية المهولة بسبب تلك النزاعات التي لامعنىً لها والاصطفافات الطائفية الكريهة والتكتلات الضيقة الافق التي تمّ تغذيتها من مائدة الماضي السامة القاتلة وكم فرغت عقولنا وارواحنا من قيم التسامح والمحبة والعفو والسلام واستيعاب العقل الاخر والاقتناع بالتعددية فصارت جرداء قاحلة الاّ من الكراهية والعنف والحنق واشاعة الموت المجاني وتفخيخ العقل والقلب بهوس العداوة والبغضاء فصارت بقاعنا سوحا للدماء وحلبات للمصارعة ومهوى للانفجارات ومهبطا لوحي الشياطين والابالسة ممن تزيّوا بعباءة الدين تظليلا وسترةً لنوازع الشرّ الكامنة فيهم واعتلوا عِمّة الزيف والخديعة غطاءً لرؤوسهم التي تثير المكائد والدسائس كي يبقوا جاثمين على صدورنا فمثل هؤلاء يعتاشون على اثارة الازمات واصطناع العداوة والنفخ في الرماد لاظهار جمراته فلا يستطيعون المكوث والاستعلاء في مناخ سياسي واجتماعي صحي سليم ولايريدون ان يستقرّ المجتمع وتهنأ الأوطان ؛ ففي استقرارها إبعاد لهم ، وهل تترعرع الجراثيم والعفن وتنتشر الاوحال ويعلو نقيق الضفادع وتبطش التماسيح النهمة الاّ في المستنقعات الراكدة ؟!
اعجب كيف لاتفكّر شعوب واعية ذكية ، عريقة المحتد والمنبت مثل بلداننا العربية والاسلامية بمستقبل مزهر يكاد يكون قريبا منها لو أمسكت زمامه بحزمٍ وبأيدٍ واثقة لان شعوبنا تحوز ثروات بشرية هائلة وخزينا ستراتيجيا من النفط والمعادن الاخرى مايفوق الكثير من الشعوب مع قدرات يمكن ان تكون خلاّقة لو تمّ تفعيل العقل العربي وغربلته من ملوّثات الماضي وصراعاته الدموية ، وفتح ابوابه على مصراعيها لتحديث ذهنيته واطلاق نوافذه لرياح الحرية كي تمرح في ربوعه وتجديد فكره وتنويره بأنظمة حكم حديثة تُبنى على النهج الديمقراطيّ واستيعاب الخلافات ووجهات النظر الاخرى بقلب مفتوح رحبٍ الصدر ؛ لكن هناك بين ظهرانينا وممن ترعرع في اوساطنا ونحسبه ضمن نسيجنا من أخوة يوسف لايريد لنا ان نصحو وننهض ؛ فهم على شاكلة مثَلِنا العربيّ المأثور ( قومي همُ قتلوا أميمَ أخي ) ؛ ويبدو اننا وقعنا تحت تأثير هؤلاء فعملوا على تخديرنا وتنويمنا نوما جماعيا وبثّ الهزال في عقولنا واجسامنا وإضعاف مقدّراتنا عن عمْدٍ وإصرار لنبقى أسارى ماضٍ مثقلٍ بالدم والكراهة وضيق الافق
هناك حالات من العجز والتكاسل تصيب الشعوب يسمونه علماء النفس " التنويم الجمعي للعقل " لايختلف عن التنويم المغناطيسي للفرد واظن اننا واقعون تحت تأثيراته ، أضعنا حاضرنا ومستقبلنا وتشبثنا بماضٍ اسود مظلمٍ معيقٍ وهادم مع ان الماضي ليس كله صفحة سوداء لكننا وقعنا في دروبه الحالكة المظلمة وغفلنا عن مواطن تألّقه لاننا عصّبنا عيوننا واخترنا النوم في جانبه المظلم وتركنا الساطع المنير المشرق ولم نحسن غربلته واغلقنا نوافذنا عن شمسه المضاءة
اجل ربما يكون الماضي ليلاً معتماً ولكن يالهُ من ليلٍ مرصّعٍ بالنجوم فاهتدوا بنجومه اللامعة ولاتضيّعوا أنفسكم وأهليكم وآمالكم واهدافكم في دروبه المعتمة

جواد غلوم
[email protected]



#جواد_كاظم_غلوم (هاشتاغ)      



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الحبّ يصنعُ السلام
- قصيدةٌ بعنوان ( أيّها العمْر )
- CV لجسدٍ متعبٍ يبحثُ عن وظيفةٍ في مشفى
- مباذلُ السلطة المطلقة وصولجان السلطان
- أهزوجةٌ مصابةٌ باليأس
- شكرا لزيارتك ساعي البريد
- انطباعات عن الشعر الإيرانيّ الحديث
- الانسان الحرباء
- زيّنوا بغداد بالفنّ الغرافيتي
- قصيدة نثر - المالُ والمُجون -
- هل الحورُ العين فائقات الجمال ؟!
- حلولٌ جنسيّة لرجالنا الفحول
- انحسارُ الثقافة في العراق
- معالم بغدادية ثقافية لاتنسى/ الجزء السادس
- كيف تفوز بالانتخابات النيابيّة ؟
- منظمات المجتمع المدني في العراق /مالها وماعليها
- قصيدة بعنوان - كأنّ السعْد أغمضَ ناظرَيه -
- معالم بغدادية فنية ثقافية لاتنسى/الجزء الخامس
- فذكّرْ إن نفعت الذكرى
- ليتنا لانشمُّ زناخة النفط


المزيد.....




- أمين عام حزب الله نعيم قاسم يرد على تهديدات اغتيال خامنئي وو ...
- شبكة CNN تحقق في الضربات الإسرائيلية على مسؤولين إيرانيين با ...
- بالشرق الأوسط.. مواقع أبرز قواعد أمريكا العسكرية بعد التلويح ...
- شبح حرب العراق يلوح في أفق الخلاف القائم بين ترامب ورئسية جه ...
- بوغدانوف: علينا حصر الصراع الإسرائيلي الإيراني وبذل كل ما في ...
- مصر توجه رسالة لواشنطن وطهران
- -روس كوسموس-: روسيا ستساهم في تحقيق أول رحلة فضائية لرائد إن ...
- بعد الإعلان عن اغتياله.. مستشار خامنئي: أنا حي ومستعد للتضحي ...
- عراقجي: لا تفاوض حول برنامجنا الصاروخي
- تقرير بريطاني: التفوق الجوي الإسرائيلي يهيمن.. لكن المعادلة ...


المزيد.....

- كذبة الناسخ والمنسوخ _حبر الامة وبداية التحريف / اكرم طربوش
- كذبة الناسخ والمنسوخ / اكرم طربوش
- الازدواجية والإغتراب الذاتي أزمة الهوية السياسية عند المهاجر ... / عبدو اللهبي
- في فوضى العالم، ما اليقينيات، وما الشكوك / عبد الرحمان النوضة
- الشباب في سوريا.. حين تنعدم الحلول / رسلان جادالله عامر
- أرض النفاق الكتاب الثاني من ثلاثية ورقات من دفاتر ناظم العرب ... / بشير الحامدي
- الحرب الأهليةحرب على الدولة / محمد علي مقلد
- خشب الجميز :مؤامرة الإمبريالية لتدمير سورية / احمد صالح سلوم
- دونالد ترامب - النص الكامل / جيلاني الهمامي
- حَرب سِرِّيَة بَين المَلَكِيّات وَالجُمهوريّات 3/4 / عبد الرحمان النوضة


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - جواد كاظم غلوم - لماذا نحفرُ في الماضي لنردمَ الحاضرَ والمستقبل