أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - جواد كاظم غلوم - قصيدة نثر - المالُ والمُجون -














المزيد.....

قصيدة نثر - المالُ والمُجون -


جواد كاظم غلوم

الحوار المتمدن-العدد: 4325 - 2014 / 1 / 4 - 22:29
المحور: الادب والفن
    


المالُ والمجون

سيدتي ذات البريقِ التائهِ في زخّاتِ أمطارِك السود
سماؤك الانثوية لم تعد مرصعة بالنجوم
صحراؤك قحلتْ من الزهور البريّة
فراتُك خالطهُ الوحلُ والأسَنُ
غناؤك نقَّ كحناجرِ الضفادع
لم تعد تروقني ثروتُكِ الماكرة
حبائلك رخوةٌ بائدةٌ ؛ لاتنتشلُ غريقاً محاصَرا بالعشق
لمَعانُك المُقنَّعُ لايرشدني الى قلبك
عَمِيَ بَصَرُه وغُلِّقتْ بصيرتُهُ
مدّخراتك ثقلتْ من غسيلِ اموالٍ ملطّخةٍ بالرياء
محالٌ ان تبيضَّ بمساحيقِ وجهِكِ الزائفةِ الصنع
محالٌ ان تُمحَى هالاتُك السود
مهما خدعتْكِ مرآتُك المضلِّلة
لم يعد عناقُك المنهكُ يعصرُني كديونٍ صعبة السداد
شيكاتُ حبّك افتضحتْ بلا رصيد
وحوالات القُبَل لم تصل الى شفتيّ ساخنةً ، شهيّة
أفتّش في مناضدِ مشاويرنا
وعلى مفارشِ العشْبِ المنزوية
أبحثُ عبَثاً عن أقساطِ لقاءاتِنا التي سرقْتِها
أرهقتْ كاهلي وسلبتْ حافظتي
أنا الذي دفعتُ عمري بالآجل لأطماعِك .
زيفاً لدراهمك المسكوكةِ بمعادنِ الخُردة
عملاتُك العاشقة لاتعدو كونها نُحاسيّةً
بخْسةً ، صديئةَ القيمة
كم كان قلبُك فاحشَ الغدر
انا الفقيرُ المتيّمُ بالوفاء
كم نشلتِ من جيبي رسائلي وصحائفي
مازلتِ تعرفين كيف سطّرتُها
وأرّختُها بسنوات المرارات
وأفرغتِ رصيدي من هيامِك
كان كلَّ مدّخراتي المُفعمةَ بالشوق
سلبتِ مني خزائني المليئةَ بالحنين
لم اعدْ انتظرُ مكافأتَك غيرَ السخية
فقد هدرتِ آخر عشقٍ منحتِه لي
مثل مرتّبٍ سُرقَ بغمضة عينٍ
من عجوزٍ أقعدهُ الهرمُ والعوَز
غدوتُ مثقلاً بديونِ الجفاء
وفواتيرُ المواعيد التي أخلفتِها
سددتُها وحدي من هلَعي
وأنا أتهرّبُ من وصولَكِ الذي يعكّرُ سريرتي
لاتقرضيني عناقاً يخنقُ أنفاسي
لاتقايضي قبلاتِك الباردةَ بلهفتي المجنونةِ بك
أحسسْتُها تأتيني من وراء زجاج
سئمتُ مكائدَك وأنت تتحايلين على جيوبي
سأشهرُ أوراقَك المزيفة
وأعلنُ عن إفلاسك
سأنهض باكرا ، تُوقظني اولُ نجمة في السّحَر
أقفُ أول الطابورِ أمام صندوق السحب
وآخذ كل ما لديّ من أثمانِ حبي وبهاء اشتياقي
وطُهْري الذي أضاعَ مسارَه في مسالِككِ المليئة بالنفايات
وبياض سريرتي ودفق مشاعري الذي خُدِعَ بِبَشَرتِك الصفراء
أحزمها كلَّها في كيسٍ من الخيش
أتوسّدها وأمنحها لأية بغيٍّ ألتقيها
تضاهيكِ أنوثةً ورِقّةً وتعلّقاً
أضعُ كلّ مالديّ من شجَنٍ
مع أموالي المنقولةِ وغير المنقولة
في حساب توفيرٍ خاصٍ بالعاهرات
أقفُ قبالةَ صندوقِ الايداع
اضعُ قلبي وصبْوتي وشهقاتي
ومشاويري التي قضّيتها على أرصفة الانتظار
أهبُها للبغايا ولصوصِ الشهوات
مصاريفَ جيبٍ أوقات الفاقة
كفراً بكِ ياسليلةَ الدهاء والرياء
عشيقةَ الاوراقِ الخضر
والعملاتِ الصعبةِ المراس
والأصفرِ الرنّان
وطاولاتِ المقامرة
وصداعِ المال
وفواتيرِ البيع والشراء
لو كان الكنزُ أنتِ لطَمرْتُه دفْناً بين طيّاتِ الأرض
لو كان ثراؤكِ جبَلا لفجّرتُه بديناميت غضبي
وهويتُ بصخوره على رأسك
أعرفُ انّ الغنى بستانٌ رحبٌ واسعُ الاخضرار
غير انّ الاستغناء اكثرُ رحابةً وأمَدّ سِعَةً
تعالَي أيتها العِفَّةُ وارتديني مئزراً
ألتفُّ بهِ خوفاً من عُرْيِك الفاضح
نأيتُ بنفسي عن التبضّع في سوْقِك السوداء
آنفُ أن أتجمهرَ مع المزايدين
في أسواق نخاسةِ الجسدِ والمال
آهٍ ، ما أبهجني بعيداً عن وخزاتِكِ سيدتي
كم كان رِهاني رابحاً

جواد غلوم
[email protected]



#جواد_كاظم_غلوم (هاشتاغ)      



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)

الكاتب-ة لايسمح بالتعليق على هذا الموضوع


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- هل الحورُ العين فائقات الجمال ؟!
- حلولٌ جنسيّة لرجالنا الفحول
- انحسارُ الثقافة في العراق
- معالم بغدادية ثقافية لاتنسى/ الجزء السادس
- كيف تفوز بالانتخابات النيابيّة ؟
- منظمات المجتمع المدني في العراق /مالها وماعليها
- قصيدة بعنوان - كأنّ السعْد أغمضَ ناظرَيه -
- معالم بغدادية فنية ثقافية لاتنسى/الجزء الخامس
- فذكّرْ إن نفعت الذكرى
- ليتنا لانشمُّ زناخة النفط
- ليتنا بلا زناخة النفط
- معالم ثقافية بغدادية لاتنسى/ الجزء الرابع/فرقة المسرح الفني ...
- معالم فنيّة بغدادية لاتنسى/ الجزء الثالث ( اسطوانات جقماقجي ...
- معالم ثقافيّة بغدادية لاتنسى/ الجزء الثاني (سينما غرناطة )
- عبقرية نطاسيّة عراقية في اليابان
- عندما تتأزمُ الشعوب
- غودو آتٍ لامحالة
- ثلاث قصائد : 1) حوادث مرورية ،2) صدْرٌ منشرح 3) كلماتٌ برفقة ...
- إنهم يشتمون الديمقراطية
- قصيدة بعنوان - غيضٌ من فيض -


المزيد.....




- خطوات الاستعلام عن نتيجة الدبلومات الفنية بالاسم فقط “هنــــ ...
- في ذكرى رحيل فلاح إبراهيم فنان وهب حياته للتمثيل
- الفنان صبيح كلش .. حوار الرسم والتاريخ
- مرتديًا بذلته الضيقة ذاتها .. بينسون بون يُصدر فيديو كليب سا ...
- -الزمن المفقود-.. الموجة الإنسانية في أدب التنين الصيني
- عبور الجغرافيا وتحولات الهوية.. علماء حديث حملوا صنعاء وازده ...
- -بين اللعب والذاكرة- في معرض تشكيلي بالصويرة المغربية
- مفاجأة علمية.. الببغاوات لا تقلدنا فقط بل تنتج اللغة مثلنا
- بيت المدى يستذكر -راهب المسرح- منذر حلمي
- وزير خارجية إيران: من الواضح أن الرئيس الأمريكي هو من يقود ه ...


المزيد.....

- الصمت كفضاء وجودي: دراسة ذرائعية في البنية النفسية والجمالية ... / عبير خالد يحيي
- قراءة تفكيكية لرواية -أرض النفاق- للكاتب بشير الحامدي. / رياض الشرايطي
- خرائط التشظي في رواية الحرب السورية دراسة ذرائعية في رواية ( ... / عبير خالد يحيي
- البنية الديناميكية والتمثّلات الوجودية في ديوان ( الموت أنيق ... / عبير خالد يحيي
- منتصر السعيد المنسي / بشير الحامدي
- دفاتر خضراء / بشير الحامدي
- طرائق السرد وتداخل الأجناس الأدبية في روايات السيد حافظ - 11 ... / ريم يحيى عبد العظيم حسانين
- فرحات افتخار الدين: سياسة الجسد: الديناميكيات الأنثوية في مج ... / محمد نجيب السعد
- أوراق عائلة عراقية / عقيل الخضري
- إعدام عبد الله عاشور / عقيل الخضري


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - جواد كاظم غلوم - قصيدة نثر - المالُ والمُجون -