أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - دراسات وابحاث في التاريخ والتراث واللغات - جواد كاظم غلوم - معالم بغدادية ثقافية لاتنسى/ الجزء السادس















المزيد.....

معالم بغدادية ثقافية لاتنسى/ الجزء السادس


جواد كاظم غلوم

الحوار المتمدن-العدد: 4286 - 2013 / 11 / 25 - 21:46
المحور: دراسات وابحاث في التاريخ والتراث واللغات
    


قاعة الحصري في كلية الآداب


شهدت قاعة الحصري في كلية الآداب منذ أوائل السبعينات نشاطا ادبيا ملحوظا فكانت محطّ كبار الشعراء العرب والعراقيين وملتقى النقّاد العرب المتميزين اضافة الى كونها منصة لمناقشة الكثير من طلبة الماجستير والدكتوراه لرسائلهم وبحوثهم وإقامة المهرجانات الشعرية التي امتدت اصداؤها الى كافة أقسام جامعة بغداد والمستنصرية فكانت حشود المثقفين تتوالى من كل حدب وصوب للاصغاء الى مايقدّمه الشعراء من قصائد تبهر الاسماع وتطرب القلوب والاستماع الى مناقشات رسائل الدراسات العليا والاستفادة من طروحات الاساتذة المناقشين ووجهات نظر الطالب بشأن الملحوظات التي يطرحها الاساتذة المناقشون لأثراء عقولهم وتنمية مهارات الطلبة والمستمعين وفتح آفاق فكرهم وتعلّم اساليب المناقشة والتنظير عندما يتمّ التحاور بين اللجان المشرفة وطالب الدراسات العليا
والحق انه يصعب جدا حصر كل نشاطات قاعة الحصري بهذه المقالة القصيرة ولكني سأورد بعضا منها والتي كنت حاضرا معظم مهرجاناتها الادبية ومحاضرات الاساتذة الاجلاّء مذ كنت طالبا اتابع معظم مايدور فيها بعد ان تمّ قبولي في قسم اللغة العربية العام 69-70 من القرن الماضي
فقد اعتادت عمادة كلية الآداب سنويا ان تقيم مهرجانا شعريا يشارك فيه خيرة شعراء الكلية من خلال لجنة تضم اساتذة كبارا مهمتهم انتقاء القصائد المتميزة لألقائها امام آلاف المدعوين من الساسة الكبارفي الدولة والاساتذة ومحبّي الشعر الذين احتشدوا في القاعة الكبيرة ومنهم من يبقى واقفا بسبب الزحام الشديد وكثرة المدعوين ، وأتذكر انه في سنة /1971 نشرت صحيفة الثورة مقالا مثيرا بعنوان (الادب يحتضر في كلية الآداب ) وفيه يعرض الكاتب الذي لايحضرني اسمه خفوت اصوات الشعراء في ذلك الصرح الثقافي الكبير الذي انجب السياب والبياتي ونازك الملائكة روّاد الشعر الحديث خريجي دار المعلمين العالية ومابعد الروّاد خريجي الآداب
وردّا على ذلك المقال المجحف فقد أعدت كلية الآداب العدّة لتنظيم المهرجان الشعري واختارت من عيون الشعراء لكي يلقوا قصائدهم امام نخبة من متذوقي الشعر والاساتذة الكبار ودعت ايضا القيادي البارز في الدولة آنذاك صالح مهدي عمّاش للحضور حيث كان هو الاخر شاعرا يشار اليه بالبنان ، وكان من جملة المشاركين الشاعر حسن المرواني في قصيدته الغزلية المشهورة /أنا وليلى والتي أثارت جدلا طويلا وادّعى الكثيرون نسبتها اليهم جزافا وإدّعاءً لكني اؤكد جازماً ان هذه القصيدة كتبها الاستاذ حسن بأنامله الشعرية اثر صدمة عاطفية ألمّت به وعلاقة حبّ غير متوازنة بسبب الفروقات الطبقية ، اذ كنت شاهد عيان في مرابع الآداب ونعرف كل شاردة وواردة يتعرض لها زملاؤنا الشعراء وأقول جازما لأن المرواني كان ومايزال شاعرا بارعا نتودد اليه رغم انطوائيته وحبّه للعزلة وقليلا ما كان ينضمّ الى الشّلّة واعترف انه كان مقلّا جدا في كتابة قصائدهِ وهذا القليل الذي يكتبه لايقلل من شاعريته البائنة الراسخة اذ حصلت قصيدته /انا وليلى على الجائزة الاولى وأهداه عماش بدلة رجالية أنيقة تثمينا وإكراما له مع مجموعة من الاقلام نوع باركر الثمينة ولم أشأ ان اذكر بعضا من ابياتها فالقصيدة مشهورة جدا والجميع يحفظ منها الكثير من مقاطعها الآسرة الجمال اضافة الى انها مغناة من قبل مبدعنا المطرب كاظم الساهر مثلما يحفظها أدعياء الشعر الذين نسبوا أنفسهم اليها ميْناً وزلفى ، كما شارك زميله الشاعر عبد الإله الياسري في قصيدته/ قافلة الاحزان وفيها من التعريض والنقد الواضح للدولة وقوبلت بتصفيق حاد من قبل الجمهور الحاضر وأثارت الكثير من الهياج والحماس مما أزعج ممثل الحكومة السيد عماش قليلا لكنه أثنى على بناء القصيدة وصياغتها وأهدى للياسري قلم باركر / 51 تقديرا له وقد نالت هذه القصيدة الجائزة الثانية بالرغم من غضب الدكتور محمود غناوي الزهيري/ عميد الكلية والذي صعد الى المنصة وحاول تهدئة الموقف الصاخب اذ كال الاتهام الى الشاعر الياسري واعتبره مدفوعا من البعض وماقاله في قصيدته لايعتدّ به في إشارة الى مواقف قسم من الطلبة الشيوعيين الذين حثّوا الشاعر ودفعوه الى ان يقول ابياتا استفزازية تحريضية
وأتذكر بعض أبياتها التي مازال راسخة في خاطري :
خذي الحزنَ من عينيَّ يقصصْ حكايتي .......وينبئْك كيف الريحُ ألوتْ بأعلامي
هـبيــني رصــيفــاً تــستــكــنّ حـقائبــي........عليه فـقد ماتــت من السير أقـدامي
أنـا القــريـةُ الخــضـراءُ قــحـْطٌ أذلّـنـي.........فأطفأتُ فانوسي وأخـفيتُ إكرامي
فـذي دجـلةٌ عـطشى وتـلك حــدائــقـي........تجفّ وغصني يلتوي وردُهُ الظامي
أنـا قــصةُ الجــوعِ العــراقيّ أخـتـبـي.........بضحكــتيَ البـلهاء أقــتاتُ أسـقامـي
أنا المُغرمُ الهيـمانُ شعبـي حبيبتي .........وأنــفاسُـهُ لـحـنـي وعــيـنـاهُ إلـهـامـي

وفي العام /1971 ألقى الشاعر السوداني محمد مفتاح الفيتوري قصيدته الشهيرة التي رثى فيها الشهيد المناضل الماركسي السوداني عبد الخالق محجوب الذي تمّ اعدامه من قبل جعفر النميري /رئيس جمهورية السودان وقتذاك بتاريخ 28/يوليو/1971 في محكمة صورية اثر فشل الانتفاضة اليسارية التي قادها هاشم العطا ورفاقه اليساريون في الجيش السوداني والتي نجحت اول الامر واستلمت السلطة لمدة ثلاثة ايام فقط لكن نظام القذافي وبعض القوى المعادية لليسار العربي انتصر للنميري وسانده بالطائرات والقوات وأعاد نظام النميري للسلطة وتم على اثرها اعدام خيرة الضباط والمفكرين اليساريين الذين ساهموا في الانتفاضة فكان الفيتوري ببراعة إلقائه وانفعاله وبروز تقاطيع وجهه وجحوظ عينيه قد سلب ألباب الحاضرين وانْشَدّت مسامعهم اليه وهو يقول على لسان محجوب :
لاتحفروا لي قبرا
سأرقد في كل شبرٍ من الارض
أرقد كالماء في جسد النيل
أرقد كالشمس فوق حقول بلادي
مثلي انا ليس يسكن قبرا
قتلوني وأنكرني قاتلي
وهو يلتفّ بردان في كفني
وأنا مَن ؟
سوى رجل واقف خارج الزمنِ
كلما زيّفوا بطلا
قلت : قلبي على وطني
بعدها ألقى الشاعر العراقي خلدون جاويد قصيدته النونية الطويلة في رثاء الانتفاضة السودانية ايضا ولكنه عرج على هموم العراق وتمجيد بلاده مشيرا الى مدينة الناصرية التي كانت اول بذرة زرعها (فهد ) في روضة الحزب الشيوعي العراقي ومازلت أتذكر بعض ابياتها الذي أشعل الجمهور حماسا وهو يقول :
وإن ماتـت السودانُ يوما تعشْ على ........يديْ ألفِ محجوبٍ غداً ألف سودانِ
وحقك لامحجوب قـد شـدّ صهوتـي ........ولا نهضت خيلي ولا هبّ فرسانـي
ولا فــهـــد الجـبـار هــدّم نـــقـــرةً..........يـسمـونها بـالأمـسِ نــقرة سلــمــان
وان صاح ظهري فاجلديه وعذّبي.........كـمـا يجـلد السلـطان ابـنـاء أوطانـي
وشعبي ومهـما دوّسـت عـجـلاتـه .........على جثـتـي يمطرْه بالقـمح خذلاني
بـلالٌ انا وحــلُ الفــراتيـن قبْـلتي...........وبـعض تـراب الـناصريــةِ قــرْآنـي
رغيفاً خذي وجهي وغصنا وجَرّةً.........بـها نثْـنـثي مـاءً على كـلّ عـطشانِ
وبعيدا عن الشعر وهيجانه الثوري لابد لي ان اذكر من طرائف ماحدث في قاعة الحصري ؛ ان كلية الآداب قد وجهّت دعوة في العام 1972 للناقد الكبير محمد النويهي استاذ النقد الادبي في جامعة القاهرة لالقاء محاضرات نقدية اتذكر منها محاضرة هامة تردد صداها بين الطلبة والاساتذة والمهتمين بالادب ، كانت المحاضرة تعنى بمسألة "الايقاع في الشعر الجاهلي " حيث اعتلى النويهي منصة القاعة وبدأ بمقدمة ممتعة أثارت كل من كان في القاعة المكتظة بالسامعين واستشهد ببيت اعشى قيس الشهير :
وقد أمرّ على الحانوت يتبعني .......شاوٍ شلولٌ مشِلٌ شلشلٌ شوِلُ
ولكي يضفي التجسيد الحيّ ويقنع المتلقي ويخلب ألبابه ويشدّ انتباهه اليه وقف على خشبة المنصّة وهو يتمايل كالسكران فاقدا توازنَه ويميل يمنة ويسرة متمثِّلا صورة الاعشى الشاعر المخمور الذي دبّت الخمرة في أوصاله وهو يدندن : شاوٍ شلولٌ مشلٌ شلشلٌ شوِلُ .....حتى وقع استاذنا النويهيّ على ارضية الخشبة مغشيّا عليه -- أو هكذا خُيّل الينا -- فسارعنا انا ومجموعة من الطلبة لانهاضه ورفعه واعادته الى كرسيّه لكنه نَهَرَنا وواصل قراءة نماذج اخرى ، وايقنّا نحن الحاضرين انه أراد توصيل فكرته من خلال تقمّص شخصية الشاعر الذي لعبت الخمرة في عقله وجسده فكان هذا الناقد البارع ساحرا بحقّ وهو يوصل المعنى الى سامعيه حتى لو تعرض بدنه الى الأذى
ومن المفارقات التي لايمكنني نسيانها فقد تناهى الى اسماعنا ان نزار قباني /شاعر الغزل الجميل سيحلّ ضيفا على بغداد وسيقوم بإلقاء قصائده في قاعة الحصري فقد تأهب العشاق لترقّب ساعة وصوله للاستمتاع بحلاوة شعره ووشاع الخبر بين صفوف محبي الشعر في كل كليات ومعاهد جامعة بغداد وفعلا حضر شاعرنا الكبير متأبطا حقيبته الملأى بقصائده وبدأت الجموع تتسارع نحو كلية الآداب لحجز مقاعدها وسط الزحام الشديد
وما أن بدأ الشاعر بالظهور وقبل ان يلقي ايّ حرف من قريضه الآسر حتى علا التصفيق ترحيبا وتهليلا ، وبعد فترة قصيرة ساد الهدوء ترقّباً وظهر نزار واقفا ، وكم كانت المفاجأة صادمة حين بدأ بقراءة بعض من قصائد ديوانه " هوامش على دفتر النكسة " مذكّرا ايانا بأيام 5/ حزيران الكالحة وهو يعرّي حكامنا وشعوبنا بمأساتهم وخساراتهم وشجونهم وكأنه يحمل سوط الشعر ليجلد به ظهورنا ويظهر عيوبنا وانتكاساتنا ولم يجرؤ كل هذا الحشد الجالس والواقف ان يطلب منه شيئا من غزلياته فقد صدمتنا قصائده الموجعة التي لم نعتد عليها منه وما ان انتهت القراءات الشعرية عدنا محملين بخيبة بانت على وجوهنا بوضوح ولاسيما العشاق الذين كانوا يأملون من نزار ان يسعدهم بقصائده الغزلية الجميلة ويطير بهم الى مدن الاحلام والعشق حتى اخذ بعضنا يردد شطر بيت المتنبي بعد تحويرهِ : تجري الرياح بما لايشتهي الغزلُ

جواد كاظم غلوم
[email protected]



#جواد_كاظم_غلوم (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- كيف تفوز بالانتخابات النيابيّة ؟
- منظمات المجتمع المدني في العراق /مالها وماعليها
- قصيدة بعنوان - كأنّ السعْد أغمضَ ناظرَيه -
- معالم بغدادية فنية ثقافية لاتنسى/الجزء الخامس
- فذكّرْ إن نفعت الذكرى
- ليتنا لانشمُّ زناخة النفط
- ليتنا بلا زناخة النفط
- معالم ثقافية بغدادية لاتنسى/ الجزء الرابع/فرقة المسرح الفني ...
- معالم فنيّة بغدادية لاتنسى/ الجزء الثالث ( اسطوانات جقماقجي ...
- معالم ثقافيّة بغدادية لاتنسى/ الجزء الثاني (سينما غرناطة )
- عبقرية نطاسيّة عراقية في اليابان
- عندما تتأزمُ الشعوب
- غودو آتٍ لامحالة
- ثلاث قصائد : 1) حوادث مرورية ،2) صدْرٌ منشرح 3) كلماتٌ برفقة ...
- إنهم يشتمون الديمقراطية
- قصيدة بعنوان - غيضٌ من فيض -
- اغتيال العلمانية في تونس/ مَن الضحية بعد بلعيد والبراهمي ؟؟
- قصيدة بعنوان: لِمَن تحت قدميها الجنان
- تهميش النتاج الذهني وتهشيم العقل
- كرماء رمضان - بمناسبة حلول شهر الصوم -


المزيد.....




- سلاف فواخرجي تدفع المشاهدين للترقب في -مال القبان- بـ -أداء ...
- الطيران الإسرائيلي يدمر منزلا في جنوب لبنان (فيديو + صور)
- رئيس الموساد غادر الدوحة ومعه أسماء الرهائن الـ50 الذين ينتظ ...
- مجلس الأمن السيبراني الإماراتي يحذّر من تقنيات -التزييف العم ...
- -متلازمة هافانا- تزداد غموضا بعد فحص أدمغة المصابين بها
- ناشط إفريقي يحرق جواز سفره الفرنسي (فيديو)
- -أجيد طهي البورش أيضا-... سيمونيان تسخر من تقرير لـ-انديبندت ...
- صورة جديدة لـ -مذنب الشيطان- قبل ظهوره في سماء الليل هذا الش ...
- السيسي يهنئ بوتين بفوزه في الانتخابات الرئاسية
- الفريق أول البحري ألكسندر مويسييف يتولى رسميا منصب قائد القو ...


المزيد.....

- تاريخ البشرية القديم / مالك ابوعليا
- تراث بحزاني النسخة الاخيرة / ممتاز حسين خلو
- فى الأسطورة العرقية اليهودية / سعيد العليمى
- غورباتشوف والانهيار السوفيتي / دلير زنكنة
- الكيمياء الصوفيّة وصناعة الدُّعاة / نايف سلوم
- الشعر البدوي في مصر قراءة تأويلية / زينب محمد عبد الرحيم
- عبد الله العروي.. المفكر العربي المعاصر / أحمد رباص
- آراء سيبويه النحوية في شرح المكودي على ألفية ابن مالك - دراس ... / سجاد حسن عواد
- معرفة الله مفتاح تحقيق العبادة / حسني البشبيشي
- علم الآثار الإسلامي: البدايات والتبعات / محمود الصباغ


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - دراسات وابحاث في التاريخ والتراث واللغات - جواد كاظم غلوم - معالم بغدادية ثقافية لاتنسى/ الجزء السادس