أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - جواد كاظم غلوم - زيّنوا بغداد بالفنّ الغرافيتي














المزيد.....

زيّنوا بغداد بالفنّ الغرافيتي


جواد كاظم غلوم

الحوار المتمدن-العدد: 4337 - 2014 / 1 / 17 - 19:04
المحور: الادب والفن
    


كم نشعر بالكدَر حين تصدمُ انظارَنا هذه الكتل الهائلة من الصبّات الكونكريتية في عاصمتنا الحبيبة بغداد والتي يسميها البعض تندّرا واستهجانا وسخرية بالمسلاّت البابلية فأقول في نفسي ؛ ما الضير لو قام شبابنا فنانو الرسم الغرافيتي بتزيين تلك الجدران بالرسومات وتجميلها بالالوان طالما هي باقية مابقيت الظروف الامنية على حالها دون ايّ تحسن ملموس وبقاؤها منتصبة في الشوارع والأحياء شيء لابدّ منه للحفاظ على ارواح الناس وممتلكاتهم ومنع الخروقات الامنية كما يدّعي المسؤولون في وزارة الداخلية
ولعل الكثير من البغداديين يتذكر رسومات الجدران التي قام بها فنانونا الطلبة في اكاديمية الفنون الجميلة خلال سنوات التسعينات من القرن المنصرم اذ استوحوا ابداعاتهم من البيئة التراثية العراقية حين قاموا بتجميل جدران الاكاديمية وكانت رسوماتهم ملفتة للنظر حقا وتدهش المارة والعابرين لجماليتها وحسن صنعتها لكونها كانت تحاكي الموروث العراقي في رسومات الابواب وتصاميم الدور العريقة وإرثها الزاخر بالجمال والزينة
فالرسم الغرافيتي فن قريب جدا من هموم الانسان ، يعيش معه في الشارع ويعبّر عن تطلعاته ويستلهم رؤاه من اوضاع المجتمع وما يلاقيه الانسان من ظواهر غير سليمة فيرصدها الفنان ويُظهرها للعيان دون ان تقبع رسوماته في صالة عرض او غاليري مغلق الاّ على النخبة من المثقفين والفنانين ؛ فكل واجهةٍ امامه هي مبتغاه ليقول ويعبّر عما يريد وكل حائط يبرز هي لوحته وصديق فرشاته وألوانه وطالما كان هذا الفن احد وسائل الاحتجاج ، ليس في الوطن العربي فحسب بل في العالم كله وقد برز اكثر خاصةً بعد عصفت رياح الربيع العربي اذ ظهرت مجموعة من الشباب الهواة تعبر عما يجول في خواطرهم رسوما على الواجهات البارزة مستلهمين افكارهم من الازمات السياسية والاجتماعية والاخلاقية التي تزخر بها شعوبنا ؛ لكن المؤسف ان بعض صغار الفنانين غير مكتملي النموّ الفني أخذوا يرسمون خربشات على الجدران تجاورها ألفاظ نابية وعملوا على تشويه معالم المدن مثلما حدث في مصر مؤخرا وخاصة في القاهرة والاسكندرية بعد اندلاع ثورة 25/ يناير مما ازعج المسؤولين من الكادر البلدي مع ماترافق من احتجاجات وتجمعات جماهيرية مما اضطرت السلطات المصرية الى الشروع بإصدار قوانين لتجريم كل من يمارس الرسم الغرافيتي وحبسه اربع سنوات بذرائع الاساءة الى العمران وتخريب معالم المدن مما يحرم الشباب المصري من التعبير عن همومهم وحاجاتهم . لكننا رأينا العكس في بيروت حيث انتشرت الرسومات الغرافيتية بتنسيق رائع وغطت على الاسطح الكالحة الصماء والجدران التي تتطلب اضافة لمسات فنية وألبستها حللا من الجمال مزينة بألوان ساحرة حتى ليشعر السائح والجائل بانه وسط متحف من اللوحات الجدارية التي تُشعر الانسان بالهناء والراحة لأنها رسمت بعناية ولامست ارواح فناني الغرافيت المتمرسين وكلها مستوحاة من البيئة وتحاكي الإرث اللبناني المتعدد الالوان وبالاخصّ الفينيقي
فلنجعل من بغداد حاضنة للفن الغرافيتي أسوة لما موجود في بيروت ومدن مصر الكبيرة طالما بقيت الاعمدة والجدران الكونكريتية الكريهة تصدم انظارنا وتحجب احياءنا عن بعضها البعض وتضيق بشوارعنا مما يبعث الاختناق في صدورنا وياحبذا لو شمّرت امانة بغداد عن سواعدها وعملت بالتنسيق مع بعض الفنانين الضليعين بالفن الغرافيتي على اكساء العوارض الكونكريتية الصمّاء برسومات زيتية وألوان تبعث البهجة والسعادة للناظرين وتضفي شيئا من الجمالية والراحة النفسية لنبعد ولو قليلا عن اجواء الكدَر والحزن اذا كان من غير الممكن ازالتها للضرورات الامنية فلا مانع من استغلالها والعمل على تزيينها بدلا من ان تقف كالأصنام الكريهة وسط عاصمتنا التي كانت يوما ما قبلة الجمال ومقصد الباحثين عن الرقيّ الحضاري ، فما اجمل الفن لو غادر الصالونات الخاصة بالنخب الثقافية وخرج من شرنقة القاعات والغاليريهات ومراسم الفنانين التي يرتادها الفنانون ورعاة الابداع حصرا ليخرج الى الشارع ويحاور الناس ويجول مع العامّة ويظهر للعيان امام مرأى الجميع دون النظر الى مستوياتهم الثقافية

جواد غلوم
[email protected]



#جواد_كاظم_غلوم (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- قصيدة نثر - المالُ والمُجون -
- هل الحورُ العين فائقات الجمال ؟!
- حلولٌ جنسيّة لرجالنا الفحول
- انحسارُ الثقافة في العراق
- معالم بغدادية ثقافية لاتنسى/ الجزء السادس
- كيف تفوز بالانتخابات النيابيّة ؟
- منظمات المجتمع المدني في العراق /مالها وماعليها
- قصيدة بعنوان - كأنّ السعْد أغمضَ ناظرَيه -
- معالم بغدادية فنية ثقافية لاتنسى/الجزء الخامس
- فذكّرْ إن نفعت الذكرى
- ليتنا لانشمُّ زناخة النفط
- ليتنا بلا زناخة النفط
- معالم ثقافية بغدادية لاتنسى/ الجزء الرابع/فرقة المسرح الفني ...
- معالم فنيّة بغدادية لاتنسى/ الجزء الثالث ( اسطوانات جقماقجي ...
- معالم ثقافيّة بغدادية لاتنسى/ الجزء الثاني (سينما غرناطة )
- عبقرية نطاسيّة عراقية في اليابان
- عندما تتأزمُ الشعوب
- غودو آتٍ لامحالة
- ثلاث قصائد : 1) حوادث مرورية ،2) صدْرٌ منشرح 3) كلماتٌ برفقة ...
- إنهم يشتمون الديمقراطية


المزيد.....




- أحمد عز ومحمد إمام.. قائمة أفلام عيد الأضحى 2024 وأفضل الأعم ...
- تيلور سويفت تفاجئ الجمهور بألبومها الجديد
- هتستمتع بمسلسلات و أفلام و برامج هتخليك تنبسط من أول ما تشوف ...
- وفاة الفنان المصري المعروف صلاح السعدني عن عمر ناهز 81 عاما ...
- تعدد الروايات حول ما حدث في أصفهان
- انطلاق الدورة الـ38 لمعرض تونس الدولي للكتاب
- الثقافة الفلسطينية: 32 مؤسسة ثقافية تضررت جزئيا أو كليا في ح ...
- في وداع صلاح السعدني.. فنانون ينعون عمدة الدراما المصرية
- وفاة -عمدة الدراما المصرية- الممثل صلاح السعدني عن عمر ناهز ...
- موسكو.. افتتاح معرض عن العملية العسكرية الخاصة في أوكرانيا


المزيد.....

- صغار لكن.. / سليمان جبران
- لا ميّةُ العراق / نزار ماضي
- تمائم الحياة-من ملكوت الطب النفسي / لمى محمد
- علي السوري -الحب بالأزرق- / لمى محمد
- صلاح عمر العلي: تراويح المراجعة وامتحانات اليقين (7 حلقات وإ ... / عبد الحسين شعبان
- غابة ـ قصص قصيرة جدا / حسين جداونه
- اسبوع الآلام "عشر روايات قصار / محمود شاهين
- أهمية مرحلة الاكتشاف في عملية الاخراج المسرحي / بدري حسون فريد
- أعلام سيريالية: بانوراما وعرض للأعمال الرئيسية للفنان والكات ... / عبدالرؤوف بطيخ
- مسرحية الكراسي وجلجامش: العبث بين الجلالة والسخرية / علي ماجد شبو


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - جواد كاظم غلوم - زيّنوا بغداد بالفنّ الغرافيتي