أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - جواد كاظم غلوم - هل أوقفَ الربيعُ العربيّ زحفَه














المزيد.....

هل أوقفَ الربيعُ العربيّ زحفَه


جواد كاظم غلوم

الحوار المتمدن-العدد: 4457 - 2014 / 5 / 19 - 15:15
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    



على الرغم مما يقال الان بان الربيع العربي اوشك على نهايته وانه يعدّ العدّة لوضع اخر مسمار في نعشه لكن المؤشرات والاوضاع المضطربة في عموم الاقطار العربية تشير الى انه لازال في بدايته ولم ينتهِ أو يمتْ مع انه ينقصه التحضير المسبق لايجاد البديل الحاكم المؤمن بالحرية والقائم على تثبيت دعائم واسس مجتمع مدني ، على عكس ماجرى في بعض دول اوروبا الشرقية ودول بحر البلطيق بعد انهيار الشيوعية وتفتيت الاتحاد السوفياتي اذ سرعان مااستقرت تلك البلدان التي فكّت أسارها من شباك الكتلة الشرقية ونجحت دول حلف وارشو من الانفلات وأسست بديلا ديمقراطيا مرْضِيا في غضون عقد واحد من السنين
ومع ان بعض الشعوب العربية تشهد انتكاسات لثوراتها التي بدأت مع مطلع تفجّر الربيع العربي العام /2011 بسبب عدم وجود نخب سياسية صادقة وعازمة على التغيير ؛ فما ظهر في الغالب الاعمّ هم امراء حرب وبلطجية وقادة مليشيات ومقاتلون يرفعون سلاحهم علانيةً ، اضافة الى افتقادنا لمؤسسات مجتمع مدني سليم قادر على احداث تغييرات جذرية في مرحلة مابعد الثورات اضافة الى الصراعات الجمّة بين الاسلام السياسي المتفذ اقليميا ودوليا والمدعوم من قبل الجماهير العريضة التي لاتفقه اهمية التغيير والسعي المنشود نحو واحة الحرية بسبب الجهل والاميّة العائمة في صفوف جماهيرنا المضللة من قبل زعماء ركبوا موجة الاسلمة ومارسوا خداع الملأ الكبير والتي ترى في الاسلام الحلّ الاوحد وبين القوى الليبرالية الفتيّة في بلادنا العربية التي تسعى لإحداث تغييرات جذرية في بنية أرضنا العربية لكنها بقيت عاجزة عن اقناع تلك الجماهير العريضة نظرا لتفشي الجهل والامية وقلة الادراك باهمية احداث مجتمع مدني حرّ وممارسة ديمقراطية حقيقية مع ان العيب ليس في تقديم حلول مدنية معاصرة وانما صعوبة التحضير المسبق للحرية في دول رسخت فيها الديكتاتورية عقودا طويلة
ليت قياديي الربيع العربي وجماهيره ينظرون الى تجربة شعوب اوربا الشرقية التي مرت بظروف مشابهة تقريبا لما مرّت به بلداننا التي شهدت بزوغ الربيع العربي فيها ، فهذه الشعوب التي كانت تابعة للكتلة الشرقية سرعان مااستقرّت بعد ان تمّ انتخاب حكومات ديمقراطية وبدأت تظهر وتنمو بدءا من العام 1990 لانها ببساطة امتلكت البديل المناسب القادر على ادارة دفّة الحكم والتغيير واقناع الناس بقبوله ومساندته مثلما حصل في هنغاريا وبولندا وتشيكيا وسلوفاكيا وقسم من دول البلطيق ، وكان حريٌّ بنا ان ناخذ العظة والعبرة ممن سبقنا الى ترسيخ الحرية وتثبيت دعائم مجتمع جديد على انقاض الديكتاتورية التي أثقلت كاهلنا امدا غير قصير
ونظرا للضعف الواضح في هيكلية بنية الليبرالية ووجود زعماء منهم يميلون حدّ العمى الى نظم الغرب غير عابئين بخصوصيات مجتمعنا العربي فقد أضاعوا ثقة الجماهير وفقدوا المصداقية مع الجماهير فاستغل الاسلام السياسي هذه الحالة وقاد عربة الثورة وفاز بصيغ انتخابية وبصناديق الاقتراع لكنه لم يستطع الوصول الى مانهدف حتى من ابسط سبل العيش السليم كما جرى في مصر مما حدا بالجماهير الى اعلان احتجاجاتهم ووصل الامر الى ازاحة نظام محمد مرسي ذي التوجه الاسلامي ومعظم حاشيته من الاخوان المسلمين بسبب تفاقم المشكلات الاقتصادية ووصولها الى أشدّها وتصاعد الازمات الى مستويات يصعب القبول بها مثلما حدث في تونس ايضا حيث تم سحب البساط من دعاة الاسلمة تمهيدا لاقامة مجتمع مدني سليم في المقبل القريب
أظنّ ان ربيعنا العربي لايهدأ حتى يأتي أكله حتى وان مرّ بظروف عصيبة جدا كما يجري الان في سوريا وفي ليبيا وفي مصر واليمن فتركة الديكتاتورية ومخلفاتها اثقل كثيرا مما نتصوّر وتحتاج لسنين طويلة لازاحة ركام تخلفها الهائل كما ان بقية جراثيم تلك الديكتاتورية أخذت تنسلّ بين فينة واخرى في جسد الكيان العربي المتعب لتعيث به فسادا وإفسادا وتقعده عن ممارسة دوره في النهوض والسير نحو واحة الحرية المنشودة وهناك من العثرات والمطبّات الكثير وعليه ان يردمها وتسوية مساره لكنه يصيبه السقم جراء هذه الجراثيم العالقة فيه وليت هذا الجسد المنهك يأوي الى غرف العناية المركّزة لتعمل على تطبيبه نخبٌ بديلة لاتعبأ بمصالحها الضيقة الخاصة ويبدو ان هذا الفريق من النخب البنّاءة التي نريدها لم تتشكّل بعد وماعلى الربيع العربي سوى الاستمرار في مشواره فالطريق مازال طويلا وابعد مما نظنّ مع كثرة التضحيات والخسارات في الموارد البشرية والبنى التحتيه ونحن الان في بدايات خطوات السباق ، لكننا سنصل حتما فطريق الحرية والامل بدأ بخطوة واحدة تتبعها خطى اخرى اكثر عزما وأقلّ عددا في التضحيات



#جواد_كاظم_غلوم (هاشتاغ)      



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- حاشيةٌ ومستشارون
- نوّاب البرلمان العراقيّ أمسِ واليوم
- ممنوعٌ الدخول
- قصةٌ قصيرة بعنوان (سيرةٌ لمحزون يُدعى جبر )
- لماذا نحفرُ في الماضي لنردمَ الحاضرَ والمستقبل
- الحبّ يصنعُ السلام
- قصيدةٌ بعنوان ( أيّها العمْر )
- CV لجسدٍ متعبٍ يبحثُ عن وظيفةٍ في مشفى
- مباذلُ السلطة المطلقة وصولجان السلطان
- أهزوجةٌ مصابةٌ باليأس
- شكرا لزيارتك ساعي البريد
- انطباعات عن الشعر الإيرانيّ الحديث
- الانسان الحرباء
- زيّنوا بغداد بالفنّ الغرافيتي
- قصيدة نثر - المالُ والمُجون -
- هل الحورُ العين فائقات الجمال ؟!
- حلولٌ جنسيّة لرجالنا الفحول
- انحسارُ الثقافة في العراق
- معالم بغدادية ثقافية لاتنسى/ الجزء السادس
- كيف تفوز بالانتخابات النيابيّة ؟


المزيد.....




- تناول حفنة من التراب باكيًا.. شاهد ما فعله طفل فلسطيني أمام ...
- الإعصار -إيريك- يضرب سواحل المكسيك برياح قد تصل سرعتها إلى 2 ...
- إسرائيل - إيران: أسبوع من المواجهة.. وحرب استنزاف في الأفق! ...
- الحرب بين إيران وإسرائيل: تهز أسعار النفط.. وضربة قاسية للسي ...
- علي شمخاني: من هو مستشار خامنئي الذي أُعلِن مقتله، ثم أرسل ل ...
- الحرب مع إسرائيل والداخل الإيراني: هل تكرّس سيطرة النظام أم ...
- إسرائيل تغتال قائدًا ميدانيًا لحزب الله في جنوب لبنان.. من ه ...
- الحياد المستحيل.. الأردن والسعودية في صراع إيران وإسرائيل
- ألمانيا - ارتفاع طفيف في عدد السكان وتزايد عدد الأجانب مقابل ...
- إيمانويل ماكرون يعلن تقديم فرنسا مع ألمانيا وبريطانيا -عرض ت ...


المزيد.....

- كذبة الناسخ والمنسوخ _حبر الامة وبداية التحريف / اكرم طربوش
- كذبة الناسخ والمنسوخ / اكرم طربوش
- الازدواجية والإغتراب الذاتي أزمة الهوية السياسية عند المهاجر ... / عبدو اللهبي
- في فوضى العالم، ما اليقينيات، وما الشكوك / عبد الرحمان النوضة
- الشباب في سوريا.. حين تنعدم الحلول / رسلان جادالله عامر
- أرض النفاق الكتاب الثاني من ثلاثية ورقات من دفاتر ناظم العرب ... / بشير الحامدي
- الحرب الأهليةحرب على الدولة / محمد علي مقلد
- خشب الجميز :مؤامرة الإمبريالية لتدمير سورية / احمد صالح سلوم
- دونالد ترامب - النص الكامل / جيلاني الهمامي
- حَرب سِرِّيَة بَين المَلَكِيّات وَالجُمهوريّات 3/4 / عبد الرحمان النوضة


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - جواد كاظم غلوم - هل أوقفَ الربيعُ العربيّ زحفَه