أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - جواد كاظم غلوم - نعم انتخبوا السيد الرئيس المُقْعَد














المزيد.....

نعم انتخبوا السيد الرئيس المُقْعَد


جواد كاظم غلوم

الحوار المتمدن-العدد: 4479 - 2014 / 6 / 11 - 12:37
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


نعم انتخبوا السيّد الرئيس المُقْعَد


كم هزئتُ بالتعليقات غير المنصفة والتصريحات المثيرة للسخرية حقا والتي كثرت في وسائل الاعلام حينما تمّ انتخاب الرئيس الجزائري عبد العزيز بو تفليقة رئيسا للجمهورية الجزائرية بولاية رابعة بحصوله نسبة واحد وثمانين ونصف بالمئة من اصوات الناخبين مكتسحا الساحة السياسية الجزائرية ومتفوّقا على منافسيه ليتبوأ رئاسة بلد المليوني شهيد مع انه قارب الثمانين عاما ويعاني متاعب صحية في جسده المتعب والطريف في الامر ان الرجل حقّق فوزاً ملفتاً حاسماً بفرقٍ واضح عن منافسيه مع انه لم يشارك في حملته الانتخابية بسبب أوضاعه الصحية التي بدأت تتردى رغم العلاجات المتكررة في المشافي الفرنسية
هذه الرجل الامازيغي المنبت والمحتد الذي التحق بصفوف جيش التحرير الوطني الجزائري وهو لم يكمل دراسته الثانوية وكان عمره آنذاك تسعة عشر عاما ، هذا السياسي المقاتل معروف بخبرته السياسية العريقة مذ ان مثّل الجزائر في المحافل الدولية وزيرا للخارجية الجزائرية ردحا طويلا من الزمن ويعرفه الاشقاء الجزائريون يوم اعلن محاربته للارهاب الاعمى الذي اكتسح الجزائر وكاد ان يطيح بها لولا حنكته السياسية البارعة في التصدي للمقاتلين الذين عاثوا قتلا وفسادا في المدن حتى توغلوا الى صحاريها المترامية الاطراف اذ لاحقهم وطهّر البلاد من الارهاب والقتل الذي أهلك وعوّق العديد من ابناء الجزائر ، كما عمل على الارتقاء بالاقتصاد وأوصل شعبه الى مستويات مُرضية في الرفاه المعيشي والتقليل من نسبة البطالة وتحسين مستوى الدخل للعائلة الجزائرية
وبقي هذا الرجل مخلصا لبلاده ايّما اخلاص حتى انه نسي نفسه ولم يقترن بشريكة حياته ولم يتزوج الاّ متأخرا جدا بعد تجاوزه الخمسين وبقيت الجزائر بيته الكبير ، ومواطنوه اضحوا ابناءه الصغار وأشقّاءه ؛ يعيش ويمرح بينهم سعيدا بما قدّم ولم يمدّ يده خارج الحدود مستجدياً المعونات ولم يرضخ للمؤثرات والتدخلات الاجنبية ولم يكن يوما ما اداة طيعة لهم وذنَبا ساما من أذنابهم
اضافة الى طهارة يده ونقاء قلبه اذ لم يؤشر عليه طيلة مدة رئاسته التي امتدت منذ سنة /1999 ومازالت مستمرة حتى الوقت الحاضر اية مظاهر فساد مالي او اداري وبقي موضع ثقة اهله ومحبّيه ؛ فكيف لايرقى الى الرئاسة مجددا ؟؟ ومتى كانت الإعاقة الجسدية حاجزا ومانعا من ان يتبوّأ مناضل جدير بالاحترام والتقدير مثل الرئيس النزيه اليد ، العفيف عن المال الحرام السيّد بوتفليقة !!
فالاعاقة الحقّة هي اعاقة القلب والعقل والجزائريون الان لايريدون بهلوانا قويّ الساق يتقافز هنا وهناك في غابة السياسة وأغصانها المتفرعة ، ومانفع سياسي صحيح الجسم هزيل العقل يخفق قلبه طمعا لنيل مآرب خاصة ومنافع ذاتية له ولمريديه وحاشيته ومستشاريه ومقرّبيه ويهمل شعبه الذي هو بأمسّ الحاجة اليه ؟؟
يذكرني هذا الفوز الساحق الذي حظي به بوتفليقه قبل اقلّ من شهرين بالرئيس الاميركي المعاق فرانكلين روزفلت من الحزب الديمقراطي الذي أحبّ شعبه وبادله شعبه نفس الحبّ حينما انتخب رئيسا للولايات المتحدة في سنة / 1932 رغم عوقهِ الشديد حيث اصيب بالشلل عام/ 1921 وقد فعل وهو في مقعده المتحرك بما لايفعله عشرة رجال اشدّاء – على حدّ قول الاميركيين انفسهم – وقاد بلاده في احلك الظروف خلال فترة الكساد الاقتصادي الذي عانت منه اميركا في فترة رئاسته اوان الثلاثينات من القرن المنصرم ونجح في تجاوز المحنة الاقتصادية واعتزازا بفضله تمّ ترشيحه لثلاث دورات انتخابية ورأس اميركا لمدة 12 عاما حافلة بالانجازات الكبيرة ولم يثنِهِ كرسيّه المتحرك عن تشغيل عقلهِ وابتكار الحلول الناجعة لتخليص البلاد من الركود الاقتصادي التي عانت منه اميركا في عهدهِ
يعرف الجزائريون ان الرئيس بوتفليقة لم يكن ديكتاتوريا منذ استلم زعامة البلاد لمدة 15 عاما تكلّلت بانجازات ملموسة على الصعيد الاقتصادي وتنمية البلاد من الموارد النفطية وكسر شوكة الارهاب الذي عصف بالبلاد وتحسين مدخولات الفرد الجزائري ثلاثة اضعاف عمّا كانت قبل حكمهِ إضافة الى ان بلاده كانت بمنأى عن رياح الربيع العربي الخانقة وويلاتها مثلما حصل في جارتيها تونس وليبيا نظرا لوجود حيّز ديمقراطي مقبول نسبيا مقارنة بما موجود في دول الشمال الافريقي المتاخمة لها وقد ادرك الاخوة الجزائريون هذه الحالة فشمّروا عن سواعدهم واشاروا بأصابعهم البنفسجية الى هذا المُقعد النزيه ليجعلوه رئيسا لدورة انتخابية رابعة مادام يمتلك عقلا منشغلا بتدبير حلول ناجحة للازمات التي قد تصيب بلادهِ وقلبا ينبض بحبّ الجزائر أرضا وشعبا
نعم انهم يريدون عقلا مفكّرا باحثا عن حلول حتى لو أقام في جسد مقعد ، فما الذي فعله أسوياء الجسد وأصحّاء البدن اذا كان عقلهم لايفكّر الاّ في منافعه الشخصية

جواد غلوم
[email protected]




#جواد_كاظم_غلوم (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- انقذوا مسرح الرشيد ، نقولها للمرّة الألف
- المعوّقون في أرض السّواد
- هل أوقفَ الربيعُ العربيّ زحفَه
- حاشيةٌ ومستشارون
- نوّاب البرلمان العراقيّ أمسِ واليوم
- ممنوعٌ الدخول
- قصةٌ قصيرة بعنوان (سيرةٌ لمحزون يُدعى جبر )
- لماذا نحفرُ في الماضي لنردمَ الحاضرَ والمستقبل
- الحبّ يصنعُ السلام
- قصيدةٌ بعنوان ( أيّها العمْر )
- CV لجسدٍ متعبٍ يبحثُ عن وظيفةٍ في مشفى
- مباذلُ السلطة المطلقة وصولجان السلطان
- أهزوجةٌ مصابةٌ باليأس
- شكرا لزيارتك ساعي البريد
- انطباعات عن الشعر الإيرانيّ الحديث
- الانسان الحرباء
- زيّنوا بغداد بالفنّ الغرافيتي
- قصيدة نثر - المالُ والمُجون -
- هل الحورُ العين فائقات الجمال ؟!
- حلولٌ جنسيّة لرجالنا الفحول


المزيد.....




- في اليابان.. قطارات بمقصورات خاصة بدءًا من عام 2026
- وانغ يي: لا يوجد علاج معجزة لحل الأزمة الأوكرانية
- مدينة سياحية شهيرة تفرض رسوم دخول للحد من أعداد السياح!
- أيهما أفضل، كثرة الاستحمام، أم التقليل منه؟
- قصف إسرائيلي جوي ومدفعي يؤدي إلى مقتل 9 فلسطينيين في غزة
- عبور أول سفينة شحن بعد انهيار جسر بالتيمور في الولايات المتح ...
- بلغاريا: القضاء يعيد النظر في ملف معارض سعودي مهدد بالترحيل ...
- غضب في لبنان بعد فيديو ضرب وسحل محامية أمام المحكمة
- لوحة كانت مفقودة للرسام غوستاف كليمت تُباع بـ32 مليون دولار ...
- حب بين الغيوم.. طيار يتقدم للزواج من مضيفة طيران أمام الركاب ...


المزيد.....

- في يوم العمَّال العالمي! / ادم عربي
- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - جواد كاظم غلوم - نعم انتخبوا السيد الرئيس المُقْعَد