أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - سعدي عباس العبد - حياة فائضة , تتكرّر كلّ ثلاثين يوما














المزيد.....

حياة فائضة , تتكرّر كلّ ثلاثين يوما


سعدي عباس العبد

الحوار المتمدن-العدد: 4489 - 2014 / 6 / 21 - 13:18
المحور: الادب والفن
    



حياة فائضة , تتكرّر كلّ ثلاثين يوما

___________________

• ....هذا انا .. ولكن اين هي الحياة , انا هنا , والحياة هناك ... ها انا ذا , وحدي احيا
• بلا حياتي .. حياتي الحميمة التي تعود ليّ وحدي , وحدي تماما ,
• حانات بغداد , هي على نحو ما , حياتي ... المقاهي هي ايامي التي عشتها بكل عنفوان النسور
• ايامي المشمسة في الغابات , .. اقصد حانة الغابات .. تأكلت شيئا فشيئا , .. تلك الحانات المهدّمة
• هي انا .. سنواتي الماضية التي كنت اعدّها على اصابع الحياة , سنة فسنة , حتى اكتملت دورتها
• وغدت مقاه وحانات وحدائق .... الاشياء الحميمة جدا : امّي , صديقتي ن , مبنى جريدة ط ,
• مسرح ش , مقهى ل , شارع الهوى , حديقة النساء , حانة الروابي , كلّها غدت محض انقاض
• انقاض ذكريات , غدت علامات تشير إلى انّ الحياة كانت هناك .. سريعة مرّت هي الحياة , اقصد
• حياتي التي لم تعّمر طويلا , .. حياتي التي مرّت على سواحلها , حروب وعاهات وانتكاسات
• وخسارات .. حياتي التي هي على نحو ما , وطن ونساء , وعطر , وقمصان مقلّمة , وحانات
• وصباحات ندى وفراشات وضفائر مراهقات حالمات , في مقتبل الرومانسية والهوى , وعاشقات
• صباحات تتسلل عبر نوافذ النساء ونوافذ فيروز ومشاكسة الاطفال وشيطنة المراهقين ..لم يبق من
• كلّ تلك الاشياء , وسواها , غير غبار انقاض , .. غير ملامح جندي تلوح من بعيد , غائمة , جندي
• كان عمره سبعة ايام , عمر يتكرّر كلّ ثلاثين يوما , في دورة مغلقة حول الحرب والبراري , دورة
• حافلة بالدخان والسكر والتبغ والتسكع . , دورة امدها ساعات شاقة من القصف والجراح والشظايا
• ولوعات الروح والعظام ونبض الذكريات .. دورة تبتدأ من صباحات القنابل .. قبل انّ تستيقظ
• الجراح , .. قبل انّ تتصاعد اصوات البنادق راكضة تباري الريح .. وتنتهي قبل انّ ترسو التوابيت
• عند مرافىء الامهات ..قبل انّ تحل الشمس ضفائرها , نكون نحن الجنود قد ركبنا الموجة ,
• مبحرين فوق الغيم والنسيان .. فيما الحياة هناك , تمشط ايام الامهات , باصابع من اللاعودة
• باصابع من اللاجدوى .. هي الحياة ذاتها , تعود بكامل ملامحها ودورتها السالفة , دورتها التي
• عرضها السماء والخيبة , تعود مخبئة في صناديق العتاد , صناديق الغزاة , تعود مع بريد الجنرال
• الاميركي , تعود مشرورة على حبل غسيل الذكريات ..هي الحياة ذاتها تنشر غسيلها على حبل
• سطوح الحكومة .. الحكومة التي احالت حياتي إلى ركض مستمر , اركض والعشاء خبّاز .. ,
• كنت فيما مضى , قبل ايقاد حطب الحرب في منقلة الجثث , اجمع رسائل الغرام التي كنت كتبتها
• قبل الحرب , مرفقة بصور الحبيبة الوحيدة , واودعها في بريد المحلّة , ..كنت اكتب اكثر من
• رسالة في الساعة , وعليك انّ تتخيّل كم هو عدد الرسائل في اليوم .. اكتب ملهوفا شغوفا , كما
• لو اني اؤدي واجبا مقدسا , او كما لو إني امثل دور البطولة في فيلم غرام .. فيلم لا ناقة ليّ فيه
• ولا جمل .. تلك حياة غرامية , عشتها فصلا فصلا او بمعنى اكثر غراما , تذوقتها قبّلة قبّلة .. كما
• يحدث في المسلسلات التركية المدبلجة .. ولكن ماجدوى كلّ تلك الحياة التي ضاعت او مرّت او قصفها البرابرة او تبدّلت .. عبثا احاول انّ اهيل على روحها رذاذ الحياة , مثقل بالموت هو الماضي
• .. الماضي جثث الوقت , وغرقى النهر , هل يعود الموتى من صمتهم , الموت منفى في بلاد
• النسيان ..كلّ الذين كانوا سببا مباشرا في خراب حياتي , سيغادرون مسرح الحياة , مهما طال
• الزمن .. ولن يتذكّرهم احد ..سيطفون كطحالب يابسة على سطح بركة النسيان .. واذا ما منحني
• الرب سنوات , سنوات فائضة لديه.. اتقوت بها .. واذا ما قرّر الرب او اغوته رغبة ما , في انّ
• يميتهم مبكّرا , ساكون شاهدا ثملا على جنائزهم , وربما ساضحك كثيراذا ما تذكّرت كيف كانوا
• يلاحقون السكارى بذريعة النهي عن المنكر .. وربما اذا ما تعتني السكر سأخسف بهم القبور
• هذا اذا ما منحني الرب , الفائض لديه من السنوات .. فهو لديةالعديد منها .. ماذا يفعل بها
• قطعا لا تؤثر على استمراريته , فهي في نهاية الامر , سنوات فائضة , ليس الا ..
• سنوات لم تغيير من حقيقة كونه الرب الابدي .. ولكني اشك انّ يرفق بي .. فانا , في حساباتي
• وليس حساباته , رجل سكير , او محض نملة بشرية او على هيئة بشر .. لم تشكل خطرا على
• ديمومة الاشياء ..



#سعدي_عباس_العبد (هاشتاغ)      


ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- نص الوجع : بلا بغداد , حياتي لا تساوي فلسا
- نص الاسكافي : نبذة عن حياة الأحذية
- نص الدواعش : احفاد التتار
- كتابة خارج النص : خارج الحلُم
- سيرة الركاع : ابي
- المثقف العرضحالجي : كاتب العرائض الحكومي
- اللاجدوى من الله : علمتنا ان نموت وقوفا او مشيا في الشوارع
- الكتابة حياة ضائعة : عبد الملك نوري انموذجا
- محاولة في التأمل : العقل العراقي الشعبي في اجازة
- كلّهم زائلون إلاّ وجهك يا وطني
- شحيحة هي المدن التي لم يطالها الخراب
- مرثية الحياة .. او الرفيق فهد : ما بقي من الحياة الطائرة
- في انتظار غوتو العراقي
- الروائي والمغنّي : رحلة البحث عن الشهرة والمال والجمال
- النشر في الصحافة الورقية : الاقربون اوّلى بالمعروف
- المالكي في طؤيقه الى الولاية الثالثة
- الكاتب : نصوص تبحث عن قارىء
- مقطع من نص طويل : الاسئلة والمعنى
- اربع سنوات عجاف قادمة في الطريق
- مقطع من مقال طويل : حياة واحدة لا تكفي


المزيد.....




- عراقيان يفوزان ضمن أفضل مئة فنان كاريكاتير في العالم
- العربية في اختبار الذكاء الاصطناعي.. من الترجمة العلمية إلى ...
- هل أصبح كريستيانو رونالدو نجم أفلام Fast & Furious؟
- سينتيا صاموئيل.. فنانة لبنانية تعلن خسارتها لدورتها الشهرية ...
- لماذا أثار فيلم -الست- عن حياة أم كلثوم كل هذا الجدل؟
- ما وراء الغلاف.. كيف تصنع دور النشر الغربية نجوم الكتابة؟
- مصر تعيد بث مسلسل -أم كلثوم- وسط عاصفة جدل حول فيلم -الست-
- ترحيل الأفغان من إيران.. ماذا تقول الأرقام والرواية الرسمية؟ ...
- الإعلام الغربي وحرب الرواية بغزة: كيف كسرت مشاهد الإبادة الس ...
- أطروحة دكتوراة عن أدب سناء الشعلان في جامعة الأزهر المصريّة


المزيد.....

- دراسة تفكيك العوالم الدرامية في ثلاثية نواف يونس / السيد حافظ
- مراجعات (الحياة الساكنة المحتضرة في أعمال لورانس داريل: تساؤ ... / عبدالرؤوف بطيخ
- ليلة الخميس. مسرحية. السيد حافظ / السيد حافظ
- زعموا أن / كمال التاغوتي
- خرائط العراقيين الغريبة / ملهم الملائكة
- مقال (حياة غويا وعصره ) بقلم آلان وودز.مجلةدفاعاعن الماركسية ... / عبدالرؤوف بطيخ
- يوميات رجل لا ينكسر رواية شعرية مكثفة. السيد حافظ- الجزء ال ... / السيد حافظ
- ركن هادئ للبنفسج / د. خالد زغريت
- حــوار السيد حافظ مع الذكاء الاصطناعي. الجزء الثاني / السيد حافظ
- رواية "سفر الأمهات الثلاث" / رانية مرجية


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - سعدي عباس العبد - حياة فائضة , تتكرّر كلّ ثلاثين يوما