أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - سعدي عباس العبد - نص الاسكافي : نبذة عن حياة الأحذية














المزيد.....

نص الاسكافي : نبذة عن حياة الأحذية


سعدي عباس العبد

الحوار المتمدن-العدد: 4487 - 2014 / 6 / 19 - 07:46
المحور: الادب والفن
    




• .. تعبر الحذاء , فناء الدار . تمشي فوق الشارع المعبّد بالحفر , .. تمرُ الحذاء
• على دكان الاسكافي منهكة الجلد , غزيرة الثقوب .. متلفعة بمعطف من الوحل المجفّف
• .. تقف متسربلة بالغبار والفتوق .. فيما كان الاسكافي , ينظر بقدمين حافيتين ..
• حافيتين جدا ..يحدّق بالوجه الحافي الذي يرتديه الزبون , الزبون الذي يمتهن الكديه
• او ملاحقة الفلس في جيوب العابرين .. كان الزبون ساحق الاحذية , جنديا في فصيل ابي
• الركاع , الفصيل الملحق في لواء الزعيم عبد الكريم قاسم , .. لم ار في دكان ابي في
• ذلك الضحى .. الضحى الذي تعطّلت فيه عن الذهاب للمدرسة , غير غابة من الاحذية
• تلتحم , او تمشي بكامل عاهاتها على جانبيّ اصابع ابي , تمشي بجلودها المشققة على
• سندان الركاع , احذية رثة , كانت تمشي رشيقة انيقة , فيما مضى , قبل انّ يخرّبها
• المشي , المشي بلا معنى , المشي الذي ترك حلوق الاحذية مفتوحة على اتساع الشوارع
• مفتوحة على درجات السلالم , مفتوحة على اروقة البنايات الحكومية .. على باحات البيوتات
• .. دائما الاحذية كانت ضحايا المشي وهي تصعد الحافلات وهي ترتقي السلالم مسرعة
• وهي تركض , وهي تركل مؤخرات مشاكسين , او فقراء , او عاهرات , او ايّ شيء من هذا
• القبيل .. وعلى الدوام تتحلّق الاحذية حول سندان الركاع , وعلى الدوام اسمع بكاء الاحذية
• تحت ضربات المطرقة .. ورغم ذلك , كانت لاتمسك عن النمو .. كانت تنمو مثل غابة جرداء
• ... حشود وارهاط من الاحذية , بالوان مختلفة , وبعاهات متباينة , احذية باطوال واحجام
• متفاوتة , بارقام مختلفة , رقم لا يشبه رقم , ولون لايشبه لون , .. امبراطورية من القنادر
• العتيقة , تملآ دكان أبي الركاع , . امبراطورية من امهات القنادر , قنادر لا زالت رغم الفتوق
• والعاهات , تحتفظ بآثار اناقة غاربة ..قنادر تقتعد الرفوف , رفوف الدكان منكمشة الجلود
• وبعضها يطلق انينا فاترا .. انين مخلّفات المشي .. انين يتسرب من بين اصابع الركاع
• انين يتدفق من انكماش الجلود , وعنف المسامير السادية ...
• الاحذية ذات الجلود السود , في حداد مزمن . تنعي الشوارع التي هرّبت المشي إلى
• الفتوق , سواد القنادر , احتفاء , بالجنائز .. جنائز الاحذية المشاءة, .. عاهات الاحذية
• مصدر رزق ابي ..الاحذية لا يشغلها سوى القدم . في دورة الحياة القصيرة .. كم هو
• قصير عمر الحذاء , اقصر من شارع السعدون مشيا ذهابا وايابا .....احذية الفقراء لا تعمّر
• شاحبة , عمرها شحيح , يناهز 2 كم في الشوارع الوعرة .................
• .. الركاع يعوّل في الرزق على قنادر الفقراء .. الرزق قفل صدىء , مفتاحه عالق في القنادر . او
• .. باب الرزق , بابا من الاحذية , ........ لو يكن ابي ركاعا لفتوق الاحذية , لكان شيئا اخر بالتأكيد
• .. ربما حلاقا .. او بستاني , كلا المهنتين , تتطلبان .. تمشيط اللحى .. لحى الاشجار والانسان
• .. بيد انه , على نحو ما , سيبقى اسكافي بساتين , يشذب عاهات الاغصان , او يرمّم نهايات الجذوع
• بالمقص يشذب لحى الاشجار , وبالاشجار يشذب لحى الفقر ..
• على كلّ حال , لاتجدي الامنياتي .. فهو الان محض ركاع سكير , عبثا تذهب الامنيات والاحلام
• .. الاحلام لها تأثير ومفعول العرق , لا تستغرق معها السعادة , او لاتستقيم طويلا , او لا تقيم إلاّ
• لوقت معلوم ومؤقت وشحيح , سعادات السكر , طمأنينة قلقة , واكاذيب شبيه بالحبّ من طرف
• واحد .. مثلما الحبّ العابر شبيه , بنشوة العرق , النشوة ذات الأخطاء المتلاحقة , التي تكون
• باستمرار على عجلة من امرها , نشوة العرق , لا يعتد بها ولا يعوّل عليها , نشوة تحترف الخدعة
• تحيلك في لحظة , إلى اسعد رجل في العالم , تصنع منك وزيرا للمالية في حكومة فاسدة , لا يعوّل
• عليها .. حكومة اقرب ما تكون إلى حانة , يديرها رئيس وزراء سكير .. مهنته ترميم احلام الشعب
• او الفقراء , بمزيد من جرعات العرق , ....... والندل وزراء عاطلون او سكارى على طول القمع
• والسلب والنهب .. يعني كما ابي الركاع , الشبيه بالوزير , مع فارق لا يعتد به في حسابات الاحلام
• فالوزير على نحو ما , ركاع , ركاع بنوك وسبائك ذهب , مطرقته , النصب والاحتيال والحيّل
• والاكاذيب .. فالوزير , في ذروة ثمالته , وزير في بريق الذهب . او يتلاشى ضميريا في
• قبضة المال والسلطة ,,



#سعدي_عباس_العبد (هاشتاغ)      


ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- نص الدواعش : احفاد التتار
- كتابة خارج النص : خارج الحلُم
- سيرة الركاع : ابي
- المثقف العرضحالجي : كاتب العرائض الحكومي
- اللاجدوى من الله : علمتنا ان نموت وقوفا او مشيا في الشوارع
- الكتابة حياة ضائعة : عبد الملك نوري انموذجا
- محاولة في التأمل : العقل العراقي الشعبي في اجازة
- كلّهم زائلون إلاّ وجهك يا وطني
- شحيحة هي المدن التي لم يطالها الخراب
- مرثية الحياة .. او الرفيق فهد : ما بقي من الحياة الطائرة
- في انتظار غوتو العراقي
- الروائي والمغنّي : رحلة البحث عن الشهرة والمال والجمال
- النشر في الصحافة الورقية : الاقربون اوّلى بالمعروف
- المالكي في طؤيقه الى الولاية الثالثة
- الكاتب : نصوص تبحث عن قارىء
- مقطع من نص طويل : الاسئلة والمعنى
- اربع سنوات عجاف قادمة في الطريق
- مقطع من مقال طويل : حياة واحدة لا تكفي
- معطف التاريخ الفضفاض
- نص : قراءة في الساعة


المزيد.....




- “مبروك النجاح” Link الاستعلام عن نتيجة الدبلومات الفنية 2025 ...
- رابط رسمي وشغال. نتيجة الدبلومات الفنية 2025 برقم الجلوس الي ...
- بعمر الـ80.. يحيى الفخراني يقف على المسرح مجسدًا -الملك لير- ...
- نجيب الحصادي… أفَلَ العقل المُنيف ومضى مَن أوقد البصيرة في ل ...
- مبروك للجميع.. رابط نتيجة الدبلومات الفنية 2025 برقم الجلوس ...
- الفنان يحيى الفخراني يعود لـ -الملك لير- في عامه الثمانين
- نتيجة الدبلومات الفنية 2025 برقم الجلوس.. رابط النتيجة على م ...
- وفاة الممثلة العراقية إقبال نعيم.. وداع لصوت مسرحي نادر
- ألبوم -صنع في أفريقيا- لزياد الزواري: موسيقى عالمية بطابع تو ...
- -حول تعريف البطل الحقيقي-.. إليكم ما نعرفه عن فيلم -درويش- و ...


المزيد.....

- . السيد حافظيوميات رجل مهزوم عما يشبه الشعر رواية شعرية مك ... / السيد حافظ
- ملامح أدب الحداثة في ديوان - أكون لك سنونوة- / ريتا عودة
- رواية الخروبة في ندوة اليوم السابع / رشيد عبد الرحمن النجاب
- الصمت كفضاء وجودي: دراسة ذرائعية في البنية النفسية والجمالية ... / عبير خالد يحيي
- قراءة تفكيكية لرواية -أرض النفاق- للكاتب بشير الحامدي. / رياض الشرايطي
- خرائط التشظي في رواية الحرب السورية دراسة ذرائعية في رواية ( ... / عبير خالد يحيي
- البنية الديناميكية والتمثّلات الوجودية في ديوان ( الموت أنيق ... / عبير خالد يحيي
- منتصر السعيد المنسي / بشير الحامدي
- دفاتر خضراء / بشير الحامدي
- طرائق السرد وتداخل الأجناس الأدبية في روايات السيد حافظ - 11 ... / ريم يحيى عبد العظيم حسانين


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - سعدي عباس العبد - نص الاسكافي : نبذة عن حياة الأحذية