أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - سعدي عباس العبد - نص الدواعش : احفاد التتار














المزيد.....

نص الدواعش : احفاد التتار


سعدي عباس العبد

الحوار المتمدن-العدد: 4486 - 2014 / 6 / 18 - 17:44
المحور: الادب والفن
    




نص الدواعش : احفاد التتار

___________________________
• .. داعش مفردة طفقت تتردّد على نحو مخيف , عبر الفضائيات ولسان العرب , ممن يلوذون بكنف
• المذهب , تلك المحمية المستحدثة !! لم تألف اسماعي تلك الكلمة ولا اعرف ما تعني ولا افقه
• معناها او مدلولها او شيفرتها ولا جذورها او اشتقاقاتها او جنسها ولونها ورائحتها , بيد إني
• علمت في وقت متأخر من هذه الايام العصيبة , إنها تعني على نحو ما , التتار او احفاد التتار
• ... التتار بملامح اشد تشويها من اسلافهم , .......... التتار الاسلاف , يحفرون في ذاكرتي
• مذ كنت صبيا في ريعان الخوف والاوهام .. رأيتهم للمرة الاوّلى على الورق , ورق تاريخ
• الخامس او الرابع الابتدائي , في مدرسة نهاوند الابتدائية للبنين , رأيتهم يركضون على السبورة
• متسربلين بالغبار وفتات الطباشير , يتدفقون من لسان المعلم , كأنهم يخرجون من جيوب جاكتته
• السوداء , ويهرعون في الحال , ناحية السبورة .. يهرعون او يجرون محمولين على اصابع
• يد المعلم .. كانت تلك المشاهد المطبوعة على السبورة , هي اوّلى ملامح التتار , الملامح التي
• ستبقى تحفر في ذاكرتي زمنا مديدا , قبل انّ يمسخوا إلى اشكال وملامح اشد بشاعة , قبل انّ
• يتحولوا إلى اشكال احفاد معاصرين .. كانت تلك بداية التعارف , البداية التي ستتطور وتتمدّد
• فيما بعد , وتغدو حقائقا متجسدة على الارض , ارض الرافدين المحمولة على قرون الافاعي ..
• رأيت احفاد التتار لاحقا , يتربّعون على كنوز ورقاب العراقيين .. لمحتهم بعيون الصبي الحالم
• يعيثون بارضنا خرابا . حدث ذلك في مطلع السبعينات , الفترة التي لم يكشروا فيها عن مخالبهم
• او انيابهم , تلك الانياب الباشطة الرهيفة , التي ستتفتح عن انصال ذات بريق شديد اللمعان للغاية
• في اوّل طلائع العقد الثمانيني من القرن الماضي .. ثم حدث الطوفان , وتوالى الاحفاد التتارين
• في زحام من المواكب , موكب يعقب موكب , ولكلّ موكب بيرقه ورايته ولونه وعلامته , غير
• انهم في نهاية الامر , متناغمين في وئام حميم في مشترك لا يحيدون عنه قيد انملة , وهو الوفاء
• روحا وسلوكا لوصايا وشعارات وتعاليم اسلافهم التتار او الدواعش الاوّائل .. كانوا متشابهين
• حد التطباق في النبرة والرائحة , تألف بين قلوبهم . قلوبهم التي لا قلوب لها , الكراهية والجشع
• .. فايقنت او اتاني اليقين على نحو ما .. انّ الارض التي مرّت فوق خصوبتها وثرائها , جياد التتار
• الاسلاف , ستبقى تلاحقها اطماع الغزاة الاحفاد , ستبقى تغويهم خصوبة وكنوز , هذه الارض
• لحقب طوال .. والآن التاريخ يعيد نفسه , او يعيد احفاد الاسلاف , للارض ذاتها التي كانوا مرّوا
• عليها فيما مضى .. عاد الاحفاد بمسمّيات متقاربة في الشكل والمعنى الرمزي .. لكنهم خرجوا
• هذه المرة ليس من جيوب جاكتة المعلم , بل من معطف التاريخ المعاصر , من جيوب الراسمالية
• . الرأسمالية الوريث الشرعي لهولاكو .. الراسمالية منتجة الشر , وصانعة الطواغيت او التتار
• الاحفاد .. وداعش التي خرجت ذات يوم من لسان المعلم , بمسمى التتار , ورسمت حروفها
• على السبورة . عادت الآن لتطبع حروفها على سبورة الوطن او بلاد الرافدين ..عادت ليس لنهب
• او سلب الكنوز المدفونة في مناجم العراق , فحسب , بل لاحالته الى اوطان منشطره , الى
• دويلات منكمشة لا يعتد بها , الى بلدات وضواحي متباعدة , .. هذا مايدور بخلد الدواعش .
• وما كان يدور ايضا بصنيعتها الراسمالية الاميركية , اقصد من جائت بهم وانتجتهم ولقنتهم
• من يحكمون الان , ويديرون شؤون خرابنا .. هولاء المتنفذون في بلادنا لايقلون شأنا وسادية
• عن الاحفاد والاسلاف ..فهم من اوعز لدخلاء الدواعش , انّ اقدموا فالارضية والمناخ محفزة
• والاجواء مهيئة للخراب ..
• الآن وانا استعيد تلك الايام , ايام المدرسة الابتدائية والمعلم والصبا والسبورة , ومفردة التتار
• المطبوعة اعلى السبورة .. ازداد يقينا بحكمة التاريخ , وبدوراته المتكرّرة .. ازداد يقينا بان
• الفكر الراسمالي ضارب جذوره بعيدا في تربة التاريخ .. وما التتار الاّ الشكل الغابر او
• الراسمالية في طور النشؤ والانتشار وان كان ثمة تباين في الملامح ... بيد إنهم مشتركون
• في العلامة الفارقة .. فالسلب والنهب والقتل وكل ما يمت بوشيجة للخراب , هي من سمات
• الراسمالية



#سعدي_عباس_العبد (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- كتابة خارج النص : خارج الحلُم
- سيرة الركاع : ابي
- المثقف العرضحالجي : كاتب العرائض الحكومي
- اللاجدوى من الله : علمتنا ان نموت وقوفا او مشيا في الشوارع
- الكتابة حياة ضائعة : عبد الملك نوري انموذجا
- محاولة في التأمل : العقل العراقي الشعبي في اجازة
- كلّهم زائلون إلاّ وجهك يا وطني
- شحيحة هي المدن التي لم يطالها الخراب
- مرثية الحياة .. او الرفيق فهد : ما بقي من الحياة الطائرة
- في انتظار غوتو العراقي
- الروائي والمغنّي : رحلة البحث عن الشهرة والمال والجمال
- النشر في الصحافة الورقية : الاقربون اوّلى بالمعروف
- المالكي في طؤيقه الى الولاية الثالثة
- الكاتب : نصوص تبحث عن قارىء
- مقطع من نص طويل : الاسئلة والمعنى
- اربع سنوات عجاف قادمة في الطريق
- مقطع من مقال طويل : حياة واحدة لا تكفي
- معطف التاريخ الفضفاض
- نص : قراءة في الساعة
- نص : الكلمات مناقير الصقور .. شذّبتها طيور المعنى


المزيد.....




- الحبس 18 شهرا للمشرفة على الأسلحة في فيلم أليك بالدوين -راست ...
- من هي إيتيل عدنان التي يحتفل بها محرك البحث غوغل؟
- شاهد: فنانون أميركيون يرسمون لوحة في بوتشا الأوكرانية تخليدً ...
- حضور فلسطيني وسوداني في مهرجان أسوان لسينما المرأة
- مهرجان كان: اختيار الفيلم المصري -رفعت عيني للسماء- ضمن مساب ...
- -الوعد الصادق:-بين -المسرحية- والفيلم الأميركي الرديء
- لماذا يحب كثير من الألمان ثقافة الجسد الحر؟
- بينهم فنانة وابنة مليونير شهير.. تعرف على ضحايا هجوم سيدني ا ...
- تركيز أقل على أوروبا وانفتاح على أفريقيا.. رهان متحف -متروبو ...
- أمية جحا تكتب: يوميات فنانة تشكيلية من غزة نزحت قسرا إلى عنب ...


المزيد.....

- لا ميّةُ العراق / نزار ماضي
- تمائم الحياة-من ملكوت الطب النفسي / لمى محمد
- علي السوري -الحب بالأزرق- / لمى محمد
- صلاح عمر العلي: تراويح المراجعة وامتحانات اليقين (7 حلقات وإ ... / عبد الحسين شعبان
- غابة ـ قصص قصيرة جدا / حسين جداونه
- اسبوع الآلام "عشر روايات قصار / محمود شاهين
- أهمية مرحلة الاكتشاف في عملية الاخراج المسرحي / بدري حسون فريد
- أعلام سيريالية: بانوراما وعرض للأعمال الرئيسية للفنان والكات ... / عبدالرؤوف بطيخ
- مسرحية الكراسي وجلجامش: العبث بين الجلالة والسخرية / علي ماجد شبو
- الهجرة إلى الجحيم. رواية / محمود شاهين


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - سعدي عباس العبد - نص الدواعش : احفاد التتار