نص : الكلمات مناقير الصقور .. شذّبتها طيور المعنى

سعدي عباس العبد

الحوار المتمدن-العدد: 4457 - 2014 / 5 / 19 - 10:19
المحور: الادب والفن
    

*

نص : الكلمات مناقير صقور ,شذّبتها طيور المعنى

______________________________


• ............ الكلمات جسور تصل بين الغيابات ..الكلمات موسيقى العاشقات .. الكلمات زمن
• مؤجل ... النسيان احتضار الكلام ......... وكل احتضار نسيان ..
• للكلمات بيوت واشجار وأمهات .. بيوت الكلمات يؤثثها اللسان ..اللسان روح الكلام , ومخبئه
• روح رؤوم .. الكلام جمال محمول على روح المعنى .. والمعنى في قلب الكلام ..
• كلّ كلام في الأصل جارح .. وكلّ نسيان هو في الأصل ضماد ..
• الكلمات مناقير نسور , شذبتّها , طيور المعنى ..
• المعنى في الكلمات , طيور مدجّنة , طيور حرة , مدرّبة على نكئ الجراح .......
• جراح الكلمات .. الجراح التي تركها المعنى , تنزف .. النزيف دليل على غياب النسيان
• المعنى لا يشيخ ..كما الجرح .. الكلمات الجارحة , هي من يكتب لها الإقامة في بيت المجروح
• ذاكرة المجروح , بيت يؤثثه الزمن , بمزيد من نوافذ النسيان ..
• ولكن الجراح كانت من السعة ,والقوّة .. بحيث اودت بالنسيان
• الكلمات الجارحة لا تنسى .. كما الموت لاينسي الروح .. الجراح يؤلفها المعنى .. المعنى روح
• الجرح .. الجراح يكتبها اللسان .. الزمن خصم لدود لكلّ معنى .. قد يمحو الزمن ما دوّنه المعنى
• ولكن الكتابة ستؤرخ .. الكتابة ذاكرة الكلام ..والذاكرة مستودع .. وبيت .. الكلمات التي هذّبها
• الجمال لاتقيم في البيت طويلا , بيت الذاكرة , .. لأن النزلاء الحمقى , اقصد القبيح في المعنى
• او المعنى في القبيح , كانا من الحضور , بحيث لم يبق متسعا يشغله الجمال
• القبيح منتج الجمال .. فلولا القبيح لِما عرفنا الجمال .. فالقبيح اصل وجذور وصانع ونظير ...
• الكلام الجارح يقيّم في بيت الذاكرة , لأجل غير معلوم .. حتى يقرّر النسيان .. او يقول كلمته في
• الإمحاء ... النسيان نتاج الزمن .. الزمن ضماد الجراح ... جراح الكلمات ..
• الشكوى روح الجرح ...لسان المعنى المجروح .......... المعاني طيور ليس على اشكالها تقع ..
• طيور من الكلمات ..على علّا تها تقع ... وغالبا , وهذا ما يحدث دائما , على مقاصدها تقع
• نوايا الكلام , هو من يؤسس للإقامة , إقامة المعنى في بيت الذاكرة .. والنسيان شاخص على تل
• ينتظر .. الزمان شاهد محايد , على الكلام , الكلام خاتل في المعنى , ينتظر ممحاة الزمن , الزمن
• بوصفِه امحاء , ينتظر خروج المعنى من معطف النسيان , ليمحوه ثانية بالنسيان ...........
• الكلام الجميل لايمحى ولا يفنى .. الجمال عصي على الزمان , الجمال لا يخون ولا يجرح
• بل يكتب ..الجمال روح المكتوب ..يحيى وينمو على ماترشحه الكلمات التي تنتمي في جذورها
• المتحدره من سلالة الطيور غير الجارحة ....... كلّ كلام هو طير .
• طير يحلّق فوق غابات كثيفة من المعاني .. والكلام الجميل لا يهبط الا عند اغصان المعنى الجميل
• الاشجار معنى الغابة ..ومعنى الغابة , معنى المعنى .. الغابات هي الاصل . وكل العمارات التي
• يقطنها الانسا ن الآن .. تحدرت من أمّنا الغابة ..البيوتات الباذخة , المثخّنة بالإناقة , كانت
• في الأصل كهوف .. كلّها تحدرت من سلالة كهوف الغابة ..
• لا كلام في الغابات ..صراخنا هو كلامنا .. الصرخة معنى والمعنى صرخة .. جذوع الاشجار ذاكرة
• الكلام ..جذوع نؤرشف عليها صراخاتنا ..
• الأشجار بريدنا الذي نتبادل عبره الرسائل .. الجذوع هواتفنا النقالة .. رنين الهواتف النقالة
• صيحاتنا في الغابة .. الهواتف النقّالة في الأصل جذوع اشجار ..جذوع نتبادل عبرها الخبر
• ..... الخبر نقرأه مطبوع على جذع الشجرة
• الشجرة وكالة انباء ..وجريدة ..وفضائية ترسل الخبر حارا طازجا ..
• اسلافنا المراسلون الاوائل يدوّنون مايروومون كتابته على جذوع الاشجار
• يتبادلون الاخبار والتبليغ عبر الكتابة الشجرية .......... الكلام في الاصل مكتوب
• على هيئة رموز وإشارات وخطوط وحزازات لا يفك رموزها إلا الراسخون في الغابة
• إلا من كان هناك ....المعنى في الكلام , ليس هناك كلاما . المعنى في الصرخة
• الصرخة اوّل الكلام .. اوّل الغموض .. المعنى محمول على ظهر الصرخة ..والصرخة
• لا تجرح في معناها ..المعنى المراد ايصاله , ينؤ باثقال من البراءة .
• جروح المعنى مستحدثة .. كلّ كلام شفاهية هو صرخة ..صرخة تناسلت عبر
• الزمن ........وكلّ صرخة اما فزع وإما فرح .....لاتوجد مناطق وسطى في الغابات
• .. ولكل فزع رائحته ولونه وإشارته ومعناه المضمر .. الفزع واحد والمعاني غابة من الروائح
• .. كما الفرح يأتي واحدا ولكن بخطوات لا عدّ لها
• الفرح والفزع يمشيان متباعدان , يمشيان بآلاف الخطوات .. وكلّ خطوة تترك في الغابة
• أثرا , أثر يشير إلى نوع وملامح الفرح او الفزع . ولكل اثر معناه وبصمته ...............
• النسيان في الغابة ذاكرة تحبو ....
•

#سعدي_عباس_العبد (هاشتاغ)      

---

ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages

---

الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل	حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل