أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - سعدي عباس العبد - استذكارات : كراج النهضة في اناشيد وقصائدوجمال ليالي بائعة الشاي














المزيد.....

استذكارات : كراج النهضة في اناشيد وقصائدوجمال ليالي بائعة الشاي


سعدي عباس العبد

الحوار المتمدن-العدد: 4442 - 2014 / 5 / 3 - 23:41
المحور: الادب والفن
    


*
استذكارات : كراج النهضة في اناشيد وقصائد وجمال ليالي بائعة الشاي .. ح 5

____________________________________________






** ....... العين عدسة كاميرا .. تشتغل تلقائيا او آليا على التقاط وتوثيق وارشفت مشاهد حدثت في كراج
النهضة عام 1982 .. تاريخ طويل من اللقاطات والمشاهد ..استعيدها عبر الذاكرة __ لقطة صغيرة في
الظلام
عند الهزيع الاخير من الليل : انا بكامل اسمالي العسكرية شاخص قبّالة فتاة حسناء للغاية
تبيع الشاي في كراج النهضة ..كنت ارى اليها عبر العدسة التي اوثّق خلالها الآن والآن بالضبط عبر النت
ذلك المشهد .. مشهد بائعة الشاي والجندي الذي هو انا . .. انا في تحوّلات الزمن .. او الزمن في
تحوّلاتي وانقلاباتي ..الزمن الآن متجمّد في صوّرة من صوّر الكراج .. الفتاة الحسناء هي الاخرى
محنّطة ..الذاكرة تفكك المشاهد والتحنيط والجمود .. في مشهد اخر وفي لقطة بعيدة لكن ضمن الشريط :
جنود يتحلّقون في نصف دائرة عند محيط عربة جائلة لبيع لفات الفلافل . العربة على
مقربة من كشك الفتاة الحسناء الجنود يبحلقون دهشين جراء قوّة وسحر الجمال الذي تملكه الفتاة بائعة ال
شاي
دون وجه حق ! .. بامتلاكها الجمال تكمن قوّتها .. او سلطتها .. من يمتلك الجمال يمتلك الثروة .. الثروة
في اشكالها المتعدّدة. ....... الجمال منتج الجاذبية وطارد للنحس والعزلة والعنوسة ... الجمال اداة لفتح
المغاليق ..لفتح سدود وحواجز مستعصية على العانس القبيحة ..................... الجمال
جادة سالكة تفضي نحو ابواب مفتوحة .. ابواب تغلق ذاتها دون الجمال ..الجنود يزدردون اللفات
وعيونهم على الحسناء التي تسيل حسنا مائعا ..ينظرون اليا وهم يروون تلقائيا احداث
الهجوم المقابل الذي جرت تفاصيله في ديزفول ..يرونها وسط اناشيد تتدفق عالية من
مذياع كان بحوزة مالك العربة او المطعم الجائل ..عدا الانشياد .. كان هناك صوت هادي العكايشي
يتصاعد في زحام الكراج : دجاج العرب ماغزر .. آكلت لمن عتورت علباتك ...
الدجاج والعرب نوعان يتحدران من سلالتين متباينتين في الشكل والخواص والملامح
الجوهرية .. بيد انهما متقاربان على نحو مدهش في استعدادهما الفطري للتدّجين
والاذعان والخنوع .. ويلتقيان في مشترك الذبح الذي يجمع بينهما , الذبح على دكة العبودية
من قبل الاخر المختلف .......... كانت انشودة : حياك يابو حله ... التي تصاعدت عقب قصيدة الدجاج
التهكمية الساخرة ..فيما كانت بائعة الشاي مشغولة بملاحقة طلبات الزبائن وكانوا جلّهم
من الجنود الذين ليس لديهم رغبة في احتساء الشاي بقدر ماكانوا تواقين لاحتساء الجمال
والارتشاف على جرعات متمهلة من ذلك الحسن والسحر الذي يسيل ناعما من بائعة الشاي
..... الجندي ما انّ يتلفع البذلة الكاكي ..حتى يتصحر داخله ..تتصحر روحه ..ويغدو
كالارض المجفّفة لا يفك يبوستها غير الماء.. الماء هو الجمال .. الجمال الذي تتمتع به
المرأة .. الجندي في لباس الميدان يكون اكثر توقا ولهفة للمرأة ..
الكراج بوابة الظمأ ..منها يتدفق التصحر ..ومن ثم ياخذ بالاتساع في مجرى طويل . ابتدأ من
النبع او الكراج , ويتمدّد طوليا حتى تخوم المصبّات .. هناك عند المصبّات او المعسكرات
المنتشرة على طول امتداد التخوم , تخوم البلاد المتأججة ليل نهار وعلى مدى مواسم
الخراب ..يتسع حجم المجرى ..مجرى الظمأ والتوق واللهفة .. كانت بائعة الشاي نجمة مضيئة
في سماء الجنود والكراج ..الجمال قوّة جاذبة .. بائعة الشاي قوّة او اداة بيد الاب
العجوز المنزوي وراء الكشك .. وظف تلك القوّة الجاذبة للزبائن .. الجمال سلطة تتحكم في القلوب
والمال ..الاب يتمترس وراء السلطة التي يتفنن في إدارتها وتوظيفها ... الجنود في حراك مستمر
حراك خاضع لسلطات متعددة متنوعة ..سلطة الحكومة .. سلطة امراء الالوية والافواج ..والسرايا والفصائل
سلطة الزوجة المدهشة الناضحة سحرا وجمال .. سلطة الخوف والفقر المتحكم بالذمم والضمائر
الجندي عبارة عن سلطات متباينة تتحكم بمصيره واحلامه الشحيحة .. تحفر في روحه مناجم من الصدىء
هادي العكاشي عاد ثانية.. يتهكم بالسلطة الكهنوتية : دجاج العرب ما غزر ..... لمن عتورت علباتك .. إلى
انّ تحوّل هو نفسه فيما بعد إلى دجاجة
هادي تحول فيما بعد الى مسخ .. الى دجاجة سلخها اتباع ومريدوا الكهنوت .. صار امتداد
لدجاج العرب او العرب الدجاج .. بائعة الشاي كانت تنصت لهادي قبل ان يتحوّل لدجاجة في
زمن شديد الدهشة والخوف



#سعدي_عباس_العبد (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- استذكارات : كراج النهضة ..: التابوت محمول على اكتاف الشاعر
- استذكارات ... كراج النهضة ح3
- كراج النهضة ح2
- ما يدور بخلد الناخب : التغيّير محض حلُم
- استذكارات : محمد راضي فرج .. شاعر غاب مبكّرا
- جوائز الفن بين الحظ والاستحقاق
- لا : لصناعة الموت
- الانتخابات : اكذوبة راسمالية
- تاريخ الحزن العراقي : الاغنية العراقية انموذجا
- استذكارات : عن الشحاذ والي الاعرج او العراق , لا فرق
- انطباعات سينمائية : الشخصية الروائية في السينما
- الاصابع الملطخة بالدم البنفسجي
- التوابيت بوصفها صناديق بريد مستعجل
- سانتخب : الجنّة على الارض
- اصدقاء الفيس بوك : غابة من الاشباح
- كتّاب الفيس بوك : خارج نطاق الخدمة الورقية .. وصناعة النجوم
- تأملا ت في الموهبة والاسلوب
- تأملات في ظاهرة التكرار : النصوص انموذجا
- مخطوطة السيرة والحرب : ابو طويله .. / احلام الرماد والنساء
- مخطوطة : على مقربة من سلمى والحرب


المزيد.....




- أزمة الفن والثقافة على الشاشة وتأثيرها على الوعي المواطني ال ...
- -كائناتٌ مسكينة-: فيلم نسوي أم عمل خاضع لـ-النظرة الذكورية-؟ ...
- مصر.. الفنان بيومي فؤاد يدخل في نوبة بكاء ويوجه رسالة للفنان ...
- الذكاء الاصطناعي يعيد إحياء صورة فنان راحل شهير في أحد الأفل ...
- فعالية بمشاركة أوباما وكلينتون تجمع 25 مليون دولار لصالح حمل ...
- -سينما من أجل غزة- تنظم مزادا لجمع المساعدات الطبية للشعب ال ...
- مشهور سعودي يوضح سبب رفضه التصوير مع الفنانة ياسمين صبري.. م ...
- NOW.. مسلسل قيامة عثمان الحلقة 154 مترجمة عبر فيديو لاروزا
- لماذا تجعلنا بعض أنواع الموسيقى نرغب في الرقص؟
- فنان سعودي شهير يعلق على مشهد قديم له في مسلسل باللهجة المصر ...


المزيد.....

- لا ميّةُ العراق / نزار ماضي
- تمائم الحياة-من ملكوت الطب النفسي / لمى محمد
- علي السوري -الحب بالأزرق- / لمى محمد
- صلاح عمر العلي: تراويح المراجعة وامتحانات اليقين (7 حلقات وإ ... / عبد الحسين شعبان
- غابة ـ قصص قصيرة جدا / حسين جداونه
- اسبوع الآلام "عشر روايات قصار / محمود شاهين
- أهمية مرحلة الاكتشاف في عملية الاخراج المسرحي / بدري حسون فريد
- أعلام سيريالية: بانوراما وعرض للأعمال الرئيسية للفنان والكات ... / عبدالرؤوف بطيخ
- مسرحية الكراسي وجلجامش: العبث بين الجلالة والسخرية / علي ماجد شبو
- الهجرة إلى الجحيم. رواية / محمود شاهين


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - سعدي عباس العبد - استذكارات : كراج النهضة في اناشيد وقصائدوجمال ليالي بائعة الشاي