أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - سعدي عباس العبد - الاصابع الملطخة بالدم البنفسجي














المزيد.....

الاصابع الملطخة بالدم البنفسجي


سعدي عباس العبد

الحوار المتمدن-العدد: 4430 - 2014 / 4 / 21 - 19:09
المحور: الادب والفن
    



صناديق الانتخابات : توابيت الانتخابات : الموت البنفسجي ..
_______________________


سوف لن انتخب تابوتا ..بطاقتي التي في حوزتي , جواز مرور لمملكة التوابيت ..واصبعي المخضّب بالدم البنفسجي , سيلوّح من بعيد , لتابوتي القادم في الطريق .. اغطس داخل الصندوق .. صندوق الانتخابات بكامل عقلي المثقوب .. بمسامير من الخرافة المعمّة ..عقلي التائه في ظلام الكهوف الكهنوتية .. الكهوف التي شيّدها الكاهن اللص ..بجدران متصدّعة , جدران من الاكاذيب , والنهب والدعارة المستترة , والمفضوحة ..بعد كلّ هذه السنين من الإبادة المبرمجة .. يعود مجلس القتلة او النواب , لا فرق , ..يعود برعاية الكاهن الاكبر ..ليعلن عن طلبهِ في تجدّيد ترشيحة لولاية اخرى , من النهب والسلب والقتل المبرمج ..أيّ اصبع فاجر هذا الذي سيغطس في محبرة التيزاب ..ويتعفّر بلطخات الموت البنفسجي .. الدم البنفسجي .... أيّ اصبع هذا الذي سينتخب موته , جوعا , واغتيالا , وتفخيّخا .. أي ناخب مأجور ومرتشي هذا الذي سيجدّد موتنا عبر اختياره الخطأ .. ايّ ناخب معتوه هذا الذي سيعلن تضامنه مع القتلة .. اشك انّ يكون مثل هذا الناخب معافه عقليا ..والا كيف سيجرؤ على توسيع مساحة الجوع والخوف والموت عبر انتخابه لذات الوجوه التي امعنت فينا قتلا وتجويعا وخرابا .. وحفرت في كلّ حارة وزقاق وبيت , قبرا ومأتما ومناحة ... واوغلت عميقا في تجّفيف منابع الاحلام والآمال والخبز والملح والحياة ..... ,لو تضامن القدر في سخريته اللاذعة وجدّد انتخاب الهولاء الاصنام او الدمى المشّوهة . فستعلن القيامة عن ساعة نشورها , !!! ... وسنحيا اربع سنين عجاف قادمة في طريق الجلجلة , هذا اذا ما قدر لنا انّ نعيش , سنين , سيشيّب لها الرضيع والجثة والحجر .. سنين من القحط والموت المتكاثر والجوُع والانيميا والقمع والكبت والخراب ........ سنحيا على شفا حفرة من النار.. وستتلاشى مظاهر الحياة تماما وستختفي اخر ملامح الوجود , وجودنا , ... لانعلم ماذا يبيت لنا القدر لو عقد حلفا مع صانعي التوابيت ..غير الذي اشرنا اليه , ربما سيدعو القيامة انّ تعلن عن حلولها في ارض البنفسج , سيدعوها انّ تأتي بكامل حرائقها من منتجعها ! الاخروي ! لتقيم وليمة للغربان والوحوش .. وليمة من الجثث التي ستنفق في السنين الاربع القادمة .. ستكون السنين الاربع . سنين من بقي يتأرجح على حافة القدر .. سنين موتنا وخرابنا ومآتمنا .. موتنا الذي كان مؤجلا .. سيحين موعده في السنوات الاربع القدمة .. وسيكون من الصعب للغاية الافلات من شِراكه __ فليس في كلّ مرة تسلم الجرّة __ .. فالتوابيت معدّة سلفا , محمولة على اكتاف القدر , قدر السنوات الاربع الماشية في الدرب المفضي الى خرابنا .. خرابنا الذي بات ضرورة حتمية لهولاء الخنازير من مصاصي الدماء والاموال .. وسيتبارى العديد منا نحن الضحايا الاوباش الرعاع في سباق محموم نحو توابيت الانتخاب , توابيتنا المعدّ لنقل رفاتنا او بقايانا او مابقي من اشلاءنا .. وسوف نتخب موتنا وتوابيتنا في مجرى من الزحام والخراب والتضامن ...سنعيد انتخاب سقوطنا ..سقوطنا في حاضنة الفشل والغواية .. سقوطنا الذي الفناه لطول ما اعتدنا على مزاولته . . سيجذبنا خيط السقوط كما كلّ مرة . بيد انّ هذه المرة , سوف يكون لسقوطنا دوّيا مريعا , سيكون له وقع مغاير ,يماثل تماما سقوطنا في حفرة القبر .. وستكون توابيت الانتخابات هي نفسها مقبرتنا الجماعية .. وستكون اصابعنا الملطخة بدمنا البنفسجي . شاهدا اصيلا على خستنا وخذلاننا ..سيكون ذلك الاصبع , جزءنا الحميم ..__ شاهدا .. وشهد شاهد من اهلها __ سيكون شاهدا عضويا على تلك الجريمة المهوّلة التي سنقترفها بحقنا وبحق اطفالنا وبحق الاجيال الاحقة وبحق العراق الوطن والذكريات والجغرافية . تلك البقعة المنسية التي تدور على مسرحها احداث تراجيديا شعب نسيه العالم تماما /



#سعدي_عباس_العبد (هاشتاغ)      



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- التوابيت بوصفها صناديق بريد مستعجل
- سانتخب : الجنّة على الارض
- اصدقاء الفيس بوك : غابة من الاشباح
- كتّاب الفيس بوك : خارج نطاق الخدمة الورقية .. وصناعة النجوم
- تأملا ت في الموهبة والاسلوب
- تأملات في ظاهرة التكرار : النصوص انموذجا
- مخطوطة السيرة والحرب : ابو طويله .. / احلام الرماد والنساء
- مخطوطة : على مقربة من سلمى والحرب
- استذكارات في مقاطع _ 1 _ على تماس من تخوم السيرة والحرب
- حمى الاتخابات : صراع على المال والسلطة / بين العمامة والعمام ...
- تأملات : في الحدث الروائي / الفنان شادية مثال
- وراء كواليس الانتخابات
- تأملات مختزلة في الزمن والنسيان
- اخي الناخب , اختي الناخبة : حذار إنهم قادمون
- الاغلبية الصامتة سوف تجدّد صمتها في الانتخابات
- انتخابات الكهنة : البرابرة قادمون بقوّة
- لا تنتخبو العلماني ..........!!!! : دعوة للكراهية
- شرعنة اغتصاب الطفولة : قانون الدعارة المشرعن
- صنّاع الطواغيت .. / الشاعر العامّي او ما يسمى بالشاعر الشعبي ...
- غياب المثقف العضوي .. وحلول الآخر الطارىء


المزيد.....




- بعد أسابيع من طرح الفيلم ونجاحه.. وفاة نجم -ليلو وستيتش- عن ...
- ابتكار ثوري.. طلاء -يعرق- ليُبرّد المباني!
- كيف يساهم تعليم العربية بكوريا الجنوبية في جسر الفجوة الثقاف ...
- بالتزامن مع تصوير فيلم -مازيراتي: الإخوة-.. البابا لاوُن الر ...
- -الدوما- الروسي بصدد تبني قانون يحظر الأفلام المتعارضة مع ال ...
- المرحلة الانتقالية بسوريا.. مجلس شعب جديد وسط جدل التمثيل وا ...
- تركي آل الشيخ يكشف عن رسالة لن ينساها من -الزعيم-
- الاحتفاء بالأديب حسب الله يحيى.. رحلة ثقافية وفكرية حافلة
- رغم انشغاله بالغناء.. ويل سميث يدرس تجسيد شخصية أوباما سينما ...
- قوارب تراثية تعود إلى أنهار البصرة لإحياء الموروث الملاحي ال ...


المزيد.....

- الصمت كفضاء وجودي: دراسة ذرائعية في البنية النفسية والجمالية ... / عبير خالد يحيي
- قراءة تفكيكية لرواية -أرض النفاق- للكاتب بشير الحامدي. / رياض الشرايطي
- خرائط التشظي في رواية الحرب السورية دراسة ذرائعية في رواية ( ... / عبير خالد يحيي
- البنية الديناميكية والتمثّلات الوجودية في ديوان ( الموت أنيق ... / عبير خالد يحيي
- منتصر السعيد المنسي / بشير الحامدي
- دفاتر خضراء / بشير الحامدي
- طرائق السرد وتداخل الأجناس الأدبية في روايات السيد حافظ - 11 ... / ريم يحيى عبد العظيم حسانين
- فرحات افتخار الدين: سياسة الجسد: الديناميكيات الأنثوية في مج ... / محمد نجيب السعد
- أوراق عائلة عراقية / عقيل الخضري
- إعدام عبد الله عاشور / عقيل الخضري


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - سعدي عباس العبد - الاصابع الملطخة بالدم البنفسجي