أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - سعدي عباس العبد - تأملات : في الحدث الروائي / الفنان شادية مثال














المزيد.....

تأملات : في الحدث الروائي / الفنان شادية مثال


سعدي عباس العبد

الحوار المتمدن-العدد: 4417 - 2014 / 4 / 7 - 19:11
المحور: الادب والفن
    


• تأملات : في الحدث الروائي الفنانة شادية : مثال

** . الآن وعندما تعود بي الذاكرة للوراء طاوية شوطا طويلا من الذكريات , تثب في الحال صورة الفنانة الرائعة شادية تحضر بكامل ملامحها الاليفة كنت . في تلك الايام ..وانا لما ازل في طور المراهقة الاوّلى ..في نمو براعم الحبّ الاوّلى ..كنت مشدودا او مولّها على نحو مذهل بالفنانة شادية .. كانت ملامحها أليفة لديّ.. شديدة القرب والتشابه بملامح حبيبتي المراهقة .. حد التطابق المذهل .. والآن وانا استعيد ملامح ذلك الزمن الجميل . زمن عبد الحليم وشادية وسلمى .. سلمى هذه كانت حبّي الاوّل . حبّ استغرق زمنا طويلا في نموه وتواصله , بيد انه افضى بي او بنا في نهاية المطاف الغرامي إلى طريق مغلق بحواجز من العاهات الطبقية والتقاليد القبلية الموروثة ..فتوّج ذلك الهوى والحبّ المفعم بالدفء والعذوبة , باكاليل من الفشل والخيبة .وبمرور السنوات بات محض ذكرى .. ذكرى من الماضي ..كانت سلمى في ملامحها وشعرها المحلول على الدوام . تشبه شادية , في افلامها الاوّلى .. وربما لهذا السبب او التشابة بت في ذلك الحين مولعا حد اللوعة باغلب اغاني شادية سيما تلك التي تخاطب الوجدان الغرامي فتستدعي العواطف من غفوتها في ظلال الرومانسية الحالمة .. ولكن ما المناسبة التي استدعتني للكتابة عن ذلك .. المناسبة هي تلك التي تتعلق برواية كنت انجزتها منذ قرابة عامين او يزيد على ذلك بنحو اشهر ..كانت الشخصية المركزية او المحور الذي تدور في فضاءه الاحداث . هي سلمى ذاتها .. شخصية ولِدت من رحم الواقع المأزوم .. تملك كاملة السمات والملامح المستنبطة من الواقع المعاش . .عدا استثناءات تتطلبها الضرورات الفنية ..عدا ذلك . . فشخصية سلمى من نتاج الواقع بنسبة 90 0/0, ولم تسهم المخيّلة إلا بما يتوائم او يخضع لقوانين الفن .. ما دعاني للكتابة هو , ونحن نكتب عن شخصيات كنا قد صادفنها او عايشنها . نسهو او نغفل عن التركيز , فننعطف على نحو ما , خارج عن الشخصية المراد تجسيدها او وصفها .. كما حدث معي في الرواية المخطوطة .. فكانت شادية حاضرة بقوّة بكامل ملامحها ونبرتها وثيابها واغانيها في مخيّلتي وانا اتناول او اعالج سيرة سلمى ..سلمى اثناء كتابة الرواية لم تعد اكثر من ذكرى , ذكرى تحضر في اوقات متباعدة . فكان حضورها في الاحداث يفتقد تلك الحرارة التي كانت تلازم حبّنا في زمن الواقع .. الزمن الواقعي وهو غيره في الزمن الفني .في زمن الرواية حيث تغيب تلك الحرارة المتوهجة ..ويخفت اوارها .. فلم نعد نتحسس ذلك الحبّ المتأجج في موقد الروح .. في الزمان الفني يتحول الموقد إلى ذكرى متأججة لكن بلا حرارة روحية , او لم يقوَ الزمان الروائي على تجسيد روح ونبض تلك الحرارة , التي كانت تحترق ذات وقت ما . . مهما كانت قوّة وفنية الموهبة لا تستطيع ان تجسد اختلاج روح تلك اللحظات المشحونة او تستدعيها بكامل حضورها .. انّ فعل ذلك ضربا من المحال ..فغياب حرارة الحضور , الذي كان حاضرا بقوّة في زمنه ..ادى لفقدان الشخصية الكثير من سمات الحرارة , التي كانت عليها ما قبل الزمن الروائي ..فباتت الكتابة عن البطلة بذات الحرارة او تجسيد حرارة ذلك الزمن امرا عويصا , .. فاستعانت ,دون قصد ,المخيّلة الفنية . بملامح شادية .. وهذا الامر ينسحب على الحالات المماثلة .. وليس مقتصرا على المشهد الذي نحن بصدده ..فشادية لامر ما , لاادركه ربما يتعلق بالبنية النفسية وعلاقتها بالذاكرة والنسيان من جهة والزمان الواقعي باشتباكاته واشكالاته وحرارته من جهة اخرى ..اخذت دور زمن وملامح البطلة في الرواية او غدت بديلا او قناعا اوشيء من هذا القبيل ولكن الروح في الرواية روح سلمى . روح بلا شكل . او بشكل مستعار .. شكل حل بديلا عن الشكل الاصل . ليس حلولا تماما ...فالعمل الفني الذي يكون نتاجه خالصا اوشبه مطلق من المخيّلة او من عندياتها تماما ..لا يضطر الكاتب معه إلى الاستعانة بالارشفة او بالوقائع الموثقة او المؤرخة . .الا بحدود ما تتطلبه الاحداث المفترضة . من زمن .. فالاحداث مهما بلغت وبالغت في التوسع من مساحة المخيال , فلابد انّ تقع في مكان وزمان معينين , والا يصبح العمل اي شيء عدا ان يكون عملا فنيا ..هذا الزمان المشار اليه تغادر موقده الحرارة ..اقصد الشعور الداخلي المتفاعل مع الحدث بوصف الكاتب جزء حميم من مكونات الحدث المعاش او المعيش ..وهنا تحديدا يغدو الكاتب اقرب ما يكون الى المؤرخ ..



#سعدي_عباس_العبد (هاشتاغ)      



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- وراء كواليس الانتخابات
- تأملات مختزلة في الزمن والنسيان
- اخي الناخب , اختي الناخبة : حذار إنهم قادمون
- الاغلبية الصامتة سوف تجدّد صمتها في الانتخابات
- انتخابات الكهنة : البرابرة قادمون بقوّة
- لا تنتخبو العلماني ..........!!!! : دعوة للكراهية
- شرعنة اغتصاب الطفولة : قانون الدعارة المشرعن
- صنّاع الطواغيت .. / الشاعر العامّي او ما يسمى بالشاعر الشعبي ...
- غياب المثقف العضوي .. وحلول الآخر الطارىء
- اميركا ماذا فعلتِ بنا !! ؟
- تأملات في المكان
- العراق : ذلك الشيخ الوقور .. المحدودب .. الحزين
- عن : جان دمو .. بلا مناسبة
- غياب الاحتجاجات المليونية في العراق ..! ؟ وإلى متى .. ؟
- لماذا باتت نتائج الانتخبات محسومة سلفا
- : عن الجمال __ محض انطباع
- فصل من رواية مخطوطة : سلمى والنهر _ 1
- كتابة عن الشعوب النائمة او // ضد الحكومة
- العام العاشر في الغابة
- نص في المكان : مقهى الميثاق : علامة .. / مقطع من رواية مخطوط ...


المزيد.....




- فيلم -ريستارت-.. رؤية طبقية عن الهلع من الفقراء
- حين يتحول التاريخ إلى دراما قومية.. كيف تصور السينما الصراع ...
- طهران تحت النار: كيف تحولت المساحات الرقمية إلى ملاجئ لشباب ...
- يونس عتبان.. الاستعانة بالتخيل المستقبلي علاج وتمرين صحي للف ...
- في رحاب قلعة أربيل.. قصة 73 عاما من حفظ الأصالة الموسيقية في ...
- -فيلة صغيرة في بيت كبير- لنور أبو فرّاج: تصنيف خادع لنص جميل ...
- باللغة الفارسية.. شيخ الأزهر يدين استمرار الغارات الإسرائيلي ...
- “اخر كـلام “موعد عرض مسلسل المؤسس عثمان 195 الموسم السابع في ...
- فيلم -المخطط الفينيقي-.. كم تدفع لتصبح غنيا؟
- حرارة الأحداث.. حين يصبح الصيف بطلا صامتا في الأفلام


المزيد.....

- الصمت كفضاء وجودي: دراسة ذرائعية في البنية النفسية والجمالية ... / عبير خالد يحيي
- قراءة تفكيكية لرواية -أرض النفاق- للكاتب بشير الحامدي. / رياض الشرايطي
- خرائط التشظي في رواية الحرب السورية دراسة ذرائعية في رواية ( ... / عبير خالد يحيي
- البنية الديناميكية والتمثّلات الوجودية في ديوان ( الموت أنيق ... / عبير خالد يحيي
- منتصر السعيد المنسي / بشير الحامدي
- دفاتر خضراء / بشير الحامدي
- طرائق السرد وتداخل الأجناس الأدبية في روايات السيد حافظ - 11 ... / ريم يحيى عبد العظيم حسانين
- فرحات افتخار الدين: سياسة الجسد: الديناميكيات الأنثوية في مج ... / محمد نجيب السعد
- أوراق عائلة عراقية / عقيل الخضري
- إعدام عبد الله عاشور / عقيل الخضري


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - سعدي عباس العبد - تأملات : في الحدث الروائي / الفنان شادية مثال