أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - احمد شرار - أميتاب لا يأتي للعراق














المزيد.....

أميتاب لا يأتي للعراق


احمد شرار
(Ahmed Harbi Jawad)


الحوار المتمدن-العدد: 4479 - 2014 / 6 / 11 - 22:07
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


أميتاب لا يأتي للعراق
كنت صغيرا حين أوصت امي أحد اقاربنا أن يأخذني معه الى السينما لأرى أي فلم، بعد الحاحي الشديد عليها بمناسبة نجاحي للصف الرابع الابتدائي، كذلك هي هدية العيد التي طالبتها اياها، وبذلك يخف العبء المادي الذي تشكله هديتي المتواضعة على ثقل هذه العائلة الصغيرة.
وبعد عدة توصيات على سلامتي من قبل أمي رحمها الباري، لقريبنا المولع بالسينما، وبالأفلام الهندية خاصة، وافق على مضض، أذ من الصعوبة في الأمران يصطحب طفلا بسني آنذاك، الى السينما في فترة الأعياد، من سبعينيات القرن المنصرم، ناهيك عن الزحام الشديد على أبواب السينما، والتي كان تمثل متنفسا للشباب وللعوائل في ذلك الوقت.
يا لها من مفاجئة سارة لي ولقريبي هذا، فالفلم جديد، للممثل الهندي الشهير (أميتاب)، وهو المفضل لدى عشاق الأفلام الهندية، كما اذكر أسم الفلم جيدا؛ (أميتاب والفيل صديقي).
وبما أنها المرة الأولى لي في السينما، ولرؤيتي فلم هندي، كنت متفاعلا جداَ مع البطل، وأحذره من مكان جلوسي وأقاربي يهدئ بي، قائلا (لا تخاف على بطل الفلم هسه يدككهم، هسه يخلص البطلة) وقد صدق في كل ما قال، بالرغم من ان الفلم يعرض للمرة الأولى.
بعد خروجنا من السينما، سألته: كيف عرفت كل هذه الاحداث، والفلم لم يعرض من قبل؟
أجابني بضحكة، على عقلي الصغير: بطل الفلم لا يموت وألا كيف ينتهي الفلم.
لم أفهم أجابته فورا، لكنها، أخذت تتجلى تدريجيا بتقدمي في العمر.
اليوم أصبحت حكمة الفلم الهندي، قريبة لواقع قياداتنا العسكرية، ولا أعرف أن كانوا مولعين بالأفلام الهندية، أم كانوا يظنوا، في قرارة أنفسهم أنهم أحد أبطالها.
فسيناريو الحرب ضد داعش بدأ، في محافظة الانبار قبل أكثر من عدة أشهر، وتكرر قبل بضعة أيام في مدينة سامراء، ونراه اليوم يتكرر في محافظة الموصل.
وهناك من يتوهم من القادة بالقوة، وكان الامر فلم هندي أكشن، ينتصر في نهاية، بالرغم من كثرة عدد أعدائه، وتعرضه للضرب المبرح والخسارات المتكررة، كما يتفرد في مقاومتهم، واصراره على تنفيذ ما يجول بخاطره، حتى أن كان قراره يضع حياته على المحك، وليس مصير العراق على أرض الواقع.
الان؛ ماهي الحسابات الحقيقية للقوة والضعف، التي يتوجب أن تتوفر للخروج، من هذه النكبات الخطيرة.
لنبدأ بمعالجة المشاكل والانقسامات السياسية، وتفعيل دور التحالف الوطني، لأنه يمثل بقيادات عراقية، لا يستهان بها في وقت الازمات، لوضع الية للقيادة السياسية، تساعد في رؤية صورة الازمة بشكل كامل.
وعدم التصرف بشكل مفرد، يزيد من تراكم الأخطاء العسكرية، ويجبر العراق على دفع، المزيد من التضحيات بالدماء والارواح والممتلكات، كي تكون أكثر فعالية، في توجيه القوة العسكرية والأمنية.
وبعدها تشذيب القوى العسكرية، بشكل مهني محترف.
فيجب ان يؤخذ هذا الامر، بشكل جدي كبير، فاليوم يمر العراق في مفترق طرق، تحدد مصيره ومصير وحدته، وليس هناك مكانُ لبطل فلم هندي، يخرج منتصرا؛
حتى وأن كانت فوهة البندقية موجهة الى رأسه، ونصل السيف على عنقه.
أغلقت الستارة وانتهى الفلم، ففكروا بمصير العراق واخرجوا من عالم الاحلام والأفلام.
احمد شرار / كاتب وعلامي



#احمد_شرار (هاشتاغ)       Ahmed_Harbi_Jawad#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- كلفة كرسي الحكم؟
- درس من التاريخ الإيراني: انتفاضة التنباك
- إستفاد! ...
- لن تمحى ذكراك سيدي.
- حكاية النسر وحكاية شعب
- غزال المصخم.
- وطنية مستوردة
- الصدرمع الحكيم وقصة الاكراد
- حكامنا: لم نفقد كرامتنا بعد!
- مقال / ما الذي تعرفوه عن العراقيين
- مقال / المواطن يريد أن يصرخ!
- مقال / على دكة الاحتياط
- مقال / عودة أبو فخري
- مقال / ديمقراطية متعددة الوجوه
- مقال / حوار على قارعة فنجان قهوة: من سننتخب؟!
- اعتزال الصدر رمية في الزاوية الصعبة من الهدف!
- حقيقة وليست خيال، المصباح السحري
- تشرشل: درس قديم لم يقرأه الساسة العراقيين
- حيرة سعدون
- مشاكل العراق والحاجة إلى حكمة حكيم


المزيد.....




- وزير دفاع أمريكا يوجه - تحذيرا- لإيران بعد الهجوم على إسرائي ...
- الجيش الإسرائيلي ينشر لقطات لعملية إزالة حطام صاروخ إيراني - ...
- -لا أستطيع التنفس-.. كاميرا شرطية تظهر وفاة أمريكي خلال اعتق ...
- أنقرة تؤكد تأجيل زيارة أردوغان إلى الولايات المتحدة
- شرطة برلين تزيل بالقوة مخيم اعتصام مؤيد للفلسطينيين قرب البر ...
- قيادي حوثي ردا على واشنطن: فلتوجه أمريكا سفنها وسفن إسرائيل ...
- وكالة أمن بحري: تضرر سفينة بعد تعرضها لهجومين قبالة سواحل ال ...
- أوروبا.. مشهدًا للتصعيد النووي؟
- الحوثيون يعلنون استهداف سفينة بريطانية في البحر الأحمر وإسقا ...
- آلهة الحرب


المزيد.....

- في يوم العمَّال العالمي! / ادم عربي
- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - احمد شرار - أميتاب لا يأتي للعراق