أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - احمد شرار - مقال / ديمقراطية متعددة الوجوه














المزيد.....

مقال / ديمقراطية متعددة الوجوه


احمد شرار
(Ahmed Harbi Jawad)


الحوار المتمدن-العدد: 4389 - 2014 / 3 / 10 - 13:03
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


ديمقراطية متعددة الوجوه
كوبنهاكن سنة (2009)، وقد شارفت على مغادرتنا، كنت مدعوا لحضور مأدبة عشاء مع بعض الأصدقاء، وكان الحضور عدد من الأصدقاء العاملين في مجال الاعلام، ينتمون الى عدد من المؤسسات الإعلامية الرصينة العربية منها والغربية.
كان مضيفنا، رجل في منتصف العقد السادس من عمره، يحمل شهادة الدكتوراه في مجال عمله الإعلامي، كنت الأقرب من مجالسيه على طاولة الطعام.
بدأ حديثه، كما جرت العادة (المضيف هو من يبدأ الكلام).
: أرجوا أن تستمتعوا بطعامكم، لقد تم اعداده بشكل خاص لضيوفنا الأعزاء، كانت الاطباق العربية هي الأطباق الرئيسة في وجبة العشاء، وهي الاطباق الاغلى في ذلك المطعم، كان هذا تقديرا كبيرا من مضيفينا، لنا نحن العرب المسلمين، حسب التقاليد والعادات المتبعة هناك.
كما يقال، إن أجمل الأحاديث ما يطرح على وجبة العشاء، أستغرق الجميع بتبادل أحاديث ممتعة، حيث بادرني مضيفنا بقوله: أتعلم أعتقد أننا أغضبنا الرب! بدت على محياي علامات الدهشة من طريقة بدء حديثه.
أستمر قائلا: لقد تسبنا بأكبر نكبة اقتصادية في العالم، وخسر فريقنا لكرة القدم وغادرنا ملك البوب (مايكل جاكسون) كما انتخبنا مرشح ديمقراطي، أنا رجل جمهوري الهوى مبتسما.
أجبته: هل بأماكنك أن تشرح لي، أنتم تدعون أنكم بلد ديمقراطي.
مفهوم الديمقراطية لدينا يختلف عن صورته في الاعلام، أنت يا صديقي أعلامي وتعرف أن سياسة الدولة، قد يختلف معها الكثير من المواطنين.
ولأعطيك مثلا، أنا لم أحب (أوباما) ولم أنتخبه، لكني لن أكون ضده، أن كان هذا خيار الأغلبية، سأكون مراقب لأخطائه، لكني سوف أعطيه الفرصة، هذا ينطبق حتى على الديمقراطية الاقتصادية، لعلك لم تسمع بهذا المصطلح.
سوف أشرح لك هذا المصطلح وأنت تستمتع بتناول طعامك، كان يسترسل كلامه بهدوء.
أتعلم ما نوع سيارتي؟، قد يكون سؤالي بعيدا عن موضوع نقاشنا لكن جارني.
: كلا، لا أعلم: أنها سيارة يابانية الصنع، كنت من المعجبين بصناعتنا الامريكية، جدا خصوصا سيارة (الفورد)، لكن عندما لبت شركات الصناعة اليابانية حاجتي، وصنعت ما احتاج اليه بسعر أرخص وتوفير أكبر للوقود، استبدلت سيارتي الامريكية بأخرى يابانية، هذا ما قصدته بمصطلح الديمقراطية الاقتصادية، أن معظم مواطنينا يمارسون تلك الديمقراطية.
لقد كان لديهم الوقت الكافي، كي يصنعوا سيارة تلبي حاجاتنا، لست بحاجة لتشجيع صناعة السيارات الامريكية، أن لم تلبي رغباتي.
وكما ترى يا صديقي، أن التغيير يبدأ بنا نحن من نضع ركائز الديمقراطية، في السياسة والاقتصاد والاجتماع لمجتمعنا والخاصة بنا، ولكنا أخفقنا في هذه الفترة في ممارستها بشكل صحيح، لعلنا تكاسلنا، مما أغضب الرب كما أسلفت مسبقا.
يجب عليكم الان أن تبدأوا بديمقراطيتكم، انتخبوا الاصلح مهما كان انتمائه، تقدم أمتكم هو الشيء المهم، أن زمام الامر بين أيديكم الان، كونوا دقيقين في الاختيار، لديكم وجوه سياسة واعدة، لم تعدموا الفرص بعد، أرجوا أن تتذكر أن الديمقراطية مسؤولية عامة وليست خاصة، يجب ألا نتهاون في ممارستها. ويتعين أن يقوم الفقراء بما يحتمه عليهم فقرهم، تيارات الشعب والفقر والتهميش يجب أن تقول كلمتها، وليس مثل التيارات السياسية للقاعدة الجماهيرية لديكم (في الاشارة الى التيار الصدري والمجلس الاعلى)، من يستطيع القيام بهذه المهمة الوطنية الكبرى، فهل سيفعلونها يدا بيد؟!
لم تمح من ذاكرتي تلك المحادثة، التي أراها اليوم أقرب الى وأقعنا وحاجاتنا الى ديمقراطية، من صنع أناملنا.
احمد شرار / كاتب وأعلامي



#احمد_شرار (هاشتاغ)       Ahmed_Harbi_Jawad#          


ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- مقال / حوار على قارعة فنجان قهوة: من سننتخب؟!
- اعتزال الصدر رمية في الزاوية الصعبة من الهدف!
- حقيقة وليست خيال، المصباح السحري
- تشرشل: درس قديم لم يقرأه الساسة العراقيين
- حيرة سعدون
- مشاكل العراق والحاجة إلى حكمة حكيم
- الصدر والحكيم، وحدة موقف ووحدة طريق
- البعث والنازية: مشتركات تاريخية
- المال والبنون والإصبع البنفسجي -مقال
- ممثلي الشيطان في مجلس النواب
- لقد تخرج وبامتياز
- سلملي


المزيد.....




- ترامب يعلق بعد استخدامه مصطلحا معاديا للسامية: لم أكن أعلم
- دفاعًا عن الحق في الوصول للعدالة: نتضامن مع مطالب المحامين ا ...
- سوريا تعلن عن هويتها البصرية الجديدة … ما هي دلالات شعار الد ...
- إثيوبيا تدعو مصر والسودان لحفل افتتاح سد النهضة… والقاهرة تر ...
- قانون ترامب للإنفاق يمرر بالكونغرس بعد جدل طويل، ما هي بنوده ...
- جزيرة كريت اليونانية تشتعل: إجلاء أكثر من 1500 شخص واستنفار ...
- بعيد اتصال بوتين وترامب .. روسيا تشن أكبر هجوم مسيرات على أو ...
- جهود لتحويل آثار بابل العراقية إلى وجهة سياحية
- حتى الدفن صار امتيازا.. أزمة مقابر خانقة في غزة
- جنرال هندي: الصين زودت باكستان بمعلومات لحظية خلال الحرب الأ ...


المزيد.....

- نقد الحركات الهوياتية / رحمان النوضة
- الوعي والإرادة والثورة الثقافية عند غرامشي وماو / زهير الخويلدي
- كذبة الناسخ والمنسوخ _حبر الامة وبداية التحريف / اكرم طربوش
- كذبة الناسخ والمنسوخ / اكرم طربوش
- الازدواجية والإغتراب الذاتي أزمة الهوية السياسية عند المهاجر ... / عبدو اللهبي
- في فوضى العالم، ما اليقينيات، وما الشكوك / عبد الرحمان النوضة
- الشباب في سوريا.. حين تنعدم الحلول / رسلان جادالله عامر
- أرض النفاق الكتاب الثاني من ثلاثية ورقات من دفاتر ناظم العرب ... / بشير الحامدي
- الحرب الأهليةحرب على الدولة / محمد علي مقلد
- خشب الجميز :مؤامرة الإمبريالية لتدمير سورية / احمد صالح سلوم


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - احمد شرار - مقال / ديمقراطية متعددة الوجوه