أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع - قاسم حسن محاجنة - ألكتابة ما بين ألشعبوية والنخبوية ..!!(2)














المزيد.....

ألكتابة ما بين ألشعبوية والنخبوية ..!!(2)


قاسم حسن محاجنة
مترجم ومدرب شخصي ، كاتب وشاعر أحيانا


الحوار المتمدن-العدد: 4454 - 2014 / 5 / 15 - 10:11
المحور: الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع
    


ملاحظة : هذا المقال تتمة لمقالي السابق بعنوان "لماذا يتوقف الكاتب عن الكتابة ؟؟" .
كاتب وأديب فلسطيني معروف ، لن أذكر اسمه ، كان معلما للغة العربية ، وقد تتلمذتُ على يديه في المدرسة الإبتدائية لسنة دراسية واحدة فقط . عُرفت عنه قسوته ،نزقه وعدم رضاه عن وضعه (كمدرس في مدرسة إبتدائية ) ، كتب كثيرا تحت إسم مستعار ، تفاديا لملاحقته من جهاز التعليم .
صدرت له مجموعة قصص قصيرة ورواية ، لكن مقالاته تمتاز بالتعقيد والغموض ، عسيرة على الفهم والهضم أيضا !! سأله صديق مشترك لكلينا عن تعمده الغموض ، فأجاب دون أن يرف له جفن ، بأنه يكتب لنخبة النخبة فقط ، ولا تهمه "الجماهير العريضة " ، فهي ، حتى وإن قرأت ، لا تفهم !! علما بأن قصصه القصيرة تمتاز بحبكة وأُسلوب سلس مشّوق .
هناك ، من يعتقد كأُستاذي ، بأن الكتابة وتبعا لذلك، عملية القراءة أيضا ،هي من شأن النخبة ، التي "تختص" بلغتها أو وعلى وجه الدقة ، تملك "قاموسها " الفريد ، كصاحب أي مهنة أُخرى ، كلغة الأطباء ، المحامين والفلاسفة ، وتستطيع أن تدير في ما بينها حوار ، نقاش وربما خلاف في وجهات النظر ، وهذا ما لا تستطيعه "الجماهير " ، لأنها لا تملك "لغة المهنة " .
وعلى النقيض ، هناك من يعتقد بأن الكتابة هي عملية إطلاق شعارات سطحية تُدغدغ "مشاعر الجماهير " ، وتسطيح ساذج للعمل الإبداعي والفكري ، عن طريق كتابة سطحية ، بسيطة ومُباشرة تُخاطب "القاسم " المشترك الأبسط جماهيريا ، أو أن تكتب لجمهورها المستهدف ، ما يرغب بسماعه ،وذلك بهدف الوصول إلى شعبية كبيرة ، والحصول على رضا وتقدير "شريحة الهدف ".
وكلاهما ومن أجل تحقيق الغاية والتي من أجلها يكتبون ، يبذلون جهدا غير قليل في "البحث " عن تقنيات تُحقق لكتاباتهم "هدفها " المُعلن أو الخفي . ونتيجة لهذا ، تجد "كقاريء " تمتلك مهارة القراءة ، تجد مواضيعهم مصطنعة ، سواء في إغراقها بالسطحية أو التعقيد المتعمد .مما يؤدي في نهاية المطاف إلى أن تفتقد "كتاباتهم " إلى "جمالية " العفوية الإبداعية .
وبما أن الكتابة ، لا تُخاطب الشعور فقط ، ولا تُخاطب العقل حصريا ، فإنها وإلى جانب أنها تهتم بالمشاعر فإنها تهتم بالعقل ايضا . لذا نجد بأن الذين وصلوا إلى "قلوب " الجماهير وعقولها ، هم المبدعون الحقيقيون ( في كافة مناحي الإبداع )، وإن تعددت أساليبهم ووسائلهم التعبيرية ، فهم جمعوا بين البساطة والعمق في أن واحد .
لكن في المُحصلة النهائية "يتحمل " المُتلقي المسؤولية الأكبر في عملية الإبداع ، وذلك من خلال "فهمه " و"تاويله " للنص الإبداعي وليس التعليمي ، بل ويذهب البعض أبعد من ذلك ، ليؤكد ويقرر بأن العملية محصورة في بين طرفين للمعادلة ، النص والمُتلقي ، دون الإلتفات إلى الكاتب (المبدع ) في هذه المعادلة . ولكي أكون أكثر تحديدا ، فالفهم والتأويل هما مصطلحان هامان في الهرمنيوطيقا " وهي المدرسة الفلسفية التي تشير لتطور دراسة وفن تفسير وفهم النصوص في فقه اللغة ".أو ببساطة فإن عمليتي الفهم والتفسير ، هما ذاتيتان عند المُتلقي ، وهو من يُحدد "وفق " وعيه القرائي ، المعنى الذي يحمله نص ما ، أو "يُقرر " فيما إذا كان هذا النص أو ذاك ، عملا إبداعيا أم لا ؟؟!!
لذا ، يكون الناشر ( دار نشر ، مجلة ، صحيفة أو موقع ما ) ، هو الذي يتعامل مع النص والمُتلقي الأول له ، "فيرفضه" أو" يتقبله" ، بناء على معايير ذاتية ومعايير إقتصادية أو أيديولوجية !! لكنها ليست "تقييما " هرمنيوطيقيا موضوعيا !! أي "مُحاكمة " النص بتجرد مُطلق ، وبهذا يخسر المتلقي المستهدف ، وهم جمهور القراء ، الفرصة "لفهم " وتفسير" النص ، لأن "الوسيط " سواء كان فردا أو مؤسسة هو المزود الحصري ، وبحكم موقعه ، للنصوص التي "تبحث " عن قراء . ومع ذلك يبقى السؤال مفتوحا ، ألا وهو : هل تتحكم مشاعر هذا "الوسيط " ، بالمادة الإبداعية التي "يُسوقها لزبائنه " أم لا ؟؟ وإلى أي مدى ؟؟
وما بين رحى طاحون الشعبوية والتي هي أكثر إنتشارا في "الأدب " و"الثقافة " الشعبية ، وبين رحى طاحون "النخبوية " والتي هي بمثابة ناد مغلق للأعضاء فقط . يتم "طحن " المبدعين الحقيقيين ،إلا في ما ندر !!!
يتبع ..



#قاسم_حسن_محاجنة (هاشتاغ)      



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- لماذا يتوقف الكاتب عن الكتابة ؟؟
- كباقي الدول ؟! زواج السُلطة والمال ..
- دماؤهم على أكُفّهم !! عمال هاربون من الحصار ..
- كيف يتحول الإنسان إلى -وحش- ؟؟
- الحوار والتحوير !!المشاكسة قبل الأخيرة ..
- -عاموس عوز- : نيو- نازية يهودية !!
- يوم النصر على النازية !!
- -ألتسطيح- أفيون الجماهير ..
- إستقلالهم نكبتُنا ؟!ماذا عن التزمت والأوهام ، أيضا !؟
- دكتور جايكل ومستر هايد !!
- إنهم -يخترقون - جُدران ألخزّان . مُهداة إلى روح غسان كنفاني
- أهلا بكم في دولة الشريعة اليهودية .
- ألإلحاد ألسلفي (ألإسلامي) ..!!
- البيدوفيليا الدينية
- دافيد -النحلاوي - يُثير بلبلة في صفوف الجيش الإسرائيلي .
- -مع- ياسر برهامي ..و-ضد- فاطمة ناعوت!!
- حماس : -قميص عُثمان - أليمين الإسرائيلي ..!!
- الأول من أيار : يوم للوحدة أم يوم ذكرى إحتفالية ؟!
- الهولوكوست والفلسطينيون ..
- ألربيع ألعربي – الفُرصة الضائعة للطبقة العاملة .


المزيد.....




- رجل يتنكّر كطائر ويسير 85 كيلومترًا في بريطانيا.. ما السبب؟ ...
- مشاهد تحبس الأنفاس لمغامر يقف على حافة شاهقة في جبل جيس بالإ ...
- مقتل شخصين وإصابة آخرين في غارتين إسرائيليتين على جنوب لبنان ...
- أوكرانيا: مقتل شخصين وإصابة 15 في غارات روسية على مدينتيْ أو ...
- إسرائيل تعيد فتح طرق رئيسية أغلقتها الحرائق ودول تمد يد العو ...
- بيان صادر عن المنبر العمالي العربي المناهض للإمبريالية والصه ...
- برلماني أوكراني: اتفاقية المعادن بين كييف وواشنطن فوق القوان ...
- نتنياهو يستعد لتوسيع العمليات القتالية بغزة
- القوات الأوكرانية تستهدف سوقا في مدينة أليوشكي في خيرسون
- موسكو.. شجار جماعي عنيف في مباراة دوري الهوكي الوطني للشباب ...


المزيد.....

- سور القرآن الكريم تحليل سوسيولوجي / محمود محمد رياض عبدالعال
- -تحولات ظاهرة التضامن الاجتماعي بالمجتمع القروي: التويزة نمو ... / ياسين احمادون وفاطمة البكاري
- المتعقرط - أربعون يوماً من الخلوة / حسنين آل دايخ
- حوار مع صديقي الشات (ج ب ت) / أحمد التاوتي
- قتل الأب عند دوستويفسكي / محمود الصباغ
- العلاقة التاريخية والمفاهيمية لترابط وتعاضد عالم الفيزياء وا ... / محمد احمد الغريب عبدربه
- تداولية المسؤولية الأخلاقية / زهير الخويلدي
- كتاب رينيه ديكارت، خطاب حول المنهج / زهير الخويلدي
- معالجة القضايا الاجتماعية بواسطة المقاربات العلمية / زهير الخويلدي
- الثقافة تحجب المعنى أومعضلة الترجمة في البلاد العربية الإسلا ... / قاسم المحبشي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع - قاسم حسن محاجنة - ألكتابة ما بين ألشعبوية والنخبوية ..!!(2)