جمشيد ابراهيم
الحوار المتمدن-العدد: 4447 - 2014 / 5 / 8 - 10:18
المحور:
الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع
بطريق في الصحراء
بطريق في الصحراء: هكذا كنت اسمي زوجتي و نحن نتمشى في المدينة الشرقية التي كانت تحترق تحت اشعة الشمس بعد الظهر. لم تكن هناك ايضا وسائط النقل غير سيارات الاجرة و السيارات الخصوصية التي كانت تتوقف كلما رأت بائع على حافة الطريق يبيع البطيخ الاحمر (الرگي) و البطيخ الاصفر او الاخضر الغذاء الشعبي للبلد بعد الرز.
عندما كنت انظر الى الناس في مختلف الدول و الثقافات بملابسهم التقليدية لم استطع الا التفكير بالحيوانات و الطيور و تهيأ لي و كاني اجد نفسي بين مختلف الانواع كالضفادع و التماسيح و القردة و البقر و الجواميس و الدجاج.. ثم اتساءل و اقول: يا ترى هل ما يلبسه الانسان صناعيا هنا يغيره ام يضيف شيئا غريبا على صنفه كالدشداشة العربية البيضاء التي تظهر كالثلج في الصحراء و كانما انا بين ثعالب او ارانب القطب الشمالي البيضاء؟ ثم احاول ان اجد تفسيرا لها و اقول: البشرة الداكنة و الشمس الحارقة تفرضها و لكنك تتفاجأ عندما ترى المرأة في عباءة سوداء تمشي وراء الرجل و كانما هي ظل الدشداشة البيضاء.
بعد تسجيل هذه الانطباعات تبدو الحياة بين الابيض و الاسود فجأة لك بدون معنى و تعتقد بانها ليست الا عبارة عن خطوط سوداء و بيضاء على ورقة صفراء او رمادية اللون يمكن مسحها بسهولة بالممحاة. ثم تنظر لعيون الناس لاجل التقرب لشخصية المقابل و لكنك سرعان ما تنتقل الى الفم و الحنك او الفك لترى فيما اذا كان الشخص متوترا او تحت ضغط شديد او مرتاحا و فيما ذا كانت الابتسامة طبيعية او مصطنعة بسبب خبرتي مع اللغات الاجنبية التي كانت تجمد فكي و تترك الم معين يضطرني الى تلطيفه بيدي بين فترة و اخرى لكيلا تسقط اسناني ـ سن بعد سن و لكن الذي اعجبني هو ان الدكاكين كانت بدون اسماء مثل احجار القبور و نصب الجندي المجهول.
www.jamshïd-ibrahim.net
#جمشيد_ابراهيم (هاشتاغ)
الحوار المتمدن مشروع
تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم
العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم.
ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في
استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي،
انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة
في دعم هذا المشروع.
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟