|
بين الملك وعند
جمشيد ابراهيم
الحوار المتمدن-العدد: 4431 - 2014 / 4 / 22 - 16:07
المحور:
دراسات وابحاث في التاريخ والتراث واللغات
بين الملك وعند رغم ان (عند) يحل محل الثلاثي (ملك) الانه يختلف جذريا رغم القواسم المشتركة. يتفق (عندي) مع (املك) في امتلاك الاشياء و هذا لا بأس به لان الانسان يستطيع ان يملك الحاجات و السلع على الاقل لمدة بقاءه على قيد الحياة ليرثه او يبيعه للغير اذا لم تتلف مثل (عندي بيت / املك بيت) او (عندي سيارة او املك سيارة) ولكنك لا تستطيع ان تقول (املك اطفال او زوجة) بل (عندي او لي اطفال و زوجة) الا اذا كنت من الرجال الذين يمتلكون حتى زوجاتهم و هذا يبين صحة استعمال (عند) كحرف جر بدل (ملك). لاحظ ايضا ان الفعل الانجليزي have يشبه (عند) هنا لان المعنى الاصلي للكلمة كان الاحتواء و الاحتفاظ كالوعاء و لا نزال نجد بقاياه في كلمة haven ملاذ آمن safe haven و الالمانية Hafen ميناء.
تتجه العاميات العربية الى مختلف االوسائل بالاضافة الى (عند) و (ملك) فمثلا هناك مال (مالي و مالكم) الكلمة التي كانت تعني القطيع سابقا مثل الانجليزية fee و هناك (بتاع) او (يعود الى) و حروف الجر (مع / لـ) و هذا يدل ايضا على ان الانسان لا يستطيع ان يملك.
ينتهي عصر الملك رغم ازدياد عدد المليونيرية و البليارديرية ليحل محله عصر (عند) عندما يزداد نفوس البشر و اليوم و بسبب غرق الاسواق بالسلع و قصر عمر السلع life cycle short نبدلها بالجديد لنغرق في زبالتنا و من ناحية اخرى تحاول الشركات تمديد عمر المواد الغذائية او عمر رف المحلات shelf life بالتعليب و التبريد و اضافة المواد الكيمياوية و التلوين و الاضاءة لاجل عرضها بطريقة تفتح الشهية و تغش عيون الناس.
لا يمكن ايضا ان تبقى قوانين الارث على حالها و لا يمكن ان يستمر امتلاك الاراضي بزيادة سكان الارض فمثلا تنوي جهات المانية رسمية عدم بيع الاراضي في المستقبل بل تأجيرها لمدة 100 سنة (اطول من عمر الانسان) - حتى المقابر اصبحت تؤجر لفترة اطولها 30 قابلة للتمديد. يميز القانون الالماني ايضا بين كلمتين وهما Besitz ما تملك او بالاحرى ما بحوزتك الان و Eigentum الامتلاك الدائمي فهناك اشياء لا تستطيع امتلاكها بل استئجارها و كما يقول شكسبير في قصيدة 18 Shall I Compare Thee to a Summer’s Day بان حتى جمال البشر هو استئجار رغم انه يعتبر قصيدته هذه ازلية راجع: http://www.poets.org/viewmedia.php/prmMID/15555 www.jamshid-ibrahim.net
#جمشيد_ابراهيم (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
ما معنى العالم؟
-
قصة الباص
-
الحول و الجهل و الكسل
-
قصة الزوج التعيس 2
-
قصة الزوج التعيس
-
من التدين الى التعصب الى الاعجاب
-
قصة الزوجة التعيسة
-
السلوك تعبير الوعي
-
تحت مراقبة عيون الجاسوس الاكبر
-
هي و الكافات الثلاث
-
الحل خارج الحدود
-
ليست المرأة قميصا
-
يتوب فيها متابا
-
قد افلح من دساها!
-
اول و اهم الكتب العربية
-
تأريخ (القسط) في القرآن علميا
-
امرأة الليل (شه وه) Shawa
-
من الطهارة اليهودية الى الطهارة الاسلامية
-
الرجعية افضل
-
زوجتي هي هوايتي
المزيد.....
-
غانتس يعلن أن إسرائيل لم تتلق ردا عن موافقة حماس على الصفقة
...
-
باكستان تتعرض في أبريل لأعلى منسوب أمطار موسمية منذ عام 1961
...
-
شاهد: دمار مروع يلحق بقرية أوكرانية بعد أسابيع من الغارات ال
...
-
خطة ألمانية مبتكرة لتمويل مشاريع الهيدروجين الأخضر!
-
بوندسليغا: بايرن يتعثر أمام شتوتغارت ودورتموند يضرب بقوة
-
الداخلية الألمانية تحذر من هجوم خطير
-
روسيا.. 100 متطوع يشاركون في اختبارات دواء العلاج الجيني للس
...
-
ملك المغرب يدعو إلى اليقظة والحزم في مواجهة إحراق نسخ من الق
...
-
تأهب مصري.. الدفع بهدنة في غزة رغم تمسك إسرائيل باجتياح رفح
...
-
تونس.. وزارة الداخلية تخلي مقر المركب الشبابي بالمرسى بعد ال
...
المزيد.....
-
تاريخ البشرية القديم
/ مالك ابوعليا
-
تراث بحزاني النسخة الاخيرة
/ ممتاز حسين خلو
-
فى الأسطورة العرقية اليهودية
/ سعيد العليمى
-
غورباتشوف والانهيار السوفيتي
/ دلير زنكنة
-
الكيمياء الصوفيّة وصناعة الدُّعاة
/ نايف سلوم
-
الشعر البدوي في مصر قراءة تأويلية
/ زينب محمد عبد الرحيم
-
عبد الله العروي.. المفكر العربي المعاصر
/ أحمد رباص
-
آراء سيبويه النحوية في شرح المكودي على ألفية ابن مالك - دراس
...
/ سجاد حسن عواد
-
معرفة الله مفتاح تحقيق العبادة
/ حسني البشبيشي
-
علم الآثار الإسلامي: البدايات والتبعات
/ محمود الصباغ
المزيد.....
|