أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع - جمشيد ابراهيم - قصة الزوجة التعيسة














المزيد.....

قصة الزوجة التعيسة


جمشيد ابراهيم

الحوار المتمدن-العدد: 4425 - 2014 / 4 / 15 - 19:51
المحور: الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع
    


قصة الزوجة التعيسة
كانت زوجتي تشبه الملائكة في الجمال و الاخلاق و كنت اردد دائما: لا تستطيع هذه الانسانة الهادئة البريئة ان تؤذي حتى الذبابة - اخلاقية الى ابعد الحدود لا تستطيع الكذب و هي مستعدة لمساعدة كل من كان في حاجة اليها ـ بصراحة كنت اسميها مريم العذراء خاصة عندما كانت تحمل ابنها الصغير و في عيونها الزرقاء ضياء و براءة السماء الصافية.

تغير الوضع فجأءة بعد اقل من سنة من زواجنا و تحولت حياتنا الى فيلم سينمائي خطير (كما سمتها سيدة عندما اضطريت تحت ضغط نفسي لا يطاق ان احكي لها قصة حياتي) لاسباب تافهة لا تستحق ذكرها ابدا مثل الاختلاف في مكان المزهرية او اعجابي بصورة لجميلة في مجلة اتصفحها ـ و قس عليها.

بدأت تقبض فجأة على التلفزيون الجديد الغالي على خزانة غرفة الجلوس و ترميه بقوة على الارضية لتكسره ثم تمسك بكل ما يقع بيدها و تقذفها عليّ بقوة كوابل من الرصاصات و ترمي نفسها على الارضية لتجرح نفسها بشظايا زجاج شاشة التلفزيون المنتشرة في كل مكان. لم اكن متهيئا للتعامل مع هذه الحالات المتطرفة الهستيرية و لم يكن لديّ خبرة ايضا و لم اكن طبيبا نفسيا لافهم هذا التصرف الغريب. وقعت في يأس شديد لم اعرفه سابقا في مجتمعي الشرقي.

عندما هرعت لمساعدتها لارفعها من ارضية الغرفة و اهدئها نهضت بسرعة ـ بصقت في وجهي وقذفت بملابسها كلها على الاريكة لتخرج من باب البيت عارية و هي تصيح و تصرخ: النجدة. طبعا استحيت ان اتركها بهذه الحالة لذا ركضت وراءها لارجعها الى البيت و لكني مع الاسف سديت باب البيت تاركا المفاتيح في الداخل. كانت الساعة و الحمدلله الثانية ظهرا و جميع ساكني الشقق الاخرى في البناية في داخل بيوتهم. لحسن الحظ كانت شقتنا في الاسفل و استطعت التسلق لادخل البيت من باب البلكون المفتوح بسرعة و افتح لها الباب. كانت هي دائما تقول: لانك اذيتني فاريد ان ادمر اعز مالديك و اجرحك في المكان الذي يؤلمك على الاكثر. لذا كنت اخبيء كل شيء عزيز عليّ اما في صندوق السيارة او في مكتبي و اتجنب زيارة الاصدقاء بصحبتها.

تعاقبت الحوادث من هذا النوع بعد كل اختلاف رأي ليتحول الى مشاجرة من الوزن الثقيل دون نهاية الا بعد انهيار القوى او سيطرتي على اعصابي و اعلان الهزيمة لكيلا تتطور المشكلة الى كارثة و استدعاء الشرطة فمثلا عندما اتصلت سيدة للتحدث معي عن مشروع عمل على رقم هاتف البيت في غيابي (رغم اني رجوتها عدم مخابرتي في البيت) فقدت اعصابها كليا. عندما دخلت البيت وجدتها تتكلم مع والدتها على الهاتف و هي تشتمني باقذر الشتائم و تقول: ماما هو اجنبي شرقي لم يتعلم الاخلاق لذا فضلت ترك البيت و المغادرة بالسيارة الى المكتب و لكن و ما ان وصلت الى الشارع و قبل ان اتمكن فتح باب السيارة رأيت ملابسي تتطاير من الشباك المفتوح لتتساقط كاوراق اشجار الخريف على الشارع. لم يبق لدى امكانية غير جمعها من الشارع و كدسها في صندوق السيارة و المغادرة بسرعة و لكن و حالما وصلت جاءت مكالمة هاتفية منها طبعا بعد تغير صوتها على الهاتف كالعادة لتتاكد من وجودي في المكتب.

طبعا كانت هناك لحظات كثيرة من السعادة معها و لكن هذا التحول المفاجئ المتطرف الهستيري جعلني اقرر الطلاق بعد الحادثة الاولى و دعني ايضا اعترف باني كنت من الذين يقعون بسهولة في فخ الجميلات. لربما لا تصدق اذا قلت بانها هي التي سبقتني في تقديم الطلاق بعد سبع سنوات من الحياة الزوجية و لكن المسألة لم تنتهي حتى بعد دخول امرأة جديدة تعيش في مدينة اخرى في حياتي. اعطيتها رقم تلفوني الجديد في تلك المدينة لكي تستطيع الاتصال بيّ اذا ما تمرض ابني لا سمح الله و لم اكن اتوقع منها استغلال الوضع بهذه الصورة الدنيئة و تتصل بشريكة حياتي الجديدة تحت اسم اخر لامرأة زعمت كانت على علاقة عاطفية معي و تتكلم معها ساعة كاملة لتقول لها باني ارتكبت الخيانة الزوجية بحقها لتحذرها من اية علاقة معي.

رجعت للبيت و انا الجاهل بالموضوع لابدأ مشادة كلامية عنيفة على الهاتف مع صاحبتي الجديدة و اشرح لها باني اعرف طبعا امرأة بهذا الاسم و لكني لم اكن قطعا على علاقة عاطفية معها و لم ابوح لها برقم تلفونها و صاحبتي تشك في اخلاصي و تطلب مني ان اتصل بها و اوبخها. حاولت عدة مرات الاتصال بـ (اولا) و لكنها لم تكن في البيت و بقينا على هذا الصراع الى ان تذكرت بان الوحيدة التي لديها رقم تلفون صاحبتي هي زوجتي السابقة نفسها و عند التحري عن رقم هاتف المخابر وجدنا بانها كانت فعلا هي المخابرة. لذا اتصلت بها صاحبتي الجديدة و حذرتها بانها ستخبر الشرطة عنها اذا ما حاولت مرة اخرى ان تلعب هذه اللعبة القذرة.

لقد قرأت مرة قصة قصيرة لامرأة قفلت الباب على نفسها و طفلها و اهملت كل شيء في البيت. توقفت عن تنظيف البيت و غسل نفسها او الذهاب الى الخارج لشراء المواد الغذائية و عندما زارها صديقها بعد فترة طويلة وجد البيت و كانها مزبلة. مع الاسف لا اتذكر اسم القصة الانجليزية الرائعة هذه و لا اسم الكاتب و رغم محاولاتي الكثيرة لم افلح في العثور عليها و لكنها تسحرني ليومنا هذا لانها تنطبق تماما على زوجتي السابقة التي كانت فجأة تقع في يأس و انبطاح شديد و تهمل كل شيء في البيت.

كلما كنت ارجع الى البيت بعد العمل اجدها اما نائمة و لصقت ورقة على باب غرفة النوم تقول رجاء الهدوء او هي في مكالمة هاتفية مع والدتها. رجعت مرة من عملي بعد اسبوع لاجد الاطباق و الكؤوس مكدسة و متروكة في وساختها في المطبخ بعد اقامة دعوة لصديقاتها و عندما سألتها لماذا لم تنظف الاطباق ردت: اذا كان المنظر لا يعجبك فقم انت بغسلها.

ملاحظة:هذه قصة واقعية صحيحة في كل تفاصيلها كتبتها لتلبية طلب جانب واحد لان الالمانية تقول: هناك دائما طرفان في المشكلة. هذه قصة نفسية اكثر منها ادبية.
Wwww.jamshid-ibrahim.net



#جمشيد_ابراهيم (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- السلوك تعبير الوعي
- تحت مراقبة عيون الجاسوس الاكبر
- هي و الكافات الثلاث
- الحل خارج الحدود
- ليست المرأة قميصا
- يتوب فيها متابا
- قد افلح من دساها!
- اول و اهم الكتب العربية
- تأريخ (القسط) في القرآن علميا
- امرأة الليل (شه وه) Shawa
- من الطهارة اليهودية الى الطهارة الاسلامية
- الرجعية افضل
- زوجتي هي هوايتي
- شهور الروم الوان
- جمال الجوانب السرية و الشخصية في القرآن
- مزّق الكتب
- العربية و مواد البناء
- حلب الحليب في حلب
- نعم للدم بالدم !!
- لاكون درويشا ينام تحت الجسر


المزيد.....




- مصدر لـCNN: مدير CIA يصل القاهرة لإجراء مزيد من المحادثات بش ...
- -من المهم أن تفهم أن آخر شيء أريد فعله هو وضعك في السجن-
- بيلاروس تجري اختبارا مفاجئا لحاملات الأسلحة النووية التكتيكي ...
- زاخاروفا: روسيا قد تضرب أهدافا عسكرية بريطانية في أوكرانيا و ...
- بوتين يؤدي اليمين لولاية دستورية جديدة
- تقارير إعلامية تتحدث عن آخر النقاط الخلافية في مفاوضات غزة
- بوتين يتوقف أثناء مراسم تنصيبه ليصافح ضيفا بين الحضور.. فمن ...
- ضابط بريطاني: الأسلحة الروسية مصممة لإسقاط مقاتلات مثل -إف-1 ...
- وزير الدفاع المصري يبحث مع قائد القيادة المركزية الأمريكية ا ...
- وسائل إعلام: الزعماء الأوروبيون يشعرون بالرعب من التصعيد في ...


المزيد.....

- فيلسوف من الرعيل الأول للمذهب الإنساني لفظه تاريخ الفلسفة ال ... / إدريس ولد القابلة
- المجتمع الإنساني بين مفهومي الحضارة والمدنيّة عند موريس جنزب ... / حسام الدين فياض
- القهر الاجتماعي عند حسن حنفي؛ قراءة في الوضع الراهن للواقع ا ... / حسام الدين فياض
- فلسفة الدين والأسئلة الكبرى، روبرت نيفيل / محمد عبد الكريم يوسف
- يوميات على هامش الحلم / عماد زولي
- نقض هيجل / هيبت بافي حلبجة
- العدالة الجنائية للأحداث الجانحين؛ الخريطة البنيوية للأطفال ... / بلال عوض سلامة
- المسار الكرونولوجي لمشكلة المعرفة عبر مجرى تاريخ الفكر الفلس ... / حبطيش وعلي
- الإنسان في النظرية الماركسية. لوسيان سيف 1974 / فصل تمفصل عل ... / سعيد العليمى
- أهمية العلوم الاجتماعية في وقتنا الحاضر- البحث في علم الاجتم ... / سعيد زيوش


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع - جمشيد ابراهيم - قصة الزوجة التعيسة