مزّق الكتب

جمشيد ابراهيم

الحوار المتمدن-العدد: 4407 - 2014 / 3 / 28 - 13:59
المحور: الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع
    

مزّق الكتب
في القصة القصيرة The Baby للكاتب الامريكي Donald Barthelme تمزق الطفلة الصغيرة صفحات الكتب باستمرار. تطور الوضع من تمزيق صفحة واحدة الى عدد من الصفحات من يوم الى يوم الى ان قرر الوالدان معاقبتها بحبسها في غرفتها و تجاهل بكائها و صراخها. كان طول مدة الحبس يعتمد على عدد الكتب التي تمزقها الطفلة و لان الطفلة كانت تخاف من العقاب بدأت بتمزيق زوايا الصفحات فقط و لكن و عندما تصاعدت الازمة و تم حبس الطفلة 88 ساعة تقوم الام بقلع الباب ليشترك الوالدان مع الابنة اخيرا في تمزيق صفحات الكتب و كسر زجاجات السيارات و قلب قوانين الدنيا على رأسها.

لاحظ ان الفعل الانجليزي tear يمزق يتحول الى (دموع tears) في الاسم راجع الرابط الاتي لقراءة تحليلي الشخصي بالتفصيل للقصة القصيرة:
http://djd-elks.blogspot.de/2009/01/short-story-presentation.html

طبعا تمزيق الكتب يرمز الى رفض التربية الخاطئة. ارجوك لا تملي غرف الاطفال بكتب الاطفال و لا تقرأ لهم قصص من الكتب كما في الغرب بل احفظها و احكيها شفويا مثل قصص الجدة الحنونة. تمزيق الكتب لغة رمزية لا يفهمها الوالدان تماما كالطبيب الذي لا يفهم اعراض المرض قد يعني:
انا غضبان
لا يعجني تربيتكم
لا اريد تكديس الكتب في غرفتي
النجدة

تربية الوالدين وقواعدها هي كقوانين الحكومات التي تفرض و تغير دون التميز بين الخطأ و الصواب و احيانا اميل شخصيا الى معاقبة اصحاب السلطة من الوالدين والحكومات و القوانين و المدارس و الاديان و مناهج الجامعات ... نعم الطفلة على حق في تمزيق الكتب و هي تعرف كيف تستمر حتى في السجن بتمزيق زوايا الصفحات. نعم يساعد تمزيق الكتب الاطفال على تطوير الحاسات الخمسة و يزيد من مهارة استعمال اصابع و الا فما فائدة الكتب للاطفال؟
www.jamshid-ibrahim.net

#جمشيد_ابراهيم (هاشتاغ)      

---

---

الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل	حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل