العربية و مواد البناء

جمشيد ابراهيم

الحوار المتمدن-العدد: 4406 - 2014 / 3 / 27 - 11:44
المحور: دراسات وابحاث في التاريخ والتراث واللغات
    

العربية و مواد البناء
يمكن اعتبارالحياة البدوية العربية اطولها بالمقارنة مع القبائل السامية الاخرى لانها استمرت لفترة طويلة و لغاية اليوم لذا لا تتعجب اذا وجدت عدد من المفردات التي تخص مواد البناء و الاعمار ارامية الاصل لان الجزيرة العربية بحكم مناخها و ثقافة قبائلها كانت لا تسمح الا بتقاليد نصب الخيم الى ان استقرت القبائل البدوية في مدن و هذا هو سبب تحول كلمة (اهل) من (خيمة) الى (الاهل) بمعناها الحاضر للمزيد يرجى مراجعة مقالي السابق عن هذا الموضوع على هذا الموقع.

ليكون موضوعنا اليوم عن مادة اللَبنة / اللِبنة (بفتح اللام او كسرها) و التي ادت الى صياغة الفعل (لبّن) denominativ من الاسم لبنة اي ان الاسم هو الاصل. من الجدير بالذكر ان اسم اللبنة كاللبن و الجبن اتى من اللون الابيض ايضا (راجع Arthur Jeffery عن المفردات الارامية في العربية او غيرها من المصادر الاكاديمية). هناك اسباب عديدة لاعتبار اللبنة استعارة من الارامية نذكر منها مايلي:

اولا المناخ و ثقافة الجزيرة العربية و استمرار الحياة البدوية لفترة طويلة كما ذكرنا في المقدمة
ثانيا عندما تحرك العربية كلمة بحركات مختلفة كالفتحة و الكسرة كما في كلمة (لبنة) - لان المفردات العربية الاصيلة لا تمتاز بتقلب في الحركات. تدل تقلب الحركات على نوع من التردد في لفظ الكلمة بسبب هويتها الاجنبية.
ثالثا لاننا نادرا ما نجد اللبنة في الشعر العربي القديم
رابعا لان اللبنة نادرة في الجزيرة العربية لتكون مادة للبناء عكس ما كان في بابل على سبيل المثال و لكن اللبنة اصبحت ضرورية عند بناء اول المساجد.

الظاهر كان لون مواد البناء يميل سابقا الى الابيض و لايزال لحد يومنا هذا في مختلف الدول الشرقية و الاوربية الجنوبية و ان مادة الجصّ / الجبس هي استعارة من اليونانية gyps على سبيل المثال. لقد تطرقت في مقال سابق عن مادة (الطوب) و اصلها القبطي و لماذا اختارت شركة عالمية Adobe هذا الاسم راجع:
https://en.wikipedia.org/wiki/Adobe
https://en.wikipedia.org/wiki/Adobe_Systems
www.jamshid-ibrahim.net

#جمشيد_ابراهيم (هاشتاغ)      

---

---

الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل	حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل