جمشيد ابراهيم
الحوار المتمدن-العدد: 4389 - 2014 / 3 / 10 - 11:07
المحور:
الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع
المتهم هو دائما الاخر
تقول الالمانية Schuld sind immer die anderen اي التهمة تقع دائما على الاخرين راجع:
http://diepresse.com/home/leben/gesundheit/641820/Selbstbetruger_Schuld-sind-immer-die-anderen
الذي يقرأ المقالات المختلفة يفرح لوجود عدد هائل من الطيبين و المتسامحين و مساندي حرية المرأة و الانسانية و يتعجب و يبدأ بالسؤال: اين هم اذن الاخرون المتهمون المذنبون و اعداء المرأة و الانسانية؟ اين اختفوا؟ من هو المتهم؟ طبعا المتهم هو دائما الاخر الغائب.
نعم الذي يتهم الاخر و يؤمن بمثالية الذات و بانه افضل من الاخرين - لا يستطيع ان يعترف بالخطأ و يخدع نفسه. لربما زرعت هذه النظرة في نفسية الانسان من الطبيعة و يصعب عليه التميز بين الوعي الذاتي الداخلي و وعي الاخر الخارجي. وفق علماء النفس و الاعصاب ان هؤلاء اسوء من الاخرين و انهم ابطال في غش النفس بامتياز لبعدهم عن الواقع.
يلعب الانتباه هنا دورا مهما فمن ناحية تنبيه هؤلاء الى اخطائهم و الكشف عن وجوههم الحقيقية تلحق بهم جروح عميقة و لكن و من ناحية اخرى يعانون اذا لم يحس او ينتبه احد لقيمتهم. هذا التصرف نرجسي النوعية و رغم ان النرجسية - و عليّ الاعتراف - لا تغيب فينا جميعا و لها قيمة ذاتية عالية ولو هشة. في الاعتراف يا ناس تحرر من القيود لان الانسان لا يخاف من الوقوع في الاخطاء و الاعتراف بانه هو المذنب و المتهم و يسهل عليه العيش و يزيد من درجة تقبله بين الناس و يتخلص من عزلته لانه يقذف بحمل ثقيل من ظهره و على اكتافه على الارض.
www.jamshid-ibrahim.net
#جمشيد_ابراهيم (هاشتاغ)
الحوار المتمدن مشروع
تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم
العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم.
ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في
استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي،
انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة
في دعم هذا المشروع.
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟