جمشيد ابراهيم
الحوار المتمدن-العدد: 4437 - 2014 / 4 / 28 - 13:49
المحور:
دراسات وابحاث في التاريخ والتراث واللغات
اصل الطاغية العربية
تعودنا على الصياغات الغريبة القديمة مثل (طاغوت) في الكلمات الدخيلة الاخرى كـ (ياقوت) و (طالوت) او بصياغة تختلف قليلا مثل (ملكوت) و (جبروت) في سياقها الديني اليهودي المسيحي. الطاغوت هو نوع من البديل عن الله و القرآن ينصح بتجنبه و عبادة الله في مكانه و يوبخ الذين يؤمنون بالطاغوت رغم كونهم من اهل الكتاب .اذن الطاغوت هو اله الكفار او بعبارة اخرى يخضع الكفار لابوته و رعايته و هو الوحي او الكاهن او الساحر او الوسيط او حتى الشيطان و الوثن و الصنم مثل اللات و العزى.
بصورة عامة تعتبر العرب كلمة (طاغوت) عربية اصلية رغم ان السيوطي اعتبرها دخيلة باعتبارها من الاثيوبية و حاولGeiger ارجاعها الى الرابينية اليهودية لاشارتها للاصنام و لكن الاخرين بحثوا عن اصلها في المسيحية رغم ان اقرب مقابل لها هو من الحبشية طاغوت.
الثلاثي (طغى / طغو) بمعناه الاولي هو (تجاوز الحدود) او بعبارة اخرى (التمرد على دين الحق) ليشير الى الخرافات و الاصنام. يعتبر المستشرق الالماني Noeldeke اصله من الآرامية لان معنى الكلمة في القرآن اقربه الى الارامية. طبعا تمرد الطغيان و تجاوز الحدود يؤدي الى الغرور. يمكن ان يشير (طغى) للبشر او الماء عندما يغطى ما وراء الحدود. كانت الطاغية و الطغيان وفق القرآن تمرد (على الله) و كارثة دمرت الثمود و اليوم الطاغية هو الدكتاتور. يستعمل القرآن الكلمة تارة كمؤنث و تارة كمذكر و تارة دون عدد و جنس مما يدل ايضا على انها دخيلة على العربية.
لربما استعارت العربية الكلمة من الحبشية و هي ترجع بدورها الى الاصل الآرامي. يحاول عطالله W. Atallah ان يربط هذه الكلمة الغامضة باسم الاله المصري Thot الجبت (اسم مصر Egpyt) للاشارة الى السحر(الم تر الى الذين اوتوا نصيبا من الكتاب يؤمنون بالجبت و الطاغوت).
www.jamshid-ibrhim.net
#جمشيد_ابراهيم (هاشتاغ)
الحوار المتمدن مشروع
تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم
العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم.
ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في
استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي،
انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة
في دعم هذا المشروع.
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟