أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - عبد الله السكوتي - ( التيس) المرشح المثالي














المزيد.....

( التيس) المرشح المثالي


عبد الله السكوتي

الحوار المتمدن-العدد: 4415 - 2014 / 4 / 5 - 13:02
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


هواء في شبك
(التيس) المرشح المثالي

جاء في كتاب افواه الزمن للكاتب ادواردو غاليانو: انه لم يكن يبكي وهو يستذكر طفولته البائسة، ولم يكن يقبّل الاطفال، ولايوقع اتوغرافات، ولاتلتقط له صور الى جانب المقعدين، لم يكن يعد بشيء، ولم يفرض على الناخبين سماع خطب لاتنتهي، لم يكن ذا افكار يسارية، ولايمينية، ولا افكار وسط كذلك، كان غير قابل للرشوة، يزدري المال، وان كان يتلمظ امام باقات الازهار. في انتخابات 1996، كان يتصدر استطلاعات الرأي، كان المرشح المفضل لمنصب عمدة قرية بيلار، وكانت شهرته تتزايد في منطقة شمال شرقي البرازيل باسرها، فالناس الذين ملوا السياسيين الذين يكذبون عندما يقولون الحقيقة، يثقون بهذا الشاب ثنائي الاصابع، الذي يسميه العامة (التيس) ذي اللون الابيض واللحية البيضاء، وفي تجمعاته الانتخابية، كان فيدريكو يرقص منتصبا على قائمتين، ويقوم بحركات وقفزات تيسية مقنعة على انغام الجوقة التي ترافقه في الاحياء، عشية انتصاره، طلع عليه الصباح ميتا، كانت لحيته حمراء بدم متيبس، لقد جرى تسميمه. هذا مرشح مستقل ولم يكن ضمن قائمة معينة كما يجري لدينا الآن، اعتمد فقط على حب الناس فاقصي ولو بعد حين، يعني ياشعب (مش بوزك) من مرشحين امثال فيدريكو، ستأتيك القوائم تتعكز على الدين والحجاب او ربما السفور، او اليمين واليسار، وانت كالاطرش في الزفة، ستتناول البطاقة بتذمر كامل وستجني على تاريخك وتاريخ الاجيال معك وتضع القلم بغضب واضح وتؤشر مالاتريد.
هذه الممارسة لايمكن لها ان تكون لدى الشعوب المتخلفة، وان شاء القدر ان تكون فستكون وبالا على هذه الشعوب، قبل يومين في مدينة الثورة جمعوا صور المرشحين واحرقوها، مرشحي قائمة معينة، ومن احرقها ينادي ليلا ونهارا، انه مع الشعب والى الشعب، ويلهج بالديمقراطية، ولكنه يمزق صور ودعايات المرشحين الآخرين، وفي الثورة ايضا امتلأت الازقة قبل اربعة اعوام بصور مرشحي الحزب الشيوعي العراقي بعد ان مزقت، وقبلها كانت صورة اياد علاوي ملطخة بفضلات آدمية ، هكذا نفهم الديمقراطية ويفهمون، اما المرشح المثالي فانا اقول له من هذه اللحظة : لامكان لك في وسط هذا الهرج والمرج، لصوص ورجال عصابات لايمكن للنزاهة ان تنمو وسط جو مريض ملبد بغيوم آسنة، عشائر وموالاة للدين والعشيرة والمذهب والكتلة والفصيل والمرجع، لايمكن لممارسة ديمقراطية حقيقية ان تجد طريقها وسط شعب او مجتمع لايفكر سوى بزيادة المرتبات، والاكل والنوم والسيارات الفارهة، مانمر به يشبه الى حد كبير تخلص العباسيين من ابي مسلم الخراساني، حيث اطل ابو جعفر المنصور من اعلى القصر فشاهد جيش ابي مسلم ، وابو مسلم جالس معه في قصره، فامر الخدم ان يلقوا بالدنانير الذهبية عبر السياج، فكانت الدفعة الاولى من الدنانير والثانية، فانشغل الجند، اما الدفعة الثالثة فقد كانت جثة الخراساني، وهذا ما ارادت اميركا، سرقت وبذرت واعطت مرتبات خيالية للسياسيين،وفتحت المخازن للحواسم، فصار المال سيد الخواتم، وبدأت الهرولة خلفه، من جميع الاجناس ، رجال الدين والمثقفون والجهلة والناس العاديين، وصار المرشح يعطي البطانيات ويعد بالاموال بعد فوزه، اما من يدخل الانتخابات على شاكلة فيدريكو، فنهايته معلومة لدى القاصي والداني، لنحرم والى الابد من صوت حقيقي، ومن مرشح مثالي ربما يعبر بالوطن الى حدود آمنة بلا داعش او القاعدة او المليشيات التي حتى الان نخشى ان نصرح باسم اي منها حرصا منا على حياتنا، لقد ولى زمن المرشح المثالي الى غير رجعة، ونحن الان امام مرشحين قد وعدوا اقاربهم واصدقاءهم بالتعيين والثراء، وهذا اول الغيث، فما بالك في آخره.



#عبد_الله_السكوتي (هاشتاغ)      



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- هاشميهْ ونواب الغفلة
- يحيا الوطن
- بس لايغدر عبد اليمّه
- وجعة ارهيّف
- ( ابو ذيبه) لمناسبة الذكرى الثمانين
- انهم يعتذرون من القاتل يامحمد بديوي
- بالسفينهْ ويفكس عين الملاحْ
- كلمن عدها اعطيب اتهزّه
- جبكم خنجرم نيا
- احنه اهل العراق اهل السبع بيعات
- بيّه ولا بالأحمري
- كلها صوجي.... والحرامي مابيه صوج؟
- حييتهن بعيدهن من بيضهن وسودهن
- ايكح ابلنده اوحسّه اهنا
- انا معلم
- اتجذّب هاي اللحيهْ، واتصدك الخروف
- يحتج بالحايط ، فكره ايدولب بيه
- مركة الجيران طيبهْ
- الله ايطيّح حظج يمريكا
- بس احنه خرفان


المزيد.....




- -نايكي- تُحيي فنًا عمره 5000 عام في أول تعاون لها مع علامة أ ...
- قتلى وجرحى ودمار جراء القصف الإيراني على إسرائيل
- مصر: الحكومة تضع حلولا بعد غلق إسرائيل أكبر حقولها للغاز.. و ...
- هل الهدف هو تغيير النظام الإيراني أو القضاء على البرنامج الن ...
- إيران وإسرائيل تعلنان أحدث حصيلة لقتلى الهجمات المتبادلة بين ...
- بعد أن أثار جدلا.. كاتس يتراجع عن تهديد سكان طهران
- حاملة الطائرات الأميركية -نيميتز- نحو الشرق الأوسط: هل تلوّح ...
- الجيش الإسرائيلي يسحب الفرقة 98 من غزة ويحشد عند حدود مصر وا ...
- فرقة -كوستروما- تؤدي عرضا بأوبرا القاهرة
- بن غفير يأمر الشرطة بإيقاف أشخاص يصورون أماكن سقوط الصواريخ ...


المزيد.....

- كذبة الناسخ والمنسوخ _حبر الامة وبداية التحريف / اكرم طربوش
- كذبة الناسخ والمنسوخ / اكرم طربوش
- الازدواجية والإغتراب الذاتي أزمة الهوية السياسية عند المهاجر ... / عبدو اللهبي
- في فوضى العالم، ما اليقينيات، وما الشكوك / عبد الرحمان النوضة
- الشباب في سوريا.. حين تنعدم الحلول / رسلان جادالله عامر
- أرض النفاق الكتاب الثاني من ثلاثية ورقات من دفاتر ناظم العرب ... / بشير الحامدي
- الحرب الأهليةحرب على الدولة / محمد علي مقلد
- خشب الجميز :مؤامرة الإمبريالية لتدمير سورية / احمد صالح سلوم
- دونالد ترامب - النص الكامل / جيلاني الهمامي
- حَرب سِرِّيَة بَين المَلَكِيّات وَالجُمهوريّات 3/4 / عبد الرحمان النوضة


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - عبد الله السكوتي - ( التيس) المرشح المثالي