أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - عبد الله السكوتي - ( ابو ذيبه) لمناسبة الذكرى الثمانين














المزيد.....

( ابو ذيبه) لمناسبة الذكرى الثمانين


عبد الله السكوتي

الحوار المتمدن-العدد: 4404 - 2014 / 3 / 25 - 22:55
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


هواء في شبك
(ابو ذيبهْ) لمناسبة الذكرى الثمانين
عبد الله السكوتي
جاء في كتاب افواه الزمن للكاتب ادواردو غاليانو، وتحت عنوان كلمات ضائعة انه في الليل، ينجز آبيل لدي الينكار مهمته المحظورة، بينما هو مختبىء في مكتب في برازيليا، يستنسخ، ليلة بعد ليلة، اوراقا سرية من ارشيف جهاز الامن العسكري: تقارير، بطاقات، ملفات تسمي عمليات التعذيب تحقيقا، والاغتيالات مواجهات مسلحة، خلال ثلاث سنوات من العمل السري، استنسخ آبيل مليون صفحة، انه سجل اعتراف متكامل للديكتاتورية التي كانت تعيش آخر ازمنة سلطاتها المطلقة على حياة ومعجزات البرازيل كلها.
في احدى الليالي، بين صفحات الوثائق العسكرية، اكتشف آبيل وجود رسالة، وكانت الرسالة مكتوبة قبل خمسة عشر عاما، لكن القبلة التي تختمها بشفتي امرأة كانت سليمة، لقد وجد، منذ ذلك الحين، رسائل كثيرة، وكل واحدة منها مرفقة بالمغلف الذي لم يصل الى المرسل اليه، لم يكن يدري مايمكنه ان يفعل، فقد انقضى زمن طويل، ولم يعد هناك من ينتظر هذه الرسائل، كلمات مرسلة من المنسيين والميتين الى اماكن لم تعد هي نفسها، والى اشخاص لم يعودوا موجودين، انها كلمات ميتة، ومع ذلك عندما يقرأها يشعر آبيل انه يقترف انتهاك حرمة، هو لايستطيع ان يعيد هذه الكلمات الى سجن الملفات، ولايمكنه اغتيالها بتمزيقها.
في نهاية كل ليلة، كان آبيل يدس الرسائل التي يجدها في مغلفاتها، ويلصق عليها طوابع جديدة، ويلقي بها في صندوق البريد، وفي الذكرى الثمانين لتأسيس الحزب الشيوعي العراقي تجاذبت الافكار طويلا حتى احالتني الى سنة 1978 والى شارع الرشيد، حيث كنت لم ازل طالبا في الاعدادية، والتقيت هناك صديقي الذي يكبرني عمرا والذي هرب وحتى اهله لم يعلموا الى اين، انه الشيوعي العريق كاظم هاشم جبرة الله (ابو ذيبه)، ليعرفني على مجموعة من الشيوعيين العراقيين الهاربين من البصرة والعمارة، وهم يتخذون من فنادق شارع الرشيد ملجأ لهم، لكن الغريب في الامر انه دس في جيبي جريدة طريق الشعب وهي بحلة مختلفة، كانت عبارة عن استنساخ لاوراق طويلة، لكنني فرحت بها كثيرا، انفرد بي على جهة، وقال لي: قل لاهلي انني لن اعود، ولن اتنازل عن الحزب، لم يرد ان يعرضني للخطر وحاول ان يختصر اللقاء كثيرا، هذا اللقاء بقي معي سنين طويلة، لكنني كنت اتساءل عن ابي ذيبة كل يوم، الى ان توصلنا الى انهم قد القوا القبض عليه هو ومن معه، وهو في الامن العامة يخضع لتعذيب شديد لانه يسب حزب البعث كما عهدته وهو في الحرية، وبقينا ننتظر ابا ذيبة، تنازل الشيوعيون وهرب الشيوعيون، والبراءة كانت بسيطة، والدخول في النشاط الوطني سهلا مريحا، منهم من اودع في مستشفى الرشاد بعد ابرة زرقت له في العضلة، ومنهم من اضحك رجال الامن وخرج منتصرا ليستقل سيارة من علاوي الحلة ويحط رحاله في الاردن، ومنهم من احتج بعائلته، كما فعل زبون ، فقد بقي زبون لاعوام عديدة وهو بدون اطفال، ولكن بعد ان جاءته صابرين، القي القبض عليه، ولم يطول كثيرا فقد خرج وهو يقول: شتريدون ايتم صبرا، لكن بقي الحزب نبضا في قلوب الشيوعيين واصدقائم على كثرة الجهاز الاستخباراتي الامني، وكثرة الوكلاء الامنيين، ليصل الامر بعلي تكنلوجيا ابو اوميد، وقد التقيته بالصدفة في البانزين خانة في الثورة داخل، حيث يتناول الجنود افطارهم ان يدعوني في سنة 1987 : الاتعود لقد اعدنا خلايا كثيرة للحزب، كان يرتدي الزي العسكري وهو مهندس، قلت له : الا تعلم ان الاعدام لكل عسكري يتحزب في الجيش لغير حزب البعث، فقال انا مؤمن بالاعدام، وافترقنا ولم اره ثانية فقد اعدم، بعد اعدام ابي ذيبة بثلاث سنوات، هذا الحزب وجد ليبقى وهو عصي على الفناء، لقد قارع الطغاة بمختلف الازمنة، قارع العنف بالفكر، وهو الان امام امتحان عسير آخر، كيف له ان يوفق حركته مع كثرة الحركات المناوئة والافكار المتطرفة، وهو من المؤكد قادر على اقتحام الساحة فهو صاحب الاوله كما يقولون وصاحب الاوله ماينلحك.



#عبد_الله_السكوتي (هاشتاغ)      



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- انهم يعتذرون من القاتل يامحمد بديوي
- بالسفينهْ ويفكس عين الملاحْ
- كلمن عدها اعطيب اتهزّه
- جبكم خنجرم نيا
- احنه اهل العراق اهل السبع بيعات
- بيّه ولا بالأحمري
- كلها صوجي.... والحرامي مابيه صوج؟
- حييتهن بعيدهن من بيضهن وسودهن
- ايكح ابلنده اوحسّه اهنا
- انا معلم
- اتجذّب هاي اللحيهْ، واتصدك الخروف
- يحتج بالحايط ، فكره ايدولب بيه
- مركة الجيران طيبهْ
- الله ايطيّح حظج يمريكا
- بس احنه خرفان
- good برابيج
- هد اجلابهم عليهم
- اسوي الانكس منها
- ثمن الديمقراطية
- اتحزمي واخذي سهم


المزيد.....




- نظرة على ترسانة إيران من الصواريخ الباليستية ونطاق تهديدها
- بعد ليلة دامية.. كاتس يُهدد سكان طهران بـ-دفع الثمن-.. وبزشك ...
- الإعلام الإيراني ينشر تحذيرا أمنيا: إسرائيل تستخدم تتبع الهو ...
- تضرر مبنى السفارة الأمريكية في تل أبيب إثر صاروخ إيراني.. هل ...
- مراسلتنا: ارتفاع عدد القتلى الإسرائيليين جراء الهجوم الصاروخ ...
- الجيش الإسرائيلي: بحريتنا اعترضت للمرة الأولى 8 مسيرات باستخ ...
- روسيا.. اختبار مفاعل حيوي يعتمد على الطحالب الدقيقة لضمان ال ...
- الناتو يطلق مناورات في فنلندا بمشاركة أكثر من 40 طائرة حربية ...
- إعلام عبري: صاروخ إيراني انفجر مباشرة بين ملجأين في بيتاح تك ...
- الجيش الإسرائيلي يعلن رصد صاروخ أطلق من اليمن


المزيد.....

- الازدواجية والإغتراب الذاتي أزمة الهوية السياسية عند المهاجر ... / عبدو اللهبي
- في فوضى العالم، ما اليقينيات، وما الشكوك / عبد الرحمان النوضة
- الشباب في سوريا.. حين تنعدم الحلول / رسلان جادالله عامر
- أرض النفاق الكتاب الثاني من ثلاثية ورقات من دفاتر ناظم العرب ... / بشير الحامدي
- الحرب الأهليةحرب على الدولة / محمد علي مقلد
- خشب الجميز :مؤامرة الإمبريالية لتدمير سورية / احمد صالح سلوم
- دونالد ترامب - النص الكامل / جيلاني الهمامي
- حَرب سِرِّيَة بَين المَلَكِيّات وَالجُمهوريّات 3/4 / عبد الرحمان النوضة
- فهم حضارة العالم المعاصر / د. لبيب سلطان
- حَرب سِرِّيَة بَين المَلَكِيّات وَالجُمهوريّات 1/3 / عبد الرحمان النوضة


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - عبد الله السكوتي - ( ابو ذيبه) لمناسبة الذكرى الثمانين