النافذة المغلقة

عبد الله عنتار
كاتب وباحث مغربي، من مواليد سنة 1991 . باحث دكتوراه في علم الاجتماع .

الحوار المتمدن-العدد: 4410 - 2014 / 3 / 31 - 04:19
المحور: الادب والفن
    

قرب النافذة المغلقة
يعشش غراب
رأيت الفراخ
وهي تحفر نفقا في الجدار
قرب النافذة المغلقة
يعشش غراب
يسكنه السواد
تصيح الفراخ
الموت
الموت
....
قرب النافذة المغلقة
يتلطخ البياض
وعلى شرفة المنزل
رأيت بصمات
أظافر عبثت بها الرياح
لبيت قديم
مسدل الستار
يصفعه الغبار
وفي الأعلى
بصقات لقلاق
تبدت كرثاء
وجفول ودمار
**************
البيت بيتي
والرثاء رثائي
والبصقات هزيمتي
والفراخ رحيلي
*************
أيها الغراب
ها هي نفسي كالقربان
خلصني
لا أريد البقاء
حياتي أسطوانة
تعبث بها الرياح
وجسمي عبث
وفراخ
أيها الغراب
يا رفيق الرفاق
بحثي عن الاكتمال
خاب
ووجدي مات
وها هو جسدي قربان
اعتبرني مومياء
أو جثة طالها النسيان
بين أديم التراب
أو طبقات الأحجار
أيها الغراب
الرابض قرب
النافذة المسدلة
الستار
حطم نافذتي
بالمنقار
واقتحم لجة الأبواب
هناك
سترتوي الأحلام
وتجد جثتي جوفاء
مرمية طالها
النسيان
هيا فلتبقرها
وأحذرك
أن يقتلك
الفراغ
لكن لا أخاف
أنت خبير بتفتيش الأموات
مرضى العاطفة والإحساس
ويبقر جثتي الغراب
هناك
تفرس الموت والفراغ
من حشرجات الفراخ
التي ملأت الجدار
بالثقوب والأحزان
متأوهة بالعتمة
والظلام
أيها الغراب
أريد الرحيل
دون طقوس ولا قرابين
بدون بكاء ولا عويل
بدون حشرجات ولا دموع
ولا أنين
ما عدت أطيق
العالم ليس عالمي
والأرض ليست أرضي
الأرض التي أعرف
فيها نضال
وفيها دماء
وحراك
لا جمود لا كسل
لا خذلان
********************
النافذة المغلقة
صمام أمان
ومذكرة إنذار
في زمن تفشى فيه الاحتضار
أمام الأوهام والأصنام
*******************
الفراغ...
دمر وجداني
كسر حلمي
قوض رغبتي
حطم فرحتي
****************
النافذة المفتوحة
الثورة ...شجرة
الحب...شجرة
الأمل...شجرة
****************
الأمل ...الجذور
الثورة...الجذع
الحب...الأغصان
****************
الشجرة التي كان بيتي
يستظل بظلها
بصق عليها الغراب
وها هو الآن يبقر
الجدار
عبد الله عنتار / 30 مارس 2014 / المغرب

#عبد_الله_عنتار (هاشتاغ)      

---

ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages

---

الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل	حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل