أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع - عبد الله عنتار - نحو رؤية هادئة للتملق















المزيد.....

نحو رؤية هادئة للتملق


عبد الله عنتار
كاتب وباحث مغربي، من مواليد سنة 1991 . باحث دكتوراه في علم الاجتماع .


الحوار المتمدن-العدد: 4340 - 2014 / 1 / 20 - 01:34
المحور: الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع
    


ستكون دعوتنا لكم للخروج من التملق دعوة للإنعتاق.

لقد كثر الحديث عن التملق فما بين التملق، و التملق تملق، و ما بينهما تملقات، ونفس المسألة بالنسبة للكتابات، و الأقاويل التي كانت تتالى على إلإفتراضي كما تتالى في الفصول، فكيف يمكن لنا الحديث عن التملق، و كيف وصف لنا طرقه المتعددة ؟ و في الغالب كان هذا الطرف من عانى للحظة من حياته الجامعية من التملق ليأتي في الأخير لكي يجسد لنا ذلك الألم المتجسد الذي يتحرك و نتفاعل معه أنه الفاعل، أو فاعل فعل التملق الذي هو في الأخر مرر إليه التملق لتنحصر فاعليته في ما بعد في تطويره ، و في الأخير كلهما ينطلقان من نفس الطريق إنه الصراع من أجل البقاء الرمزي.
ليس التملق ظاهرة نتاج الجامعة أو نتاج رد الفعل الحرج أمام الحاجة المزيفة للوجود فلا يمكنها إعتبارها سوى نوع من الامتداد الثقافي، و الاجتماعي للعلاقات الاجتماعية، لكن الغريب هو أن فاعل التملق يعمل على خلق التشريط الذي من شأنه أن يعيد إنتاج هذه الظاهرة لكن قبل أن نتناولها و بشكل أعمق كونها لا يتبناها الفاعل كثيرا و لا يطلقها على فعله لا بد و أن نعطي تعريفا لها لأن لا أحد يمكن أن يتفاعل مع كلمة التملق، فإذا كان هذا الفعل بمعنى التملق يظهر للآخر تملقا، فإنه يظهر لفاعله مسألة بديهية، و عادية و هذا ما يجعل الظاهرة تتعقد فمن هو إذن المتملق ؟ سؤال يبدو بالقدر الذي هو مهم بالقدر الذي يجعلنا أمام نوع من الصعوبة فهل يمكن أن نقول بأن المتملق هو كائن إستراتجي؟ أم هو الكائن الذي حرف عن مساره فاختلطت عليه الوسيلة بالغاية ؟
إن أسوء مكان يمكن أن ينزل فيه التملق هو مكان التحصيل العلمي فالتملق كفعل يذيب النقاشات التي من شأنها ان تعطي المعنى للفصل الدراسي فعوض أن نناقش، أي أن نؤثث المحاضرة و نطوقها بالأسئلة المتشظية التي يمكن أن تزداد شرارة بالتفاعل فإن المتملق يمتصها بحركات شبه بهلوانية تفاجئ الكل بحروف ملتوية التي تصبو إلى لفت الانتباه إليه، و تحرف المسار القلق الذي يجب أن ندخل فيه، و الذي، يذهبه التملق حيث اللارجعة.
لا يمكن أن يكون فعل التملق إلا تغطية عن ضعف فكري أو وجودي سواء أكان حقيقيا أو هاجسا يتغلغل، و يجد قاعدته كما ذكرت في الثقافة السائدة، و تمتد وظيفتها عبر الأفراد، و عندما نقول" اجتماعيا "، بمعنى أنه فعل تفاعلي يبدأ من هنا، و يرد من هناك إنه فعل و ردة فعل، و يمر من مجموعة من الطقوس المرمزة التحرش، الالتفاف، و الضحكات، و التكشيرات الساخرة والصفراء. في غياب البنية التي يمكن أن تكرس النقاش، و الحوار المبني على الأخد، و الرد سواء في الجامعة أو في المعاش اليومي .
ألا يمكن أن نفترض هنا بأن السلطة هي التي تنتج التملق و يتبناه المتملق بكل سذاجة و لكي نذهب في تأكيد هذه الفرضية نطرح سؤالا : متى نتملق ؟ بمعنى ماهي الميكنيزمات الي تنتج لنا وضعية التملق ؟؟؟ إنه سؤال يحيلنا إلى سؤال آخر أية سلطة نقصد هنا ؟ و ما طبيعتها ؟
لا يمكن اعتبار التملق سوى نوع من الإستراتجية التي يلجأ إليها المتملق من أجل الشيء الذي يتمثل هنا في النقطة التي تتسلسل عبر الرضا ثم القبول ثم النقطة أو ماوراءها أو( الميتابوان)، إننا أمام سلطة المعرفة أو سلطة النقطة التي إما يمارسها الأستاذ أو يتمثل الطالب نفسه حولها بشكل مصيري لمسار غامض وسط تراجيديا إسمها الجامعة، وهنا رد فعل من النوع الحرج الذي يأخد أحيانا في الفعل اللاواعي للمتملق الذي يبادر إلى خلق وضعيات للتملق في علاقته مع المانح، الذي يمكنه اعتباره المصدر الذي يتجه نحوه المتملق ودائما ما يكون المانح مالكا لسلطة، و يمكن أن نجازف هنا بالتعميم حينما نقول أن تعامل المجتمع المغربي أمام صاحب السلطة هو تعامل تملقي من أجل أن يستفيد من الشيء، هذه السلطة يمكن أن تكون رمزية كسلطة المعرفة أو مادية في نفس الوقت كسلطة النقطة، إن انخراط المتملق هنا هو خضوع لهذه السلطة أو العمل على لعقها بالفعل المستكلب. و بالتالي فالتملق هو عملية لامتصاص هذه السلطة، و التخفيف من وقعها الممتزج بلعنة النقطة، و الخوف من غضب المتسلط سواء من داخل الجامعة أو خارجها، أليس هذا ما يحدث بين الطفل، و أبويه، و العكس بين الزوج، و زوجته بين الأحزاب، و النظام ، و الأستاذ، و الطالب، القروي و المقدم فالمقدم يتملق للشيخ و الشيخ للخليفة، و الخليفة، للقايد، و القايد لدار المخزن. إن للتملق أساس في البنية التاريخية لهذا المجتمع ربما اختلف الإطار، و الوسيلة إلا أن الأدلوجة التملقية لازالت تتحرك في إطار مفهوم ثابت، و هو السلطة.
و هنا نميز بين مستوين من التملق تملق بين الأفراد في العلاقات العادية التي يبدو مرغوبا فيها بشكل كبير حيث نجد أقوال مثل : " فلان كي يعرف يهدر او كنت غادي نعطيه و لكن ما هدرش زوين ". إن التملق في الحياة اليومية بين الأفراد إذن يصبح مطلبا من أجل اللحمة الإجتماعية إلا أن هذا الوضع سينتقل إلى المؤسسة، و هذا هو المستجد الشيء الذي يوحي بعجز المتملق على وضع أو تشكيل نوع من القطيعة بين مكان الممارسة الفكرية، و التفكير، وبين ممارسة التملق كفكر يبدو هنا أن المتملق يسقط ضحية اللاسبيل، أو نوع من التيه الوجودي الذي لا يحدد المتملق نفسه فيه مما يجعلنا أمام سيكولوجية خاصة معقدة تتخبط طيلة الوقت في البحث عن الإستراتجيات المناسبة للمكان للأستاذ المناسب، و الموقف المناسب، و تجعله يعيش أجمل أيامه في البحث، و تطوير، و تجديد التقنيات، و الآليات للتملق، و تخفي الشخص لتلقي به في المفعولا به موقفا، و تفاعلا بإدخاله في الصراعات ذات البنية المتصفة باللعبة ذات المحصلة صفر .
الحقل التملقي :
ليس فضاء التدريس سوى حقل للصراع الخفي و المرمز الذي تخلقه تلاقي السلوكيات ذات الغاية الواحدة كونه يبقى محاول لتصريف هذا التملق بكل الوسائل التي يحكمها الزيف، و المخاتلة، و التظاهر بالشيء، و الفعل أو التمثل عكسه إنه بتعبير إرفينغ كوفمان خشبة للتمسرح ، التفاني في التمثيل وسط وهم التفوق الذي يسيطر على عقل المتملق من أجل النقطة ويقلل من تفاعله في أي إطار آخر قد يجعله يستغني عن الطريق السهل، و البشع في نفس الآن، و لو كان ذلك بالعنف الذي يشكل ميكانيزم دفاعي للتصدي لمن يريد الدخول في السوق التملقية بطريقة قد تهدد وجود المتملق، و وضعه داخل السباق المحموم نحو الوهم المفتعل، ليصبح تواجد المتملق داخل الفصل تواجد مؤقت، و فزيقي ينتظر الكبوة، و يسخر من الآخر معتقدا أنه المركز، و موزع الأوراق.
ليس الفعل التملقي فعلا معزولا أو محايداعن التأثير على الآخر، فهو يبنى عليه سواء مع الآخر المتملق نفسه أو مع المانح أو الأستاذ ويمكن اعتبار أن الكتابات والأقوال حول التملق تستثني الأستاذ، و كأنه تلك الزجاجة التي يجب أن نجنبها التملق لكي لا تتكسر علما أن الأستاذ يخلق هو الآخر جو التملق إما بطريقته التفاعلية أو بسلطته التي تخيف المتملق و تجعله يكرس فعله بالبحث عن أسلوب مناسب له .
" إن السوسيولوجين، هم أشبه ما يكونون بمشاغبين يفسدون على الناس حفلاتهم التنكرية " بيير بورديو
قولة لم يكن في حسبان بورديو أن طلبة السوسيولوجيا أنفسهم يمكن أن يتنكروا و يتناثر الشغب لصالح التملق بإسم الهدف المزيف و الوسيلة المصطنعة.
إن المتملق كائن خوافي بمعنى، هو تعبير على أن الخوف ليس لحظيا، و إنما يحدوه دائما نحو وهم الهدف، و تقليص الوجود بإختزاله في الشيء. ليس من الإنسانية في شيء أن تختزل المرأة هذا الكائن الإستيتيقي ذو الكثافة الجمالية نفسها في فعل جسدي أو صوتي، و ليس لرجل ذلك أيضا . و بما أن الوجود هو البحث الدائم عن الوجود فلنستغل تواجدنا في فصل السوسيولوجيا بالتفكير و النقاش اللامشروطين لإغناء هذا الوجود، و إعطائه المعنى الصحيح. يمكن أن نعتبر أن الكل يتملق بطريقته، و لكن لا يمكن اعتبار من يحاول النقاش من داخل القسم هو متملق كونه، يلقي بما لديه في الفصل، و الكل لديه حق الرد، و التفاعل ليس فعلا، إذن مبني على اللف، و المخاتلة، الخفية، و إنما على محتوى الشعبة لا على احتواءها، و هذا هو الفرق، ومن ثمة لكل واحد حق الاختلاف و السؤال و الإحراج،هذا هو القلق السوسيولوجي أو شعبة القلق كما وصفها لي أحدهم قبل أن يتبين لي العكس، فالنقاش هو من يستطيع أن يذيب سلطة الأستاذ و إزالتها باعتبارها محركة للتملق. فمن يطرح سؤال : ما الذي أكلته يا أستاذي في الأمس ليس كمن سأل ماهو الأكل و لماذا نأكل ؟ ولماذا هذا السؤال ؟ يبدو الفرق شاسعا ذلك هو الفرق بين التملق، و النقاش بين التفكير السوسيولوجي، و الحس المشترك. إنها دعوة للإنعتاق من الحس المشترك إنها دعوة للقطيعة .
إن التملق إذن هو أن تقوم بفعل تخشى أن تقوم به أمام الكل، و أنت تعرف أن هذا الفعل ليس هو أنت مبدأ، و وظيفة، و مع ذلك تحاول أن توهم نفسك أن هذا هو الوسيلة لبلوغ الهدف المزعو م، بحربائية مركبة فالتملق يستدعي الحربائية، و الحربائية تستدعي التلون، و التلون يستدعي الألوان، بالمناسبة لماذا ليس للحرباء لون وإنما لونها تستمده من محيطها ؟ أو بصيغة أخرى لماذا لا تستطيع الحرباء أن تنتج لونا خاصا بها ؟ لأن المسألة خطيرة، و خصوصا إن رفضت الأماكن، و الأشياء منحها اللون، لتبيقها دون لون تائهة على الأقل، هذا مصير من لم يقرر أن يكون.
( المهدي واوا ).
12- 01 -2014



#عبد_الله_عنتار (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- منزلنا الريفي ( 30 )
- عائد إلى القرية
- حمى الاستسلام
- دروب التيه
- نشيج الكلمات
- منزلنا الريفي (29)
- منزلنا الريفي (28)
- منزلنا الريفي (27)
- منزلنا الريفي (26)
- منزلنا الريفي ( 25 )
- منزلنا الريفي (24)
- منزلنا الريفي (23)
- منزلنا الريفي (22)
- منزلنا الريفي ( 21 )
- منزلنا الريفي ( 20 )
- قناني الحياة
- شرارة وعي من داخل التيه من أجل التيه - قراءة تفكيكية في أعما ...
- منزلنا الريفي ( 19 )
- شحوب وغروب
- منزلنا الريفي ( 18 )


المزيد.....




- نيابة مصر تكشف تفاصيل -صادمة-عن قضية -طفل شبرا-: -نقل عملية ...
- شاهد: القبض على أهم شبكة تزوير عملات معدنية في إسبانيا
- دول -بريكس- تبحث الوضع في غزة وضرورة وقف إطلاق النار
- نيويورك تايمز: الولايات المتحدة تسحب العشرات من قواتها الخاص ...
- اليونان: لن نسلم -باتريوت- و-إس 300- لأوكرانيا
- رئيس أركان الجيش الجزائري: القوة العسكرية ستبقى الخيار الرئي ...
- الجيش الإسرائيلي: حدث صعب في الشمال.. وحزب الله يعلن إيقاع ق ...
- شاهد.. باريس تفقد أحد رموزها الأسطورية إثر حادث ليلي
- ماكرون يحذر.. أوروبا قد تموت ويجب ألا تكون تابعة لواشنطن
- وزن كل منها 340 طنا.. -روساتوم- ترسل 3 مولدات بخار لمحطة -أك ...


المزيد.....

- فيلسوف من الرعيل الأول للمذهب الإنساني لفظه تاريخ الفلسفة ال ... / إدريس ولد القابلة
- المجتمع الإنساني بين مفهومي الحضارة والمدنيّة عند موريس جنزب ... / حسام الدين فياض
- القهر الاجتماعي عند حسن حنفي؛ قراءة في الوضع الراهن للواقع ا ... / حسام الدين فياض
- فلسفة الدين والأسئلة الكبرى، روبرت نيفيل / محمد عبد الكريم يوسف
- يوميات على هامش الحلم / عماد زولي
- نقض هيجل / هيبت بافي حلبجة
- العدالة الجنائية للأحداث الجانحين؛ الخريطة البنيوية للأطفال ... / بلال عوض سلامة
- المسار الكرونولوجي لمشكلة المعرفة عبر مجرى تاريخ الفكر الفلس ... / حبطيش وعلي
- الإنسان في النظرية الماركسية. لوسيان سيف 1974 / فصل تمفصل عل ... / سعيد العليمى
- أهمية العلوم الاجتماعية في وقتنا الحاضر- البحث في علم الاجتم ... / سعيد زيوش


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع - عبد الله عنتار - نحو رؤية هادئة للتملق