نشيج الكلمات

عبد الله عنتار
كاتب وباحث مغربي، من مواليد سنة 1991 . باحث دكتوراه في علم الاجتماع .

الحوار المتمدن-العدد: 4328 - 2014 / 1 / 7 - 00:36
المحور: الادب والفن
    

أفكر حيث لا أفكر
أضحك حيث لا أضحك
أسعل حيث لا أسعل
لمن أغني ؟
ولمن أسرد
هل أسرد للظلام أم الحلم ؟
أفكر حيث لا أفكر
أبكي حيث لا أبكي
قولي لي من أنا ؟
أ أنا السراب أم الشفق ؟
أ أنا الغيظ أم التيه ؟
قولي لي من أنا ؟
وأمضي في الطريق حيث لا أمضي
وأتشظى ذرات حيث لا أتشظى
لمن تغني يا هذا
أ تغني للجياع أم الموتى
أ ترقص للحب ؟
وهل يوجد حب ؟
الحب طيف هارب
ومعنى غير واضح
لمن أفكر حيث لا أفكر
ويتلبد الكلام
وينمحي في السراب
وأمضي في انمحاق
حيث أنادي لؤلؤة الشتاء
وتتفرس أمامي كالشلال
حيث تتبدد الكلمات
ولا تبقى غير دقات الأمطار
لمن أغني والناس نيام
لمن أرقص والكلمات بكاء
أفكر حيث لا أفكر
على إيقاع النشيج
وأردد أحلاما تنبثق من السحيق
لمن أغني حيث لا أغني
أنا في سراب
أنمحق بين العوام
حيث لا ذوق ولا إحساس
أين أنت يا لؤلؤة الشتاء ؟
أفكر حيث لا أفكر
أبكي حيث لا أبكي
ولا أغني حيث أغني
قولي لي من أنا ؟
يا أنت حيث لا أنت
تبعثين لي حلما ينبثق من كوة
أ أمسك به أم أمسك بالسراب ؟
أفكر حيث لا أفكر
ولا أتشظى حيث أتشظى
قولي لي من أنا ؟
وأمشي في ماضي الانكسار
حيث يمثل التشظي والحطام
وأقف كالجدار
أفكر حيث لأ أفكر في اللاأفكار
ويتوقف الكلام
ويحل المساء
وتغيب الشتاء
ويخيم الظلام
قولي لي من أنا ؟
أين اللؤلؤ وأين الشتاء ؟
أين الغيث وأين الأمطار ؟
أين الندى وأين الرذاذ ؟
خريف حيث تسقط الأوراق
ويموت النحل والفراش
وتنكسر الأحلام
قولي لي من أنا ؟
حيث الشر يسقط من السماء
ويهيم من الأفواه
أفكر حيث لا أفكر
لا أفكر حيث أفكر
قولي لي من أنا ؟
أ أنا الغيث أم الغبار ؟
أ أنا المخاض أم الوبال ؟
أ أنا ضحكة أم دمعة ؟
لؤلؤة الشتاء
منهمرة بين الوديان
متدفقة على الشلال
منسكبة بين المروج
منفرجة الخدود
قبليني فأنا التراب
فأنا الماء الأجاج
والقلب الجياش
والحب الولهان
أفكر حيث لا أفكر
أدمع حيث أدمع
على إيقاع النشيج
والحلم البهيم
حيث تنكسر الحدود
ويهيم القلب في الخلود
حيث أسير أنا ولؤلؤة الشتاء دون قيود

عبد الله عنتار/ الدار البيضاء - 05/01/2014

#عبد_الله_عنتار (هاشتاغ)      

---

---

الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل	حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل