أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - عبد الله عنتار - منزلنا الريفي ( 15 )














المزيد.....

منزلنا الريفي ( 15 )


عبد الله عنتار
كاتب وباحث مغربي، من مواليد سنة 1991 . باحث دكتوراه في علم الاجتماع .


الحوار المتمدن-العدد: 4253 - 2013 / 10 / 22 - 16:52
المحور: الادب والفن
    



أوراق بني كرزاز المتناثرة...

المدرسة ....

كانت كبيرة بحجم الكون، فارعة بطول الشجر، واسعة كالحلم، لينة كالصدر، حادة كالأب، وكنت أنت الطفل، وكنت صاحب العين . أما الآن وقد أصبحت مدرستك كالقزم ؟ أنظر إلى أشجارها وقد تناهت في الصغر ؟ وصخورها سادها الوهن ؟ وحلمها أصبح ضيق الأفق ؟
كلا ...!! ما كانت هذه مدرستك ...
مدرستك مصباح كبير لا ينطفئ، منه تشتعل كافة المصابيح، فأينما رأيت مصباحا إلا و اشتعل من ذلك المورد .
كلا ...!! ما كبر الكون فيك سوى مصباح أعطتك إياه المدرسة لتخترق الظلام وتقتحم المجاهيل .
كلا...!! المدرسة لن تموت ؛ لن تصغر ؛ لن تذبل ؛ سينمو الشجر، سيلين الصدر ...
كلا...!! المدرسة أيقونة ...لنشدان الثورة والحب ...الثورة على تكلس أفكارنا، وموت قوانا الحية وبوار الإنسان فينا .
كلا...!! المدرسة لم تصغر يوما ...نظرتنا هي التي أصبحت قزما، وطفلنا هو الذي أصبح عبدا بين أسوارها، وتراتيلها .
كلا...!! المدرسة هي محراب الحرية ...

الوادي ...

إنه ثعبان فقد رأسه، وانفصم ذيله ...أصبح متكلسا كالحجر ...فقد مساره ...فقد ضفافه، وذاكرتي ماتت في أحضانه .

الشمس...

مرض عضال ...صفراء كلون الجفاف ...بقرة عجفاء...الموت الزؤام .

الأشواك...

بشعة تبعث الرهاب ...حادة كالمنقار ...لسعتها تبعث الدوار، وتكبت الأحلام .

الصخور...

تجلس فوقها الآن، وفي داخلك يسكنك الوهج والنار، و الركون إلى صمت المكان، لكنها ظلت على الدوام شاهدة على الوحدة والضياع، وكبح العاطفة والإحساس، وضبطها بين القفص والأسوار .
كلا...!! لكنها ستموت بموت الموت فيك، فالمشكلة حواليك، والتغيير بين يديك !!
كلا !!

الغابة...

جنة لم تقطف ثمرة من ثمارها يوما...تلك لعنة ستلاحقك إلى الأبد ما لم تغتفر يوما .

المقبرة...

مدرسة علمتك الرهاب، من جبار سفاح، يلاحق الموتى النيام، لكنه مات الآن، غير أن الذي لم يمت هو الموت، فالموت هو منطلق الحياة .

الحصيدة...

تحولت إلى خشلاعات مسوسة تتناطح عليها الحمير العجاف، أما الثروة الحقيقية فقد كدسها من يملك القوة والذكاء منذ اليوم الأول من الحصاد .

الناس...

تحولوا إلى إطارات فارغة، لأنهم ببساطة معذبون في الأرض، ومعتقلون في السماء .

المعمل..

طرد العمال دون أجر، وغلق أبوابه، وراح صاحبه يكدس في الأموال، ويستغل عرق عمال آخرين في أرض أخرى...أما الصمت، فراح يتكلم في معمل هده النعاس بعد أن ملأ ذات يوم أرض كرزاز بالشخير والدخان والغطيط، والسعال الكئيب . تلك حقيقة أسردها لأناس لا يؤمنون بالشفاء ببول البعير .

النقل...

تنتظر وتنتظر، ولا أحد يعرف متى ستلتحق .
يجلس في الطريق، منتظرا طاكسي كبير، لكنك لا تعثر عليه إلا بعد أن يشدك الدوار العصيب، فالسماء تهطل بالمطر الغزير، والشمس تصفعك بالشعاع المميت ...
تبا للنقل المعطوب في أرضنا، لا محطة . لا باص . أنت مرمي في التروتوار .لأنك في أرض السيبة و الهذيان .

عبد الله عنتار – الإنسان - / 21 أكتوبر 2013 / واد زم – المغرب



#عبد_الله_عنتار (هاشتاغ)      


ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الغروب
- منزلنا الريفي ( 14 )
- منزلنا الريفي ( 13 )
- المواطن - شعيبة - ( 3 )
- زوابع وخريف
- من واد زم إلى زحيليكة : رحلة في ثنايا الريف
- ذكريات...أمواج متلاطمة ...يونس...المهدي
- كابل
- المواطن - شعيبة - ( 2 )
- المواطن شعيبة
- منزلنا الريفي ( 12 ) / ( بني كرزاز...مواقع - أسماء - ملاحم - ...
- منزلنا الريفي ( 11 )
- منزلنا الريفي ( 10 )
- دروس في الرقص
- منزلنا الريفي (( 9 ))
- لا مبالاة
- منزلنا الريفي ( 8 )
- منزلنا الريفي ( 7 )
- أدوار النخبة عند الباحث الأنثروبولوجي عبد الله حمودي
- أدوار النخبة عند عبد الله حمودي


المزيد.....




- فنان هندي يصنع تمثالًا لبابا نويل باستخدام 1.5 طنًا من التفا ...
- مكتبة الحكمة في بغداد.. جوهرة ثقافية في قبو بشارع المتنبي
- وفاة الممثل الفلسطيني المعروف محمد بكري عن عمر يناهز 72 عاما ...
- قرار ترامب باستدعاء سفراء واشنطن يفاقم أزمة التمثيل الدبلوما ...
- عرض فيلم وثائقي يكشف تفاصيل 11 يوما من معركة تحرير سوريا
- وفاة الممثل والمخرج الفلسطيني محمد بكري عن عمر يناهز 72 عاما ...
- رحيل محمد بكري.. سينمائي حمل فلسطين إلى الشاشة وواجه الملاحق ...
- اللغة البرتغالية.. أداة لتنظيم الأداء الكروي في كأس أمم أفري ...
- بعد توقف قلبه أكثر من مرة.. وفاة الفنان المصري طارق الأمير ع ...
- نجوم يدعمون الممثل الأميركي تايلور تشيس بعد انتشار مقاطع فيد ...


المزيد.....

- دراسة تفكيك العوالم الدرامية في ثلاثية نواف يونس / السيد حافظ
- مراجعات (الحياة الساكنة المحتضرة في أعمال لورانس داريل: تساؤ ... / عبدالرؤوف بطيخ
- ليلة الخميس. مسرحية. السيد حافظ / السيد حافظ
- زعموا أن / كمال التاغوتي
- خرائط العراقيين الغريبة / ملهم الملائكة
- مقال (حياة غويا وعصره ) بقلم آلان وودز.مجلةدفاعاعن الماركسية ... / عبدالرؤوف بطيخ
- يوميات رجل لا ينكسر رواية شعرية مكثفة. السيد حافظ- الجزء ال ... / السيد حافظ
- ركن هادئ للبنفسج / د. خالد زغريت
- حــوار السيد حافظ مع الذكاء الاصطناعي. الجزء الثاني / السيد حافظ
- رواية "سفر الأمهات الثلاث" / رانية مرجية


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - عبد الله عنتار - منزلنا الريفي ( 15 )