أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - عبد الله عنتار - قناني الحياة














المزيد.....

قناني الحياة


عبد الله عنتار
كاتب وباحث مغربي، من مواليد سنة 1991 . باحث دكتوراه في علم الاجتماع .


الحوار المتمدن-العدد: 4288 - 2013 / 11 / 27 - 01:47
المحور: الادب والفن
    


في هذا الخريف القاحل ؛ أجلس قرب جدار متهدم حيث ترقص نباتات ميتة، وتتشظى أشواك سامة، وتتطاير نفايات النمل، أرمي بعيدا دراجتي المهشمة، وأنبطح قرب أشجار تتقاطر أوراقا ؛ ذهبت لأبحث عن ماء الحياة، فلم أجد إلا عطش الموت .
امتطينا الدراجة أنا وعزيز ؛ اجتزنا الغابة، ومررنا عبر الحقول، وتصارعنا مع الكلاب، كان الجو باردا ؛ تهاطلت الأمطار، لكن الغاية كانت واحدة هي الوصول إلى ماء الحياة، إنه الذهب الأحمر .
كانت الطريق مبللة، ومن حين لآخر كنا نجد بركا مائية، كانت الأحصنة تهيم في الحقول، وهي ترعى نفايات عصائر الخمر، كانت النفايات منتشرة كالركام، غير أن واحدة منها كانت تعبث بها الرياح، كنت أمتطي الدراجة وحيدا، بيد أنها كانت تستنجد نداءا واستغاثة .
في هذه الآونة أرميها، وأشرع في كتابة مجرى الأحداث الوجودية ؛ تتساقط في هذه اللحظة الأمطار، آوي قرب كوخ، يأتي صاحبه ؛ يدخل إليه، دون أن يكلمني، أو أكلمه، اللهم التحية، أما الدراجة فهي تربض في مكانها، تخف الأمطار في هذه اللحظات، وها أنا أستجمع قواي، وأمتطيها باحثا عن مكان أنتظر فيه عزيز الذي تأخر دون عودة .
أعود وأمشي، أمشي وأعود ؛ تعطلت الدواسة، وها أنذا أقود الدراجة، أتوقف لحظة، ثم أصلح " السنسلة " . أمشي عبر طريق متربة ؛ أرتل كلمات الحب، أكشط رجلي عبر الأرض ؛ أسير عبر الطريق التي تربط المحمدية ببنسليمان ؛ تذهب السيارات تم تجيء ؛ أمتطي الدراجة ؛ أسير ببطء ؛ تتوقف الحافلة ؛ ينزل عزيز، وفي محفظته قناني الحياة .
*****************
أصبحت " بني كرزاز" نورا، وتحول الخريف إلى شتاء، أما الشتاء تحولت إلى ربيع، ترقص الغابة، وفي رقصها فعل وعلامة حب، والحب إيذان بالحياة .
أنت تحب يا هذا، والخمر هو أنشودة الحب، هو لحظة للرقص، ومكان للنسيان، وفرصة للضحك على الألم، إنه الشباب يطير كالحمائم، ويلعب كالأطفال، ويحب كالصبايا .
دراجة مهشمة، وعجلة تبكي حزنا، أما أنت من اللاشيء تصنع شيئا ؛ الحياة لعبة، وعبث وبحر للأمل .
ذهبتما ؛ اشتريتما ؛ همتما ؛ انطلقتما ؛ حصلتما عليه ؛ على الحياة ؛ جلستما قرب الصخرة العملاقة، تراءى لكما الدوار بعيدا – صغيرا ؛ كان الخمر لذيذا، ومنتشيا، ففضتما حياة وضحكا وأملا ؛ كان الجو باردا في تلك الليلة القمراء، أما جسداكما فانطلقا كالنهرين، امتلأت الضفاف، وتكلست بالأوحال، وانبثق الموتى من قبورهم، كانت معك هي ( ح ... ء )، دفنتها، وشتمتها، لكمتها، ووسمتها بالفاشلة .
*****************
اتهمته بالمتعطش للجنس، فقال لها : إن الحب مرض بدون جنس، والجنس هو شفاء وبلسم الحب، فقالت له : لا، فقال لها : نعم، فتركها تلتهم التراب، ثم شيد لها سجنا بالأحجار، هناك يعيش أعداء الحياة .
أما هو، فانطلق يخترق الظلام، مستنيرا بالليلة القمراء، هناك تبدت له الحياة معتقلة بين جموع الموتى، وهم يتضرعون بين الكهوف، رفع قنينة عاليا، فأهرق دمها، فأطلق رائحة تفيض مسكا، فسقط الموتى، وغادروا الحياة بلا رجعة .
18 / 11 / 2013 / بنسليمان - المغرب



#عبد_الله_عنتار (هاشتاغ)      


ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- شرارة وعي من داخل التيه من أجل التيه - قراءة تفكيكية في أعما ...
- منزلنا الريفي ( 19 )
- شحوب وغروب
- منزلنا الريفي ( 18 )
- منزلنا الريفي ( 17 )
- منزلنا الريفي ( 16 )
- دموع حبيبتي
- منزلنا الريفي ( 15 )
- الغروب
- منزلنا الريفي ( 14 )
- منزلنا الريفي ( 13 )
- المواطن - شعيبة - ( 3 )
- زوابع وخريف
- من واد زم إلى زحيليكة : رحلة في ثنايا الريف
- ذكريات...أمواج متلاطمة ...يونس...المهدي
- كابل
- المواطن - شعيبة - ( 2 )
- المواطن شعيبة
- منزلنا الريفي ( 12 ) / ( بني كرزاز...مواقع - أسماء - ملاحم - ...
- منزلنا الريفي ( 11 )


المزيد.....




- بعد سقوطه على المسرح.. خالد المظفر يطمئن جمهوره: -لن تنكسر ع ...
- حماس: تصريحات ويتكوف مضللة وزيارته إلى غزة مسرحية لتلميع صور ...
- الأنشطة الثقافية في ليبيا .. ترفٌ أم إنقاذٌ للشباب من آثار ا ...
- -كاش كوش-.. حين تعيد العظام المطمورة كتابة تاريخ المغرب القد ...
- صدر حديثا : الفكاهة ودلالتها الاجتماعية في الثقافة العرب ...
- صدر حديثا ؛ ديوان رنين الوطن يشدني اليه للشاعر جاسر الياس دا ...
- بعد زيارة ويتكوف.. هل تدير واشنطن أزمة الجوع أم الرواية في غ ...
- صدور العدد (26) من مجلة شرمولا الأدبية
- الفيلم السعودي -الزرفة-.. الكوميديا التي غادرت جوهرها
- لحظة الانفجار ومقتل شخص خلال حفل محمد رمضان والفنان المصري ي ...


المزيد.....

- مسرحة التراث في التجارب المسرحية العربية - قراءة في مسرح الس ... / ريمة بن عيسى
- يوميات رجل مهزوم - عما يشبه الشعر - رواية شعرية مكثفة - ج1-ط ... / السيد حافظ
- . السيد حافظيوميات رجل مهزوم عما يشبه الشعر رواية شعرية مك ... / السيد حافظ
- ملامح أدب الحداثة في ديوان - أكون لك سنونوة- / ريتا عودة
- رواية الخروبة في ندوة اليوم السابع / رشيد عبد الرحمن النجاب
- الصمت كفضاء وجودي: دراسة ذرائعية في البنية النفسية والجمالية ... / عبير خالد يحيي
- قراءة تفكيكية لرواية -أرض النفاق- للكاتب بشير الحامدي. / رياض الشرايطي
- خرائط التشظي في رواية الحرب السورية دراسة ذرائعية في رواية ( ... / عبير خالد يحيي
- البنية الديناميكية والتمثّلات الوجودية في ديوان ( الموت أنيق ... / عبير خالد يحيي
- منتصر السعيد المنسي / بشير الحامدي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - عبد الله عنتار - قناني الحياة