أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - عبد الله عنتار - منزلنا الريفي (36)














المزيد.....

منزلنا الريفي (36)


عبد الله عنتار
كاتب وباحث مغربي، من مواليد سنة 1991 . باحث دكتوراه في علم الاجتماع .


الحوار المتمدن-العدد: 4381 - 2014 / 3 / 2 - 01:41
المحور: الادب والفن
    



الشخصية المتشظية

المسجد

الله هو الذي خلق الكون والأرض، عليكم بطاعته وعبادته، ومن لم يطعه، فهو شيطان مارد، سيعيش ضنكا في الحياة الدنيا، وبئس المصير في دار الآخرة، فيحشر يوم القيامة أعمى، كما عليكم بطاعة أولياء أموركم، إن طاعة الله من طاعة أولياء الأمور، عليكم أن تنصتوا إليهم، وتأخذوا بكلامهم وآرائهم تفاديا للفتنة والشغب والفوضى، وأوصيكم يا عباد الله باحترام أولياء أموركم وعلماء الأمة، فهم ورثة الأنبياء، فمن لم يطعهم، فمن العسر أن تقبض روحه، وسيحتار في سؤال الملكين، ويبعث الله حية إلى قبره، ولن ينال الشفاعة، فيا عباد الله اتقوا الله يغفر لي ولكم الله . آمين

الكلية 1

على مدرج الكلية يزأر نيتشه منتشيا- ثملا بماء الحياة قائلا :
" لقد مات الإله، وسرت في جنازته "
تكسر الصنم، تفرقع الوثن، انقصفت السماء، وتشظت حطاما ؛ الكون لم يخلقه أحد ؛ الكون خلق نفسه بنفسه، الأرض ذرة صغيرة من كون عظيم، لا أحد يعرف أسراره وكواليسه، كل ما نعرفه هو أننا لا نعرف شيئا، حتى الإله لا يعرف نفسه، لو كان يعرفها لعرف أن الأرض ما هي إلا ذرة صغيرة من كون قصي، في حين أنه أوهمنا بمركزية الأرض، لو كان يعرف لعرف الشرور الماحقة بالعالم الذي خلقه هو ...الشيء الذي جعل صنمه يسقط على أتباعه، ويتفتت في الكون السحيق، ماتت الطاعة، لا طاعة إلا طاعة الذات والعقل والغريزة والحياة ....لا عبادة إلا عبادة الأنا، لا حياة إلا على الأرض، وما عاداها سوى رموز قوة يستعملها أولياء الأمور لترويض القطعان البشرية، وتوظيفها كوقود تشتعل به الحروب والفتن بين أولياء الأمور في صراعهم الدائم للهيمنة على موارد وخيرات الأرض .

الدوار

يغيب المطر، ويحضر الجفاف، ويبتهل القرويون، ويتضرعون إلى السحاب . تتكلس السماء . تتحجر الغيوم . بينما دموعهم تنهمر انهمارا . يرفعون رؤوسهم، ويطالبون المخزن بتزويدهم بمساعدات لحفر الآبار . تتدخل عصيه الشمطاء، وتنهال عليهم . فتتحول جلودهم إلى آبار .فيشرب العطشان، ويمتح الساقي، ويروى الملحاح .

قرب فيلة الإقطاعي

جموع من الحمير، والعربات المتراصة، وجحافل من الكلاب الرابضة، ناهيك عن الألوف من الذباب اللاسع، فيرج ويمج الدواب، فيتركها في نعرة من أمرها ؛ تخرج امرأة بلغت من الكبر عتيا، وتقول :
" سير أ الجامعي في زيتك حسنة، في دقيقك حسنة، في سكرك حسنة، في خنشتك حسنة وضحكتك حسنة وطوموبيلتك حسنة، مقامك نشاع الله مقام الصالحين، وكولو أ العيالات آمين " .
تقول النسوة :
" آميــــــــــــــن "

في الماضي

حينما يغيب المطر، كان الكرزازيون يأخذون بقرة سوداء، تعتبر من أجود البقرات، كانوا يضعونها في مقدمة الموكب، وعلى رأسها علم أبيض، ولما تقترب من الوادي يحثونها على التبول، وفي هذا المكان بالضبط، تنبني الخيام، ويحضر الفقيه، ويقرأ تعويذات قرآنية، أما الرجال والنساء، فيستحمون في الوادي، ويتراششون مشجعين السماء لكي تسح بأمطار وفيرة، يتناول الجميع الكساكس، وتنهدم الخيام ويعودون أدراجهم .

قروي مغيب

المخزن عاقل يعرف ماذا يريد، وهو لا يظلم أحدا .

المخزن

هؤلاء حثالات، مجرد نعاج وأبقار، القرويون يعرفون كيف يحنون رؤوسهم، يصفقون متى نريد، يتكلمون متى نريد... لقد أوصينا فقيهنا ولقناه، ماذا يقول لهم، أما المقدم، فلا حديث ولا حرج، لقد أدخلنا إسفينا في عقله، وبرمجناه على أن يكون أذننا التي تسمع، وعيننا التي ترى ....

المقدم

أدخلوا إلى مهاجعكم، وإلا المخزن سيأكلكم .

الكلية 2

المخزن غول يأكل الشعب، وسرطان يدمر ذراته فتاتا فتاتا .

المقبرة

أنا لم أحتضن جثث كل المغاربة .

المدرسة

حطمت العقول والعواطف والغرائز .

الطفل

أنا غير موجود

النقد الذاتي

لا أحد من كل هذه الأصوات يغربل أمراضه، ويظهر عجزه، لهذا السبب كل الأصوات مبحوحة .
المثقف القروي

أنا أسير مقولاتي الفكرية، واقع القرية شيء آخر .

الشر

هو أصل الإنسان

عبد الله عنتار / بني كرزاز – بنسليمان – المغرب / 01 مارس 2014



#عبد_الله_عنتار (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- المستنقعات
- منزلنا الريفي (35)
- المتاهة
- هزيمتي
- منزلنا الريفي (34)
- منزلنا الريفي (33)
- متاهات
- قبلة من الوادي
- منزلنا الريفي ( 32 )
- منزلنا الريفي (31)
- نحو رؤية هادئة للتملق
- منزلنا الريفي ( 30 )
- عائد إلى القرية
- حمى الاستسلام
- دروب التيه
- نشيج الكلمات
- منزلنا الريفي (29)
- منزلنا الريفي (28)
- منزلنا الريفي (27)
- منزلنا الريفي (26)


المزيد.....




- -باهبل مكة-.. سيرة مكة روائيا في حكايات عائلة السردار
- فنان خليجي شهير يتعرض لجلطة في الدماغ
- مقدّمة في فلسفة البلاغة عند العرب
- إعلام إسرائيلي: حماس منتصرة بمعركة الرواية وتحرك لمنع أوامر ...
- مسلسل المؤسس عثمان الحلقة 157 مترجمة بجودة عالية فيديو لاروز ...
- الكشف عن المجلد الأول لـ-تاريخ روسيا-
- اللوحة -المفقودة- لغوستاف كليمت تباع بـ 30 مليون يورو
- نجم مسلسل -فريندز- يهاجم احتجاجات مؤيدة لفلسطين في جامعات أم ...
- هل يشكل الحراك الطلابي الداعم لغزة تحولا في الثقافة السياسية ...
- بالإحداثيات.. تردد قناة بطوط الجديد 2024 Batoot Kids على الن ...


المزيد.....

- صغار لكن.. / سليمان جبران
- لا ميّةُ العراق / نزار ماضي
- تمائم الحياة-من ملكوت الطب النفسي / لمى محمد
- علي السوري -الحب بالأزرق- / لمى محمد
- صلاح عمر العلي: تراويح المراجعة وامتحانات اليقين (7 حلقات وإ ... / عبد الحسين شعبان
- غابة ـ قصص قصيرة جدا / حسين جداونه
- اسبوع الآلام "عشر روايات قصار / محمود شاهين
- أهمية مرحلة الاكتشاف في عملية الاخراج المسرحي / بدري حسون فريد
- أعلام سيريالية: بانوراما وعرض للأعمال الرئيسية للفنان والكات ... / عبدالرؤوف بطيخ
- مسرحية الكراسي وجلجامش: العبث بين الجلالة والسخرية / علي ماجد شبو


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - عبد الله عنتار - منزلنا الريفي (36)