أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - عبد الله عنتار - المتاهة














المزيد.....

المتاهة


عبد الله عنتار
كاتب وباحث مغربي، من مواليد سنة 1991 . باحث دكتوراه في علم الاجتماع .


الحوار المتمدن-العدد: 4368 - 2014 / 2 / 17 - 03:43
المحور: الادب والفن
    


يعتصر كالوردة الباكية
التي هدها الإعصار
و تماوجت بها الأنواء
إلى أين ؟
إلى بلاد الطليان
إلى أرض الأحلام
ويركب القوارب
وتتلاطم الأمواج
رويدا
رويدك
يا أماه
ما عادت الأرض تطاق !
أرضي سكنها الجفاف
وجسدي سكنه البوار
رويدك
رويدا
يا أماه
إنني أعتصر كالوردة الباكية
وأهرق كالعروق الدامية
أماه
أرضاه
شمسك تصفعني بالأشواك
وها أنا أتصاعد كالبخار
وأغادرك مطمئن البال
هاجموك كالجراد
ولم أجد ما آكل سوى الدوم والأحجار
رحماك
لقد مات الإنسان
وها أنا أغادر إلى أرض الطليان
وداعا أيها الرفاق
وداعا أيها الماضي المفعم بالأحلام
يعتصر كالوردة الباكية
التي هدها الإعصار
ويرتجف كالنحلة التي
محقها السعار
ويبكي ويبكي وهو غارق
في العناق
يودع جدته
وهو غير متأكد ما إن كان
سيلقاها
تنهمر الدموع
وهي تتهاوى كالشلال
تعانقه
ثم تعانقه
كأنها لا تريد تجديد اللقاء
رويدا
رويدك
وداعا
يا أرضي
حيث سكنك الموت الزؤام
***************
أغادرك يا أرضي
وها أنا بين العباب
أرتعد من هول الرياح
أنادي أمي
أمي
.....
ولا من مجيب غير الصراخ
لا هوية لا إحساس
غير قوارب مهترئة تتقاذفها الأمواج
هنا في طرابلس أرض الرمال
معتقلون بين الجدران
عبيد في حضرة الأسياد
باعونا للمافيات
لمن أبكي وجدتي داهمها الرحيل
متشنجا بدماء العويل
وداعا أرضي
لقد كان لي موعد مع الفرار
والجوع يسري في كياني
بانمحاق
قسموا الخيرات
وتركونا كالحثالات
نتغذى على الفضلات
ونمتص العظام
***************
يعتصر كالوردة الباكية التي
هدها الإعصار
ورياح لامبيدوزا تسحق الأحشاء
لمن أغني
ولمن أبكي أيها الرفاق
ودخان أسود يلوث الدماء
وفقر يحبس الأنفاس
*****************
ها أنا أصل إلى الطليان
وجنتهم تحولت إلى يباب
إنها جهنم بالنسبة للأغراب
وها أنا أسير متشردا
من زقاق من زقاق إلى زقاق
آكل البقايا والفضلات
غريب في كل الأوطان
ووطني رماني كالأحجار
وقسموه ذرات ذرات
لمن أبكي
والجفاف تركته في الوراء
لأجده متفرسا في
الأمام
******************
أعمل في الضيعات
وجسدي منهوك بالأتعاب
أشتغل من الصباح
إلى المساء
والطليان يتعاملون
معنا كالبغال
لمن أغني
وكلاب وطني
خرشتني
لمن أسرد
وكلاب وطني
مريضة بالسعار
********************
رويدك يا وطني
لقد جبلتني بالتيهان
ومافياتك أعمتني بالضباب
لا أعرف أين الخطأ
وأين الصواب ؟
رويدك يا وطني
أنا في أرض الطليان
أعاني هنا وهناك
الاغتراب
لكن أنت من لقنتني
العذاب
حيث لا عدالة ولا مساواة
حيث الظلم والطغيان
هنا في أرض الطليان
عرفت عيشة الأحرار
وكيف يتعاملون مع
الحيوان والإنسان
*****************
أعتصر كالوردة
في انمحاق
ولكن متى يا وطني
تستفيق على الثورة والفوران
وتعانق الإنسانية
وهي في المخاض
تشهق شهقة
الولدان
وترتل أغاني الحب
والسلام
أنت المتاهة
وما المتاهات
إلا أنت
متاهة المتاهات
وأفقك يكتنفه السواد
وجدرانك عصية على الاجتياز
والقضية ليست قضية سرداب
أريد أن تفتح الأبواب
وأعانق وطنا جديدا
أتنفس فيه
رائحة الإنسان

ع ع / الطريق إلى واد زم / 16-02-2014



#عبد_الله_عنتار (هاشتاغ)      



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- هزيمتي
- منزلنا الريفي (34)
- منزلنا الريفي (33)
- متاهات
- قبلة من الوادي
- منزلنا الريفي ( 32 )
- منزلنا الريفي (31)
- نحو رؤية هادئة للتملق
- منزلنا الريفي ( 30 )
- عائد إلى القرية
- حمى الاستسلام
- دروب التيه
- نشيج الكلمات
- منزلنا الريفي (29)
- منزلنا الريفي (28)
- منزلنا الريفي (27)
- منزلنا الريفي (26)
- منزلنا الريفي ( 25 )
- منزلنا الريفي (24)
- منزلنا الريفي (23)


المزيد.....




- محمد نبيل بنعبد الله الأمين العام لحزب التقدم والاشتراكية يع ...
- -الحب والخبز- لآسيا عبد الهادي.. مرآة لحياة الفلسطينيين بعد ...
- بريطانيا تحقق في تصريحات فرقة -راب- ايرلندية حيّت حماس وحزب ...
- كيف مات هتلر فعلاً؟ روسيا تنشر وثائق -اللحظات الأخيرة-: ما ا ...
- إرث لا يقدر بثمن.. نهب المتحف الجيولوجي السوداني
- سمر دويدار: أرشفة يوميات غزة فعل مقاومة يحميها من محاولات ال ...
- الفن والقضية الفلسطينية مع الفنانة ميس أبو صاع (2)
- من -الست- إلى -روكي الغلابة-.. هيمنة نسائية على بطولات أفلام ...
- دواين جونسون بشكل جديد كليًا في فيلم -The Smashing Machine-. ...
- -سماء بلا أرض-.. حكاية إنسانية تفتتح مسابقة -نظرة ما- في مهر ...


المزيد.....

- طرائق السرد وتداخل الأجناس الأدبية في روايات السيد حافظ - 11 ... / ريم يحيى عبد العظيم حسانين
- فرحات افتخار الدين: سياسة الجسد: الديناميكيات الأنثوية في مج ... / محمد نجيب السعد
- أوراق عائلة عراقية / عقيل الخضري
- إعدام عبد الله عاشور / عقيل الخضري
- عشاء حمص الأخير / د. خالد زغريت
- أحلام تانيا / ترجمة إحسان الملائكة
- تحت الركام / الشهبي أحمد
- رواية: -النباتية-. لهان كانغ - الفصل الأول - ت: من اليابانية ... / أكد الجبوري
- نحبّكِ يا نعيمة: (شهادات إنسانيّة وإبداعيّة بأقلام مَنْ عاصر ... / د. سناء الشعلان
- أدركها النسيان / سناء شعلان


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - عبد الله عنتار - المتاهة