أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - عبد الله عنتار - منزلنا الريفي (40)














المزيد.....

منزلنا الريفي (40)


عبد الله عنتار
كاتب وباحث مغربي، من مواليد سنة 1991 . باحث دكتوراه في علم الاجتماع .


الحوار المتمدن-العدد: 4393 - 2014 / 3 / 14 - 07:54
المحور: الادب والفن
    



نقد ذاتي

-1-
لا حياة دون نقد، النقد ممارسة فعالة لأنسنة البيت المهجور، لتهوية المسكن المطوق السور، وزلزلة المعرفة المتكلسة التي لا يطالها شك ولا سوء، وشخوصي ليست منزهة عن سوء الطوية والظنون، وأناي هاته التي تكلمكم غارقة في الحلم والمجون، مارست ديكتاتوريتها على الشخوص، بنوع من التعالي والتوجيه والجبروت .
وقد آن الأوان، لنعلن موت الحقيقة المعطاة، موت المقولات، موت النظريات، الحقيقة فعالية ما فتئ الواقع يبنيها على الدوام، سرعان ما يكسرها بانيا حقيقة جديدة وهكذا ...أنا لا أملك الحقيقة، لا أملك المعرفة المطلقة، شخوصي ليست مطلقة . لست نبيا أتفوه الصدق، أنا إنسان أصيب بقدر ما أخطئ، وبالتالي لا أملك حلا سحريا للمشكلات والآفات، ولكن أنا إنسان منخرط في الواقع، وما فتئ يتفاعل معه، ويحاول أن يفهم الميكانيزمات التي تحركه، ولكن لا أدعي النفاذ إلى عمقه، ولا أستطيع التنبؤ بمستقبله، فأنا لست عرافة، أحاول دائما أن أبني الحقائق، وأجددها بتجدد الواقع، وهذا التجديد يكون مرتبطا بممارسة التأويل، أي القراءة الخلاقة لفعاليات واقعية، ولكن قراءة لا تدعي التنزيه والسدادة والصواب، بقدر ما تدعي الاقتراب من الواقعة الاجتماعية شأنها في ذلك شأن القراءات الأخرى .
لقد حاولت ضمن كتابتي المتشظية أن أعكس تناقضية الواقع بزمانه ومكانه وفاعليه وظروفه، ولكن إلى أي حد توفقت في هذه المهمة ؟ ألم أمارس عنفا رسوليا على الشخصيات ؟ ألم أمارس عليها وصاية ميتافزيقية ؟ و إلى أي أحد توفقت في فسح المجال لكل واحد أن يعبر عن أحاسيسه وانطباعاته ؟ وإذا كنت أدعي الحديث من موقع الهامش، ألم أتعالى على المهمشين ؟ وهل مصيري هو مصير المهمشين ؟ ومن أنا لأتكلم عن المصير مادامت النظرية تموت أمام صلابة الواقع ؟ أو ليست أفكاري التحررية تحمل نقيضها ؟ لماذا أنا أفكر جدليا وأتناسى الشيء ونقيضه ؟ فإذا كنت أفكر في المهمشين، أليسوا هم الطرف النقيض لوضعيتي وهذا ما دفعني حقا للتفكير فيهم ؟ وهل بتفكيري فيهم أسعى لتحريرهم ؟ أليس التحرير نوع من السلطة والوصاية عليهم ؟ لماذا لم يحرروا هم أنفسهم ؟
إنني من الآن ؛ أعلن أنني لست مسؤولا عن أحد، لست مسؤولا عن تلك الجماهير المستغبنة، وضعيتي ليست وضعيتها، أنا مفكر حر أخلخل البنى والمؤسسات، أحلم بلا حدود، أنتقد بلا هوادة، أشك في كل شيء، أشك في نفسي، أبني الحقائق على الدوام ؛ أنتفض ضدها على الدوام، فأنا كائن متشظ، مفكك فكريا، عاطفيا، جسديا، ماديا، لأن الواقع مفكك، أما ادعاء البناء ليس إلا مقولة فارغة تنشد الاطمئنان ؛ إن اطمئناني في كوني لا أومن إلا بالتفكيك والتشرذم والتشظي وانحلال البنيات والمؤسسات .
إن الإبداع الحقيقي لا يمكن أن يكون سوى فردي، أما الحديث عن الإبداع الجماهيري لا يعدو كونه قتلا للإبداع ؛ الرعاع لم يبدعوا يوما، إنهم خاضعون لثقافة الجماعة التي لقنتهم كيف يركعون ويعبدون ويؤمنون ؟
يشكل الرعاع خندقا طويلا أمام الحرية، فهم يربطون مصيرهم بالآخرين، ومعنى هذا أنهم يخجلون من تبعاتها، فلا حرية دون مسؤولية، وبالتالي فهم يستطيب لهم العيش في لذة العبودية، وخدمة الأسياد .

-2-

سفارات السماء...

أنت أيها الكاتب الماركسي تدعي أن سفارات السماء ( المساجد...) مستعمرات تلقن العبودية والعنف والدمار والخراب، باختصار شديد : إنها تلقن الدوغما وما تحمل في طياتها من إلغاء للآخر، وسفك لكينونته، وتجريد لوجوده كالتحريض على التفكير والجلد والإعدام والرجم ...، لكن أنت ألا تسكنك الدوغما ؛ ألا تمارس الإرهاب الفكري والمادي، ألا تلغي من يفكرون ضدك ؟ ألا تدعي التنزيه والحقيقة المطلقة ؟ لماذا تفهم التاريخ على أنه تحقيق لنبوءة ماركس ؟ ألا تتحول الأفكار الماركسية إلى دين وتنقلب مقولة ماركس " الدين أفيون الشعوب " على الماركسية نفسها ؟
أيها الكاتب الماركسي أنت أسير مقولاتك، وأوثانك شأنك في ذلك شأن الإسلامي، فإذا كان هو لديه سفاراته، فأنت لديك سفاراتك، فهو يعبد محمد، وأنت تعبد لينين، هو مدجن من قبل المسجد وأنت مدجن من قبل الحزب . الأمر بينكما سيان .
أيها الكاتب الماركسي، إنك تدعي تحرير المجتمع، وأنت لا تريد إلا استعباده، ألم يستعبد ستالين شعبه في مخيمات للمعتقلين ؟ لماذا تدعي الحرية وأنت يسكنك الهوس إلى السلطة ؟ لماذا تريد التسلق على حساب الرعاع ؟ هل تستطيع أن تتخلص من سلطتك ؟ هيهات أن تتخلص منها ! فالإنسان تواق إلى السلطة، فعن طريقها يمارس شريته، ونزوعه الغريزي إلى التحكم والقيادة .
أيها الكاتب الماركسي، فلتبح عن مسكوتك، ولتخرج من سجنك، ومن كهفك، ومن تعاليك، ولتعلن من الآن موت الحقيقة ...إن نقدك لسفارات السماء، ينبغي أن ينطلق أولا من نقدك لذاتك، بمعنى نقدك لسفاراتك، هيا فلتعلن الثورة على لينين وستالين وماركس... وتعلن أن الواقع مفكك مافتئ يتفكك على الدوام، ولتنتفض على التفكيك ذاته مادام محاولة لتعرية الواقع، وانفلات وانطمار عن محجوباته وتلاوينه .

-3-

يوما ما سأعدم نفسي .
رد علي صوتي :
- لماذا ؟
أجبته :
- إن حياتي من حصى، تعبث بها الرياح .

عبد الله عنتار / الخميس 13 مارس 2014 / واد زم – وسط المغرب



#عبد_الله_عنتار (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- منزلنا الريفي (39)
- منزلنا الريفي (38)
- منزلنا الريفي (37)
- عيد ميلادي
- منزلنا الريفي (36)
- المستنقعات
- منزلنا الريفي (35)
- المتاهة
- هزيمتي
- منزلنا الريفي (34)
- منزلنا الريفي (33)
- متاهات
- قبلة من الوادي
- منزلنا الريفي ( 32 )
- منزلنا الريفي (31)
- نحو رؤية هادئة للتملق
- منزلنا الريفي ( 30 )
- عائد إلى القرية
- حمى الاستسلام
- دروب التيه


المزيد.....




- وفاة -عمدة الدراما المصرية- الممثل صلاح السعدني عن عمر ناهز ...
- موسكو.. افتتاح معرض عن العملية العسكرية الخاصة في أوكرانيا
- فنان مصري يكشف سبب وفاة صلاح السعدني ولحظاته الأخيرة
- بنتُ السراب
- مصر.. دفن صلاح السعدني بجانب فنان مشهور عاهده بالبقاء في جوا ...
- -الضربة المصرية لداعش في ليبيا-.. الإعلان عن موعد عرض فيلم - ...
- أردوغان يشكك بالروايات الإسرائيلية والإيرانية والأمريكية لهج ...
- الموت يغيب الفنان المصري صلاح السعدني
- وفاة الفنان صلاح السعدني عن عمر يناهز الـ 81 عام ….تعرف على ...
- البروفيسور منير السعيداني: واجبنا بناء علوم اجتماعية جديدة ل ...


المزيد.....

- صغار لكن.. / سليمان جبران
- لا ميّةُ العراق / نزار ماضي
- تمائم الحياة-من ملكوت الطب النفسي / لمى محمد
- علي السوري -الحب بالأزرق- / لمى محمد
- صلاح عمر العلي: تراويح المراجعة وامتحانات اليقين (7 حلقات وإ ... / عبد الحسين شعبان
- غابة ـ قصص قصيرة جدا / حسين جداونه
- اسبوع الآلام "عشر روايات قصار / محمود شاهين
- أهمية مرحلة الاكتشاف في عملية الاخراج المسرحي / بدري حسون فريد
- أعلام سيريالية: بانوراما وعرض للأعمال الرئيسية للفنان والكات ... / عبدالرؤوف بطيخ
- مسرحية الكراسي وجلجامش: العبث بين الجلالة والسخرية / علي ماجد شبو


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - عبد الله عنتار - منزلنا الريفي (40)