لاكون درويشا ينام تحت الجسر

جمشيد ابراهيم

الحوار المتمدن-العدد: 4403 - 2014 / 3 / 24 - 12:58
المحور: الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع
    

عندما هددت زوجتي بالطلاق قلت لها: طيب اين اذهب؟
ردت: تستطيع ان تأخذ فراشك و تنام تحت الجسر كالدراويش.
و لكن كيف؟ انا الذي تعود على حياة الراحة و القهوة المرة و الشاي المر و البقلاوة و البرمة و (الكليچة) وتدخين الغليون و الچروت و عندما ارجع من الجامعة بعد تدريس كل هذه الملكات و ايات الجمال التي تقر عيناي تنتظرني طبق لذيذ تعلمت زوجتها تحضيرها على الطريقة الشرقية مثل الرز و الباذنجان و البامية و الفاصوليا. كيف اتركها كلها و اذهب و انام تحت الجسر كالدراويش؟

فجأة تذكرت اصلي و بما انني كردي فانا درويش متشرد بالطبيعة. ما الذي يمنعني اذن ان اكون ضائعا و اتسكع و اضرب الارض بالاقدام او حتى اتسول بعض الاحيان. دعني اترك العمل لان العمل اهانة لكرامة الانسان و اتحول الى tramp الى درويش مسكين:
https://www.youtube.com/watch?v=wv3VIUNx3SA

الدرويش كلمة ايرانية اصلية قارن الاڤ-;-ستية drigu المحتاج عبر الفارسية الوسطى driyosh او بالاحرى كما في السنسكريتية adhrigu اي غير المحتاج و الذي يعيش خارج الباب او يتسول من باب الى باب (در) الفارسية و (دركه) الكردية و لكنه لا يشحذ و لايريدك ايضا ان تتأسف له. حياة الدراويش فلسفة شرقية عريقة.

نعم جميعنا يشتري و يبيع شيئا ماعدا الدرويش و سقفه هو السماء. اليس العيش في الهواء الطلق افضل؟ اليست الوظيفة مصدر صداع الرأس؟ ألا تشيب امتلاك البيوت اصحابها؟ ماهو المنطق بين الوظيفة و البيت و التصليحات و القلق و الارهاق و الاطفال و الخوف من الحسد و الغيرة و السرقة؟ قلق يقلق اللقلق.

#جمشيد_ابراهيم (هاشتاغ)      

---

ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages

---

الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل	حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل