أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - أياد السماوي - ذاك الطاس و ذاك الحمّام














المزيد.....

ذاك الطاس و ذاك الحمّام


أياد السماوي

الحوار المتمدن-العدد: 4387 - 2014 / 3 / 8 - 13:59
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


ذاك الطاس و ذاك الحمّام
قبل واقعة المهدي أبن الهادي بستة أشهر , كنت في صدد كتابة مقال عن ظاهرة تعيين أبناء المسؤولين في السفارات العراقية في الخارج , بعد أن اشار أحد أعضاء لجنة العلاقات الخارجية في البرلمان العراقي إلى تنامي ظاهرة تعيين أبناء المسؤولين في سفارات العراق خصوصا في دول الاتحاد الأوربي ودول الخليج العربي ودول الدائمة العضوية في مجلس الأمن , ولا أتذكر حينها لماذا أرجئت كتابة هذا المقال , واليوم أريد أن أتحدث بشئ من الصراحة وبشئ من الشجاعة ليس فقط عن التصرف الصبياني لأبن وزير النقل هادي العامري الذي هيّج مشاعر الناس فحسب , بل عن عموم ظاهرة أبناء المسؤولين في العراق الجديد .
هنالك قول شائع في الأوساط العلمية والحوزوية مفاده أنّ (( أبن المرجع نصف مرجع )) وفي عراق اليوم (( أبن المسؤول مسؤول ونص )) , وهذه القضية تشّكل حساسية مفرطة عند أبناء الشعب العراقي بحكم ارتباطها بسلوك أبناء المقبور صدّام حسين عدي وقصي و أبناء طلفاح و آل المجيد , الذين عاثوا فسادا وإجراما في المجتمع , فكانت تصرفاتهم تعكس الطبيعة الإجرامية والاستعلائية المتغطرسة للنظام الديكتاتوري آنذاك , وعندما سقط هذا النظام المجرم الفاشي و ولّى إلى مزبلة التاريخ , كانت فرحة الشعب العراقي بالخلاص من سلوك هذه الحثالات من أبناء المسؤولين , تساوي فرحتهم بالخلاص من الديكتاتورية والتسلط والقتل , لكّنها للأسف الشديد الفرحة التي ما دامت , فظاهرة أبناء المسؤولين قد عادت وبأضعاف ما كانت عليه أيام النظام السابق , بل وبشكل أكثر استفزازا لمشاعر الناس , لان الناس تعتقد أنّ زمن الديكتاتورية والتسلط قد ولّى .
فمن غير المعقول ونحن في ظل نظام ديمقراطي أن تعاد هذه الظاهرة وبهذا الحجم وهذا الشكل المقزز , وبالرغم من أنّ العشرات من الكتّاب العراقيين قد كتبوا عن خطورة استفحال هذه الظاهرة وتناميها في ظل النظام الجديد , وحديث كل وسائل الإعلام عن هذا الموضوع , إلا إنّ أحدا لم يسمع ولم يرّد , وكأنّ هؤلاء الكتّاب و وسائل الإعلام تتحدّث مع الحجر , والعجيب في الأمر إنّ الحكام الجدد يستخدمون ذات الأساليب التي تستخدمها الأنظمة الديكتاتورية الفاسدة في اللجوء إلى أسلوب كبش الفداء , فدائما هنالك ضحية لتهدئة غضب الناس , أمّا أن تكون هنالك اجرائات حقيقية لمعالجة هذه الظاهرة , فهذا أمر لم يحدث ولن يحدث لا في ظل هذه الحكومة البائسة ولا في ظل الحكومة القادمة , إلا إذا انتفض الشعب لكرامته وأزاح كل هؤلاء عن مواقع الإدارة و الحكم , أو أنّ هزّة عنيفة أو انقلابا حادا في ضمير الحاكم القادم تجعله ينقلب على كل هذا الفساد ويزيح كل هؤلاء من خلال حكومة تكنوقراط غير متحزبة تعيد تصحيح كل المسارات الخاطئة في العملية السياسية الجارية .
فحين تكون الكفاءة والنزاهة هما المعيار الأول والأخير لاختيار الوزير أو المسؤول في الدولة بعيد عن المحاصصات الحزبية الفاسدة , حينها فقط سيشهد المجتمع زوال ظاهرة تسلط أبناء المسؤولين , ويفترض أن يكون قادة البلد هم أول من يجسدّ هذا التوجه , وأقصد تحديدا رئيس الجمهورية و رئيس الوزراء و رئيس مجلس النوّاب والوزراء والنوّاب والمحافظون , فمن غير المعقول أن يذهب عدي واحد ليأتي محله ألف عدي , وكل هذا وندّعي أننا بلدا ديمقراطيا , أتمنى أن تكون حادثة أبن وزير النقل هادي العامري مدخلا حقيقيا لمعالجة هذه الظاهرة , وأن نتجاوز أسلوب كبش الفداء الذي تستخدمه الأنظمة الفاسدة .
أياد السماوي / الدنمارك



#أياد_السماوي (هاشتاغ)      


ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)

الكاتب-ة لايسمح بالتعليق على هذا الموضوع


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- البصمات الصهيونية في نهج و سلوك القيادة الكردية
- مجّدي ما يحب مجّدي
- ليش هو العتب على أسامة النجيفي ؟
- ها كاكه حمه حنّيت للبرنو والجبل ؟
- القضاء العراقي و النوم في العسل
- ديمقراطية كلمن راكب راسه
- قرار المفوضية العليا المستقلة للانتخابات مجحف وغير قانوني
- جسمة افنيخ وي اخوته
- إلى النوّاب الفاقدين للشرف والغيرة العراقية
- وفد الانحطاط الطائفي في بروكسل للتحريض ضد العراق
- إقصاء بهاء الأعرجي ومجموعته من قيادة كتلة الأحرار عكس الجوهر ...
- الخبير القانوني طارق حرب يثير جدلا قانونيا ليس في محله
- ماذا بعد فشل المفاوضات بين حكومتي بغداد وأربيل ؟
- هل سيخطو عمار الحكيم ذات الخطوة الشجاعة التي خطاها مقتدى الص ...
- مقتدى الصدر يوّقع على قرار إعدام كتلة الأحرار السياسية
- المتأسلمون الشيعة من شظف العيش في المهاجر إلى نعيم السلطة وب ...
- الأحزاب الشيعية تتسابق بإعلان البرائة والتنّصل من المادة الخ ...
- الشعب الذي يعيد انتخاب اللصوص لا يستحق الحياة
- هل كان هذا ضروريا يا أسامة النجيفي ويا نوري المالكي ؟
- إلى الشعب العراقي المبتلى بهذه الطغمة السياسية الفاسدة


المزيد.....




- ليبيا: انتخابات بلدية جزئية وسط أعمال عنف وتأجيل بعض مراكز ا ...
- ترامب ينقل لزيلينسكي شروط بوتين لوقف الحرب في أوكرانيا
- البرنامج السري المرعب الذي قادته الاستخبارات الأميركية للتلا ...
- -مستحيل-.. الشرع يرد على مطالب تقسيم سوريا و-الاستقواء- بإسر ...
- لاريجاني: اختراق إسرائيل لإيران موضوع جدي وتجب مواجهته
- عاجل | مصدر بمستشفى المعمداني: 7 شهداء في قصف من مسيرة إسرائ ...
- ميلانيا ترامب تكتب رسالة إلى بوتين.. ماذا جاء فيها؟
- مسؤول أمريكي لـCNN: ترامب دعا عددًا من القادة الأوروبيين لحض ...
- خطة ماكرون الجديدة في أفريقيا
- نائب رئيس الحكومة اللبنانية للجزيرة: علينا تجنب التخوين والت ...


المزيد.....

- الأرملة السوداء على شفا سوريا الجديدة / د. خالد زغريت
- المدخل الى موضوعة الحوكمة والحكم الرشيد / علي عبد الواحد محمد
- شعب الخيام، شهادات من واقع احتجاجات تشرين العراقية / علي الخطيب
- من الأرشيف الألماني -القتال في السودان – ينبغي أن يولي الأل ... / حامد فضل الله
- حيث ال تطير العقبان / عبدالاله السباهي
- حكايات / ترجمه عبدالاله السباهي
- أوالد المهرجان / عبدالاله السباهي
- اللطالطة / عبدالاله السباهي
- ليلة في عش النسر / عبدالاله السباهي
- كشف الاسرار عن سحر الاحجار / عبدالاله السباهي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - أياد السماوي - ذاك الطاس و ذاك الحمّام