قاسم حسن محاجنة
مترجم ومدرب شخصي ، كاتب وشاعر أحيانا
الحوار المتمدن-العدد: 4372 - 2014 / 2 / 21 - 17:53
المحور:
حقوق المراة ومساواتها الكاملة في كافة المجالات
في مديح الظل المُتواري .
"جسد ٌ لأضراب الظلال
وعليك أن تمشي بلا طر ُق ٍ
وراء ٌ ، أو أماما ً ، أو جنوبا ً أو شمال
وتحرّك الخطوات بالميزان
حين يشــاء من وهبوك قيدك
ليزينوك ويأخذوك إلى المعارض كي يرى الزوار مجدك".
مقطع من رائعة محمود درويش "مديح الظل العالي " ..إنه نفس القيد ، ونفس المصير بين الفلسطيني وبين المرأة العربية ، وخصوصا الفتاة التي تنظر الى الأمام "المُستقبل " فلا ترى سوى القيود التي وهبها إياها الذكور ، ولكن ..
كم من الوقت ،يستطيع هؤلاء "الذكور "، أخذ البنت الى المعارض الزائفة ، والحديث عن المجد الزائف الذي وهبوها إياه ؟؟ الى متى حقا ؟؟
وتتململ البنت لتُحرر نفسها من "القفص الذهبي " ، والذي ليس إلا قفصا من حديد ، يمنعها من الحركة،
وتُحاول رغم تكبيلها بالقيود أن تُحقق "حيزا " صغيرا لتتحرك فيه ، تُحارب لكي تتعلم وتنضم الى الجامعة ، تُشبع ما بها من نهم للمعرفة والتطور ، مثلها مثل زميلاتها في المدينة القريبة ، وتنجح ، لأنها تُبرهن يوميا بأنها أقدر من الذكر وأكثر جلدا على الدراسة ، فيُضطر والدها الى "التنازل " عن بعض من جيناته الموروثة ، ويكتسب شجاعة ل "مُواجهة " ألسنة الثرثارين والمُغرضين ، النمامين ناشري الشائعات التي "تتحدث " بالسوء عن كل من تتجرأ على اختراق حدود الدائرة –القفص - ..!!
هكذا شعرت وأنا بين مجموعة من الجامعيات الفلسطينيات من اسرائيل ، في مبنى المُلحقية الثقافية الامريكية في تل –أبيب .
فقد توجهت الى هناك صحبة ابنتي التي تدرس العلاج بالفنون في الجامعة ، لإجراء مقابلة معها لترشحها للسفر في منحة دراسية قصيرة في الولايات المُتحدة ، لتأهيل كوادر قيادية في المُجتمع . وسرني كثيرا أن ألتقي بمجموعة من الجامعيات العربيات المُرشحات لهذه البعثة .
رأيت التصميم والمُثابرة ، الرغبة والارادة ، التشوق والترقب في عيونهن جميعا . جهزن أنفسهن سلفا بالمواضيع التي سيطرحنها أمام لجنة المُقابلة ، وكلها قضايا تهتم بالتغيير المُجتمعي .
- هل أنتن قائدات المستقبل ؟ قلت لهن ممازحا ، ضحكن وأجَبنَ بالإيجاب ، والابتسامة "المُتوترة " لا تفارق ثغورهن .
لقد كانت هؤلاء الصبايا خليطا من التركيبة الاجتماعية ، فمنهن من تلبس اللباس العصري ، ومنهن من غطت شعرها ، وكانت هناك من تلبس الجلباب والخمار ، جمعهن طموح واحد ، طموح باكتساب معلومات ومهارات تؤهلهن للمُشاركة في عملية التغيير المُجتمعي للأفضل ، تغيير يؤدي بالتالي الى تغيير "وضعهن " الاجتماعي ، وقد يُشجعهن على خوض غمار العمل السياسي الجماهيري ومساعدة زميلاتهن الاخريات في صراعهن من أجل كسر القيود !!
البنت تتوارى اليوم في الظل ، أو بالحري هناك ثقافة جمعية تُريد لها أن تتوارى عن الانظار ، لكن لا يُمكن أن تختفي الظلال الى الابد ، وخصوصا تحت أشعة الشمس في الظهيرة ..!!
#قاسم_حسن_محاجنة (هاشتاغ)
الحوار المتمدن مشروع
تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم
العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم.
ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في
استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي،
انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة
في دعم هذا المشروع.
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟