أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - زكي رضا - على مرجعية النجف الاشرف ان لاتسيء لنفسها مرة اخرى














المزيد.....

على مرجعية النجف الاشرف ان لاتسيء لنفسها مرة اخرى


زكي رضا

الحوار المتمدن-العدد: 4367 - 2014 / 2 / 16 - 09:50
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


كل المؤسسات في العراق بحاجة الى اصلاح او اعادة بناء ومن ضمنها بالتأكيد المؤسسة الدينية، فانتشار الامية والجهل اللذان يفضيان الى التخلف بين صفوف غالبية المجتمع، لايمنح احدا مهما على شأنه الحق فردا كان أم حزبا أم مؤسسة في استغلالها من اجل تكريس واقع تحلم بديمومته لآجال غير معلومة خصوصا ونحن نتحدث عن دولة يراد لها ان تكون ديموقراطية الا انها لاتستطيع في كل الاحوال تجاوز الكثير من الخطوط الحمراء. واهم هذه الخطوط الحمراء هي طبقة رجال الدين ومؤسستهم الدينية والتي تعمل على تكريس سيطرة احزاب الاسلام السياسي ورعايته. من خلال تدخلها المباشر بالشأن السياسي لصالح طائفة معينة ليس كجمهور وهذا ما نلمسه من فقر قطاعات واسعة من ابناء هذه الطائفة، بل كأحزاب ومنظمات اصبح لدى الكثير من رجال الدين نتيجة تدخلهم في الشأن السياسي بصفتهم الدينية مصالح اقتصادية ومالية معها تقدر بالمليارات ولتشمل من اجل استمرار دعم هذه الطبقة لهم "الاحزاب" المساهمة بالتوسع المستمر للاوقاف الاسلامية وخصوصا الشيعية التي من الممكن ان تتحول في ظرف معين الى دولة داخل دولة ان لم تكن هي كذلك اليوم.

ان التدخلات المستمرة لمرجعية النجف الاشرف بالشأن السياسي لصالح الاسلام السياسي الشيعي تحديدا يجعلها ان تتقاطع في مواقفها مع بناء الدولة، وهذا ما اشار اليه المفكر "نصر حامد ابو زيد " حينما كتب قائلا " الدولة ليست المجتمع، بل هي الجهاز الاداري والسياسي والقانوني الذي ينظم الحياة داخل المجتمع. واذا كان الدين قوة اجتماعية، فهو أيضا ليس المجتمع، أذ المجتمع جماعات واديان. ومن حق هذه المجتمعات على الدولة أن تحمي بعض الجماعات من الافتئات على حقّ الجماعات الاخرى. من هنا فدور الدولة كجهاز منظم لسير الحياة في المجتمع – المتعدد الاديان بطبيعته- يجب ان يكون محايدا، بأن لايكون للدولة دين تتبناه وتدافع عنه وتحميه. أن دورها حماية الناس لا حماية العقائد"*. لكن ما نراه في العراق اليوم هو ليس الانحياز للدين فقط بل هو الانحياز لابشع نتاج للدين والذي سبب على مدى التاريخ الاسلامي وليومنا هذا بكوارث من الصعب تحديد آثارها المدمرة على الانسان والمجتمع وتطورهما اي الطائفية، التي اصبحت في بلدان اسلامية عديدة ومنها العراق عاملا اساسيا لتفتيت الاواصر الاجتماعية بين ابناء شعبنا ووسيلة لوصول سياسيين الى السلطة " بصكوك غفران " طائفية من قبل المؤسسة الدينية وتسويقهم بفتاوى بعضها علني والاخر مبطّن.

هناك من يريد جاهدا ان يبعد اي دور لمرجعية النجف في حث البسطاء من الناس على انتخاب لصوص اليوم حينها، ولكن التصويت الاخير على الفقرة 38 من قانون التقاعد الموحد الخاصة بامتيازات كبار المسؤولين " الرئاسات الثلاث والوزراء والنواب وذوي الدرجات الخاصة" والاحراج الكبير الذي أحدثه التصويت هذا لراعيهم "مرجعية النجف" أمام جموع مقلديها الذين اكتشفوا ان المرجعية الدينية اخطأت كثيرا "ان لم تجرم" بدفعهم لانتخاب هؤلاء "النواب". جعلت استاذا في الحوزة العلمية بالنجف ومقربا جدا من المرجعية الدينية الشيعية كحيدر الغرابي ان يصرح لصحيفة الشرق الاوسط عن انزعاج المرجعية ل " مستوى الخديعة الذي مارسه النواب الذين ما كان لهم ان يصلوا الى البرلمان لولا تأييد المرجعية لهم"، أذن فأن من اوصل هؤلاء الفاشلين والمتاجرين باموال وثروات شعبنا هي مرجعية النجف وليس غيرها!!!

وبدلا من ان تعتذر مرجعية النجف عن تدخلها بالشأن السياسي الذي كان وصول اللصوص الى البرلمان من اهم نتائجه احتراما لتاريخها وحياديتها ووقوفها على مسافة واحدة من جميع الاطراف كما صرحت مرارا!! نراها ونقلا عن الغرابي تعود لممارسة نفس اللعبة والتي ان نجحت ثانية او ثالثة بالاحرى سندخل في اماكن اكثر ظلمة من النفق الذي دفعتنا اليه ووطننا من خلال توصياتها الاولى والثانية. عندما نقلت الشرق الاوسط عن الغرابي قائلا أن " هناك مشروعا حوزويا تتبناه المرجعية وتمت مناقشته مع طلبة الحوزة بدعم أشخاص مشهود لهم بالنزاهة والكفاءة وأن يكونوا تحت وصاية المرجعية من اجل ان ينتخبهم الجمهور بعد ان ثبت ان اعضاء البرلمان العراقي لم يكونوا لمستوى المسؤولية التي انيطت بهم" ، وبعد ان يحث الغرابي "نقلا عن المرجعية" الناخبين بالتوجه لصناديق الاقتراع وانتخاب ممثليهم ممن تزكيهم المرجعية في تدخل واضح "اثبت فشله مرتين لليوم"، يؤكد على وجود مشروع خاص للحوزة الدينية بالعراق وهذا المشروع لايخرج بالتأكيد عن أسلمة المجتمع و بالاحرى تكريس طائفيته حينما يقول أن " المرجعية تشعر انها حيال مسؤولية كبرى لأنها لاتريد ان تفشل ويفشل مشروعها حين يتصدى للمسؤولية الفاسدون وأضرابهم الى السلطة ثانية".

من خلال حديث الغرابي ومن خلال مزاج الجماهير بعد فشل ممثلي المرجعية في جميع الملفات التي تصدوا لها لليوم وبعد ان اصبح السلم الاهلي في خطر والوطن باكمله على فوهة بركان، على المرجعية في النجف الاشرف ان تبعد نفسها هذه المرة عن التدخل في تزكية هذه الطرف او ذاك او هذا الشخص او ذاك بعد فشلها في ايصال ممثلين حقيقيين الى البرلمان من جهة واحتراما لمؤسستها العريقة وابعادها عن دهاليز السياسة، كون السياسة خداع ومصالح وعلى المرجعية ان تتنزه عن مثل هذه الاوصاف.

أن الله قد أعاذكم من أن يجور عليكم "الامام علي -ع-" لقد جاروا على فقراء شيعتك وفقراء المسلمين يا ابا الحسن.

* الفزع من العلمانية: فصل الدين عن الدولة لنصر حامد ابو زيد، الحوار المتمدن العدد 3054



#زكي_رضا (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- المالكي وتظاهرات التحرير والكيل بعشرة مكاييل
- الدواعش في البرلمان والحكومة العراقيتين
- انقلابي 8 شباط و 28 مرداد وما بينهما
- هل ستكون معركة بغداد آخر معارك القادسية؟
- وهل فتحتم الحدود امام الارهابيين يا بثينة شعبان أم لا؟
- ناغورني تلعفر وقره باخ خورماتو
- مهمة الجيش العراقي هي الحفاظ على السلطة الدكتاتورية وديمومته ...
- صحيفة التآخي ترد الدَّين الفيلي بسيل من الاهانات
- العراق من صدام المجيد الى نوري الاشتر
- أجيبوا هذه الطفلة ان كانت لكم كرامة
- قراءة في تقرير الاجتماع الاعتيادي الكامل للجنة المركزية للحز ...
- الكورد الفيليون وسراب الكوتا
- السيد ابو حسنين .... تره صارت يخني
- القتلة يحكمون العراق
- هل المالكي يريد خوض حرب عالمية ضد الارهاب بقيادة حمّودي وابو ...
- شيعة العراق ضحايا ساسته ورجال طائفتهم
- حتى صدام لم يفعلها يا نوري
- حجي ابو اسراء تعال نبحث معا عن معاناتكم
- راغب علامة يستنكر والمالكي ايضا يستنكر!!!
- هلهوله للدعوة الصامد


المزيد.....




- أبو عبيدة وما قاله عن سيناريو -رون آراد- يثير تفاعلا.. من هو ...
- مجلس الشيوخ الأميركي يوافق بأغلبية ساحقة على تقديم مساعدات أ ...
- ما هي أسباب وفاة سجناء فلسطينيين داخل السجون الإسرائيلية؟
- استعدادات عسكرية لاجتياح رفح ومجلس الشيوخ الأميركي يصادق على ...
- يوميات الواقع الفلسطيني الأليم: جنازة في الضفة الغربية وقصف ...
- الخارجية الروسية تعلق على مناورات -الناتو- في فنلندا
- ABC: الخدمة السرية تباشر وضع خطة لحماية ترامب إذا انتهى به ا ...
- باحث في العلاقات الدولية يكشف سر تبدل موقف الحزب الجمهوري ال ...
- الهجوم الكيميائي الأول.. -أطراف متشنجة ووجوه مشوهة بالموت-! ...
- تحذير صارم من واشنطن إلى Tiktok: طلاق مع بكين أو الحظر!


المزيد.....

- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين
- قصة اهل الكهف بين مصدرها الاصلي والقرآن والسردية الاسلامية / جدو جبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - زكي رضا - على مرجعية النجف الاشرف ان لاتسيء لنفسها مرة اخرى