أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - زكي رضا - القتلة يحكمون العراق














المزيد.....

القتلة يحكمون العراق


زكي رضا

الحوار المتمدن-العدد: 4267 - 2013 / 11 / 6 - 02:10
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


تمتاز مواسم الانتخابات في بلدان العالم المختلفة بميزة تكاد ان تكون مشتركة ان لم متطابقة، وهي منافسة الاحزاب المشتركة في السباق الانتخابي بتقديمها افضل ما لديها من سياسات اقتصادية واجتماعية عبر برامج واضحة للجمهور من اجل كسب اصواتهم. أما الحزب الحاكم فيها فأنه يعمل على كسب اصوات الناخبين من خلال ما انجزته حكومته من برنامجه الانتخابي الذي حصل بموجبه على اصواتهم "الناخبين" التي اهّلته لرئاسة الحكومة. ومن المؤكد ان العملية الانتخابية تعتمد في البلدان الديموقراطية على وعي الناخب الذي لايضع صوته الا في الصندوق الذي يلبي مصالحه، أما في البلدان الديموقراطية العالم ثالثية ان جاز التعبير فان الاحزاب السياسية المتنفذة وخصوصا في حالة عدم وجود قانون للاحزاب تعرف جيدا ضعف الوعي عند الناخبين، وتعمل جاهدة على استمرار غياب الوعي هذا او تحويله من العقل الى الجيب، حيث عادة ما تصرف الاموال الطائلة وجميعها تقريبا من السحت الحرام لشراء ذمم الناس واصواتهم.

في العراق ولعدم وجود اية برامج انتخابية للاحزاب الحاكمة سوى يافطات الطائفية فان الاحزاب الحاكمة لاتحتاج الى جهد كبير للتأثير على الناخبين، حيث انها تبدأ بكسب اصواتهم مبكرا عن طريق الشحن الطائفي والذي يتطور الى عمليات قتل على الهوية وتفجيرات كلما اقتربنا من موعد الانتخابات. والذي يقوم بهذه العمليات الاجرامية مجرمون عتاة ينفذون اجندة منها داخلية ومنها خارجية، ويبقى العامل الحاسم في مواجهة هذا الشكل المنفلت من الارهاب هو الحكومة التي عليها ان تكرس امكانياتها الهائلة في الحد من هذه العمليات واعتقال القتلة. ولكن السؤال الذي يبقى دون جواب هو، ماذا لو كانت الحكومة طرفا في الجريمة ، وماذا لو كان رأس السلطة شريكا في الجريمة عن طريق التستر على المجرم او المجرمين، والانكى هو، ماذا لو عرف راس السلطة بجماعة اجرامية تمارس القتل على الهوية ويتحالف معها لتشكيل حكومة برئاسته؟

بعد عودة الحاج ابو اسراء من زيارته الى الولايات المتحدة الامريكية تعرض للنقد من قبل احد اهم حلفائه من الذين لو لاهم لما كان الحاج اليوم رئيسا لوزراء العراق وهم الصدريون، والذين يشكلون مع المالكيين والمجلسيين اعمدة البيت الشيعي الرئيسية التي تهيمن على الحكومة العراقية. ولان الحاج لايتحمل النقد مطلقا فأن مكتبه "بايعاز منه" شنّ هجوما عنيفا على مقتدى الصدر متهما اياه بالقاتل والمرتشي وفارض الاتاوات على الناس. اذ اوضح مكتب الحاج قائلا " أن من حق مقتدى أن يمارس الدعاية الانتخابية المبكرة، لكن عليه ايضاً أن لا يستخف بعقول وذاكرة العراقيين الذين يعرفون جيدًا من قتل ابناءَهم في ظل ما كان يسمى بـ(المحاكم الشرعية) سيئة الصيت، ومن الذي كان يأخذ الاتاوات والرشاوى وشارك في الفتنة الطائفية والقائمة تطول (في اشارة الى الصدر".

ان المتابعين للشأن السياسي العراقي يعرفون جيدا صحة ما جاء به مكتب الحاج خصوصا حول عدم الاستخفاف بعقول العراقيين وذاكرتهم حول تلك الايام السوداء والتي ستبقى تكلل وجه المحاصصة الطائفية بالعار لسنوات طويلة. ولكن ما فات المكتب هو ان الحاج لم يستخف فقط بعقول العراقيين وهو يخفي ادلة جرمية عن العديد من مناوئيه الذين هم شركاء في حكومته من الذين ساهموا بقتل المئات ان لم يكن الالاف من العراقيين لسنوات طويلة، ولم يهدد بها الا عندما اراد ان يستفاد من تلك الادلة شخصيا وليس وطنيا ومن امثال هؤلاء الشركاء نائب رئيس الجمهورية طارق الهاشمي. كما وفات مكتب الحاج انه هدد امام العديد من وسائل الاعلام من انه يمتلك ملفات عن دور سوريا في تدريب وتمويل وشحن البهائم البشرية للعراق، الا انه وبقرار من فيلق القدس على ما يبدو قد بلع تهديده هذا ليساهم بعدها وعلى ذمة الامريكان بفتح اجواء العراق لمساعدة النظام السوري الذي ساهم بقتل الالاف من العراقيين كما ذكر الحاج بعظمة لسانه. ويبدو ان مكتب الحاج كما الحاج نفسه سريع النسيان اذ انه "الحاج" وللتهرب من استجوابه في "برلمان الشعب" نسى تصريحات الحاج حول الوثائق التي يمتلكها والتي لو عرضها لانقلب "البرلمان الى حلبة ملاكمة حينما قال وباللهجة المحكية "تصير بوكسات".

اريد القول هنا ان الحاج لم يستخف بعقول العراقيين لاخفائه الادلة الجرمية فقط بل اصبح مجرما حقيقيا مساهما بالقتل العمد عندما تحالف مع مقتدى الصدر. ان الذي يتحالف مع قاتل من اجل ان يكون على راس السلطة لايفرق بشيء عن القاتل الاصلي وهو شريكه في جريمة القتل، ان الذي يتحالف مع مجموعة تفرض الاتاوات على الناس شريك بفرض الاتاوات، ان الذي يتحالف مع من يمتلك محاكم شرعية لقتل ابناء العراق يعتبر شريك في ادارة تلك المحاكم، ان من يتحالف مع مثيري الفتن الطائفية يعتبر هو الاخر مثيرا لتلك الفتن.

من خلال تحالف الحاج ابو اسراء مع عصابة الصدر حسب وصفه هو لاغير فان يداه وحزبه ملطختان بدماء ابرياء شعبنا، فهل سيمنح شعبنا اصواته للقتلة واللصوص ومثيري الفتن الطائفية سنة وشيعة، الجواب للاسف الشديد نعم لان الوعي مثلما قلنا انتقل من الراس الى الجيب وان بقي في الراس فانه يشغل نصف الرأس الشيعي أو نصفه السني.


ان الحكام المستبدين كالحشرات القذرة لاتعيش ابدا في جو نظيف، ولاتنصب شباكها الا حيث الغفلة السائدة والجهالة القاتمة " الاسلام والاستبداد السياسي".



#زكي_رضا (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- هل المالكي يريد خوض حرب عالمية ضد الارهاب بقيادة حمّودي وابو ...
- شيعة العراق ضحايا ساسته ورجال طائفتهم
- حتى صدام لم يفعلها يا نوري
- حجي ابو اسراء تعال نبحث معا عن معاناتكم
- راغب علامة يستنكر والمالكي ايضا يستنكر!!!
- هلهوله للدعوة الصامد
- نكرهك ياعراق
- عدنان الاسدي بين الترخيص والعجز
- العنف والعدوانية في زمن الكوليرا... مرتضى القزويني مثالا
- الانصار الشيوعيون ليسوا مرتزقة
- السياسة فن الممكن وليست فن التمنيات
- من هم الشباطيّون ايها البؤساء؟
- هل على الشيوعيين ان يتحولوا الى عشيرة؟
- أمن اجل هذا قاتلتم الطاغية صدام حسين ؟
- خير وسيلة للاستمرار في السلطة هي المطالبة بدم الحسين -ع-
- تظاهرات مشروعة بوسائل غير مشروعة
- الفعاليات السياسية في العراق .. العلم الذي ترفعونه ليس سوى - ...
- كلكم مسخرة وكلكم مسؤول عن مسخرته
- لقد وفى السيد رئيس الوزراء بوعده
- المالكي والدعاة وتقسيم العراق


المزيد.....




- بسبب متلازمة -نادرة-.. تبرئة رجل من تهمة -القيادة تحت تأثير ...
- تعويض لاعبات جمباز أمريكيات ضحايا اعتداء جنسي بقيمة 139 مليو ...
- 11 مرة خلال سنة واحدة.. فرنسا تعتذر عن كثرة استخدامها لـ-الف ...
- لازاريني يتوجه إلى روسيا للاجتماع مع ممثلي مجموعة -بريكس-
- -كجنون البقر-.. مخاوف من انتشار -زومبي الغزلان- إلى البشر
- هل تسبب اللقاحات أمراض المناعة الذاتية؟
- عقار رخيص وشائع الاستخدام قد يحمل سر مكافحة الشيخوخة
- أردوغان: نتنياهو هو هتلر العصر الحديث
- أنطونوف: واشنطن لم تعد تخفي هدفها الحقيقي من وراء فرض القيود ...
- عبد اللهيان: العقوبات ضدنا خطوة متسرعة


المزيد.....

- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين
- قصة اهل الكهف بين مصدرها الاصلي والقرآن والسردية الاسلامية / جدو جبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - زكي رضا - القتلة يحكمون العراق